مزج الوقود الحيوي مع التقليدي حل مثالي لخفض انبعاثات الشحن البحري
يمكن لمزج الوقود الحيوي مع التقليدي أن يزيد خفض الانبعاثات في قطاع الشحن البحري، ضمن التكاليف المعقولة التي يتطلع إليها مالكو السفن.
وأظهرت المشروعات التجريبية التي تستعمل إسترات الميثيل الحمضية الدهنية (FAME) والزيت النباتي المعالج بالهيدروجين HVO وإسترات ميثيل زيت الطهي المستعمل UCOME نتائج واعدة، ويمكن أن يؤدي مزج هذه الوقود مع الوقود التقليدي إلى زيادة خفض الانبعاثات.
في المقابل، توجد مسارات متعددة لمستقبل منخفض الكربون، بالنسبة لقطاع الشحن، وجميعها تحمل تحديات تجارية وتشغيلية وفنية مختلفة، من بينها مزج الوقود الحيوي مع التقليدي، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
بدورهم، يتطلع مشغّلو السفن إلى استعمال الوقود الحيوي بصفته خيارًا جذابًا لخفض انبعاثات قطاع الشحن البحري، إلّا أن التكلفة العالية لهذه الأنواع من الوقود مقارنة بمثيلاتها التقليدية قد تشكّل عائقًا أمام التوسع في استعماله.
ازدياد استعمال الوقود الحيوي
شهدت السنوات القليلة الماضية ازدياد استعمال الوقود الحيوي في مراكز التزويد بالوقود الرئيسة، روتردام وسنغافورة، لكن الأحجام ما تزال تمثّل جزءًا ضئيلًا فقط من إجمالي مبيعات الوقود البحري.
وارتفعت أحجام التزويد بالوقود من كمية ضئيلة في عام 2020 إلى حجم إجمالي قدره 0.3 مليون طن متري في عام 2021، ومليون طن متري في عامي 2022 و2023، وفقًا للمركز العالمي لإزالة الكربون البحري (GCMD)، وفقًا لما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media، المتخصص بأخبار وتحليلات صناعة الشحن البحرية العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بيع مخاليط الوقود التقليدي مع الحيوي لا يمثّل سوى نحو 1.7% من إجمالي مبيعات الوقود في هذين المركزين.
وفي عام 2022، شكّل الوقود الحيوي 0.11% من جميع الوقود الذي تستهلكه السفن التي تبلغ حمولتها 5 آلاف طن متري وما فوق، ويمثّل هذا الحجم 0.6% إلى 0.7% فقط من إنتاج الديزل الحيوي السنوي العالمي، وفقًا للمركز العالمي لإزالة الكربون البحري.
خصائص الوقود الحيوي
بفضل الخصائص الفيزيائية لأنواع الوقود الحيوي المماثلة للديزل التقليدي، فإن الزيت النباتي المعالج بالهيدروجين وإسترات الميثيل الحمضية الدهنية وإسترات ميثيل زيت الطهي المستعمل تمثّل بعض أكثر أنواع الوقود المتجدد شيوعًا التي تُختَبَر في الشحن.
وتُعدّ إسترات الميثيل الحمضية الدهنية وقودًا حيويًا من الجيل الأول، ويشار إليه باسم الديزل الحيوي، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
بدوره، يمثّل الزيت النباتي المعالج بالهيدروجين وقودًا حيويًا من الجيل الثاني، ويشار إليه باسم الديزل الأخضر وديزل الطاقة المتجددة، ويُنتَج حصريًا من النفايات العضوية والمواد المتبقية، وفقًا لما نشره موقع ريفييرا ماريتايم ميديا Riviera Maritime Media.
وتشير شركة التصنيف البحري لويدز ريجستر Lloyd’s Register إلى إمكان استعمال أنواع الوقود الحيوي هذه وقودًا قابلًا للتركيب، ولا يتطلب أيّ تعديلات كبيرة على محركات السفينة الرئيسة أو خزانات الوقود.
وبالنسبة للسفن العاملة بالوقود التقليدي التي أصبحت قديمة جدًا وغير اقتصادية للاستثمار في التعديلات المطلوبة لتبنّي أنواع الوقود مثل الغاز المسال والميثانول والأمونيا، فإن الوقود الحيوي يوفر فرصة لتلبية أهداف خفض الكربون بالحدّ الأدنى من التمويل، وفق تقرير نشرته لويدز ريجستر.
فحص الوقود وتجاربه
بدأت شركة لويدز ريجستر فحص الوقود الحيوي وتجاربه في عام 2011، بالعمل مع شركة إيه بي مولر-ميرسك AP Moller-Maersk لقياس استهلاك الوقود والانبعاثات وأداء زيت التشحيم لمحرك مساعد يعمل بمزيج يصل إلى درجة بي 100.
ومن بين العيوب المرتبطة بالوقود الحيوي أنه أكثر تكلفة من نظيره الأحفوري التقليدي، وغير متاح على نطاق واسع لقطاع النقل البحري.
وفي ميناء روتردام، أحد أكبر مراكز التزويد بالوقود في العالم، بِيعَ مزيج إسترات الميثيل الحمضية الدهنية والوقود المستدام وبي 30 بمتوسط 730.25 دولارًا أميركيًا للطن في أغسطس/آب الماضي، أي ما يزيد بنحو 35% عن سعر زيت الوقود البحري بنسبة 0.5%، وفقًا لبيانات منصة بلاتس Platts.
وعلى مدار العقد المقبل، تتوقع لويدز ريجستر انخفاض أسعار إسترات الميثيل الحمضية الدهنية بناءً على المواد الخام المشتقة من الدهون والزيوت والشحوم أو الزيوت النباتية.
ويشير المركز العالمي لإزالة الكربون البحري إلى أن مزج الوقود الحيوي بنظيره الأحفوري البحري التقليدي “يمكن أن يحافظ على التكاليف في حدود معقولة، مع السماح لأصحاب السفن بتلبية الأهداف المؤقتة”.
في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، توقّع المركز العالمي لإزالة الكربون البحري GCMD إكمال دراسة مدّتها عامين لفحص سلسلة التوريد من البداية إلى النهاية للوقود الحيوي.
وشملت الدراسة 4 سلاسل توريد و3 موانٍ (سنغافورة وروتردام وفليسينجن) و7 سفن (سفن حاويات وناقلات نفط غاز) و21 من أصحاب المصلحة البحريين.
واستعملت الدراسة تقنيات تتبّع مختلفة لتتبّع الوقود الحيوي من مرافق إنتاجه إلى استعماله على متن السفن.
وتتمثل إحدى النتائج الرئيسة للتجربة في أن مزيج (إسترات الميثيل الحمضية الدهنية والزيت النباتي المعالج بالهيدروجين وإسترات ميثيل زيت الطهي المستعمل) يوفر تخفيضات كبيرة في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي.
اقرأ أيضًا..
- إنتاج أكبر حقل غاز في مصر ينخفض لأدنى مستوى منذ اكتشافه (خاص)
- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تهدد إمدادات 5 دول
- تداعيات استهداف إسرائيل المحتمل لمنشآت النفط والغاز في إيران (مقال)
إقرأ: مزج الوقود الحيوي مع التقليدي حل مثالي لخفض انبعاثات الشحن البحري على منصة الطاقة