اكتشاف نفط جديد على يد شيفرون.. هل يُعيد الثقة بدلتا النيجر؟
أزاحت شركة الطاقة الأميركية شيفرون الستار عن اكتشاف نفط جديد في منطقة دلتا النيجر التي تعاني اضطراباتٍ شديدةً، خلال السنوات الأخيرة، نتيجة حوادث سرقة الخام وتسرب النفط.
وتراهن شيفرون على الاكتشاف النفطي الجديد الذي توصلت إليه مع مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية إن إن بي سي(NNPC)، في تنمية مواردها في نيجيريا، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على حصتها السوقية العالمية.
كما يُعول على اكتشاف نفط ميجي (Meji) الجديد في إحياء مناخ الثقة بالمنطقة التي أصبحت طاردةً لكبريات شركات النفط العالمية، أمثال إيني الإيطالية وشل متعددة الجنسيات نتيجة تراجع جدواها الاقتصادية.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، يقع اكتشاف نفط ميجي المعلَن في المنطقة البحرية الضحلة قبالة سواحل دلتا النيجر الغربية في نيجيريا.
اكتشاف مُبشِّر
يأتي الإعلان عن اكتشاف نفط ميجي الجديد بوساطة شيفرون، وشركة النفط الوطنية النيجيرية في الوقت الذي يتسابق فيه العديد من شركات النفط العالمية للتخارج من منطقة دلتا النيجر المضطربة.
ويمتد المربع النفطي ميجي إن دبليو-1 (Meji NW-1) المكتشَف حديثًا في دلتا النيجر بعمق يصل إلى 8.983 قدمًا، من بينها 690 قدمًا داخل رمال الميوسين تحوي المواد الهيدروكربونية؛ ما نتجت عنه توسعة حقل ميجي (Meji)، وفق ما قاله ممثلون عن شيفرون، اليوم الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول، في تصريحات إلى منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights).
وكانت العمليات في بئر “ميجي إن دبليو-1” قد أُنجِزت في 2 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، بحسب ما قالته شيفرون، وتابعته منصة الطاقة المتخصصة.
إستراتيجية عالمية
قالت شيفرون: “يأتي اكتشاف نفط ميجي الجديد متسقًا مع نوايا شيفرون وخططها لمواصلة تطوير وتنمية مواردها في نيجيريا، بما في ذلك المناطق البرية والبحرية الضحلة”.
وأضافت: “اكتشاف نفط ميجي يدعم إستراتيجية الاستكشاف العالمية الأوسع التي تتبناها شيفرون وتستهدف من خلالها العثور على موارد جديدة تطيل بها العمر التشغيلي للأصول المنتِجة في مناطق التشغيل الحالية، وإتاحة إنتاجية بزمن دورات تطويرية أقصر”.
وتتولّى شيفرون تشغيل المربع النفطي بي إم إل 49 (PML 49) إلى جانب مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية في مشروع مشترك، مع استحواذ الأولى على حصة نسبتها 40% ، في حين تذهب الحصة المتبقية (60%) إلى “إن إن بي سي”.
وكان المربع النفطي “إم إل 49” يُعرَف في السابق باسم أو إم إل 90 (OML 90)، قبل تغيير اسمه مؤخرًا وفقًا لقانون صناعة النفط الجديد الصادر في عام 2021.
بلغت ذروة الإنتاج من حقل “ميجي” 51 ألف برميل يوميًا في عام 2005، لكنها هبطت منذ ذلك الحين، إلى نحو 17 ألف برميل يوميًا، معظمها من النفط الخام، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة في منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس،
وكانت الاكتشافات النفطية من حقل نفط ميجي قد أعلِنت للمرة الأولى في عام 1965، ليبدأ إنتاج الخام فعليًا بعدها بـ4 سنوات.
ولم تعط شركة شيفرون جدولًا زمنيًا لبدء الإنتاج من بئر “ميجي إن دبليو-1″، أو حتى تكشف عن أي تفاصيل أخرى تتعلق بحجم إنتاجيته المتوقعة.
تخارج الشركات
يمنح اكتشاف نفط ميجي دفعةً معنويةً للمسؤولين النيجيريين، ويُبرِز تفاوت المواقف التي تتبناها شركات الطاقة الأخرى التي تفضّل التخارج بأعدادٍ كبيرةٍ من عملياتها في دلتا النيجر، مفضلةً بدلًا من ذلك فرص الاستكشاف بالمياه العميقة في نيجيريا، والمناطق الأقل خطورة، والمناطق الحدودية مثل ناميبيا وغايانا.
فقد تخارجت شركة إيني من عملياتها البرية وتلك الموجودة بالمناطق البحرية الضحلة في نيجيريا، عبر بيعها إلى شركة أواندو (Oando) المحلية النيجيرية.
وفي الوقت نفسه منحت شركة شل الضوء الأخضر لبيع عملياتها البرية إلى تحالف رينيسانس (Renaissance) المكون من شركات معظمها محلية، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأبرمت توتال إنرجي الفرنسية اتفاقيةً مع شركة سيبلات (Seplat) النيجيرية المستقلة، كما تبيع شركتا إكوينور النرويجية وتوتال إنرجي أصولًا إلى شركة تشابال إنرجي (Chappal Energies) النيجيرية.
وقد قوبلت تلك الصفقات بموافقات، وفي بعض الحالات، لاقت معارضةً رسميةً في البلد الواقع غرب أفريقيا.
ويكافح المسؤولون النيجيريون لوقف موجة تخارج شركات النفط العالمية خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن سجلت تلك الشركات هبوطًا في إنتاج الخام من ذروة لامست 2.45 مليون برميل يوميا في عام 2005 إلى 1.46 مليون برميل يوميا -الآن- نتيجة تراجع وتيرة الاستثمارات، وندرة أنشطة الاستكشاف، ونضوج الحقول، ونهب وتخريب المنشآت النفطية وخطوط الأنابيب.
وكثيرًا ما شهدت منطقة دلتا النيجر حوادث تسرب ومشكلات أمنية في السنوات الأخيرة، في حين لا يزال هناك نحو 300 ألف برميل يوميًا من النفط الخام مختفية حتى الآن، بحسب ما صرح به مشرعون نيجيريون في أبريل/نيسان (2024).
شيفرون.. حضور قوي
تبرُز شركة شيفرون ثالث أكبر مُنتِج في نيجيريا؛ إذ تمتلك حصصًا في 62 أصلًا؛ بما في ذلك حقل أغبامي البحري البالغة سعته الإنتاجية 90 ألف برميل يوميًا ومشروعات نفط إسكرافوس (Escravos)، وفقًا لتقديرات إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي استحوذت شيفرون على حصة في ترخيص الاستكشاف النفطي 215 الكائن قبالة سواحل دلتا النيجر.
وكثيرًا ما أكّدت الشركة التزامها بقطاع النفط النيجيري، وحظيت بإشادة من الحكومة النيجيرية ورئيس مؤسسة النفط النيجيرية ميلي كياري.
وفي 9 سبتمبر/أيلول قالت مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية إنها تستهدف “تعزيز الإنتاج بشكل كبير ورفعه إلى 165 ألف برميل يوميًا من 5 من تراخيصها الرئيسة بحلول نهاية العام الحالي (2024)، بعد تطوير المربعات بما يتواءم مع بنود قانون صناعة النفط الصادر في 2021.
موضوعات متعلقة..
- نتائج أعمال شيفرون في الربع الثاني 2024 تخيب التوقعات.. والشركة تغادر كاليفورنيا
- فساد النفط في نيجيريا يتوالى.. اتهام وزيرة سابقة بارتكاب جرائم رشوة
- اتهام الجيش بسرقة النفط في نيجيريا.. ورد حاسم من “البحرية”
اقرأ أيضًا..
- استكشافات النفط والغاز في آسيا وأفريقيا تترقب دعمًا من أعمال المسح الزلزالي
- حقل بوحصا الإماراتي.. قصة 7 مليارات برميل من الاحتياطيات المؤكدة
- أسطول الظل لنقل الغاز المسال الروسي يتحايل على العقوبات بأنشطة سرية
إقرأ: اكتشاف نفط جديد على يد شيفرون.. هل يُعيد الثقة بدلتا النيجر؟ على منصة الطاقة