عالم الطاقة

عودة الكهرباء في كوبا تدريجيًا بعد انقطاع شلّ أرجاء البلاد

بعد أن عاشت الدولة بأكملها ساعات طويلة في الظلام، بدأت الكهرباء في كوبا تعود ببطء إلى بعض المناطق، منها المستشفيات الكبيرة، وعدد من المرافق شديدة الأهميّة.

وانقطع التيار الكهربائي عن كوبا لعدة ساعات أمس الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول؛ ما أدى إلى شل كل أوصال البلاد في الدولة الجزرية، لدرجة أن عددًا من السياح قالوا إنهم فشلوا في الحصول على وجبة في مطعم.

وتعاني كوبا نقصًا حادًا في توفير الوقود بسبب عاصفة ضربت البلاد مؤخرًا، ما حال دون وصول الشحنات.

كما اتهمت كوبا الحصار الأميركي لهذه الدولة منذ عهد الرئيس السابق في البيت الأبيض دونالد ترمب، بأنه من ضمن أسباب الأزمة.

وأشارت تقارير، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرًها واشنطن)، إلى أن من أسباب انقطاع الكهرباء في كوبا ما حدث في فنزويلا من خفض لصادرات النفط إلى البلاد منذ مطلع العام الجاري.

انهيار محطة الكهرباء في كوبا

انهارت واحدة من كبريات محطات التوليد؛ ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في كوبا، مغرقًا الدولة الواقعة في غرب البحر الكاريبي في ظلام دامس، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

ورغم أن انقطاع الكهرباء في كوبا أغرق معظم سكان البلاد البالغ عددهم 10 ملايين نسمة في الظلام حتى مساء الجمعة، فإن بعض المناطق الصغيرة والمتناثرة في العاصمة هافانا، شاملة المستشفيات الكبيرة، بدأت تستعيد الأضواء، بعد مدة ظلام قصيرة.

وقال مسؤولون من مشغل شبكة الكهرباء “يو إن إي” UNE، مساء الجمعة، إنهم يأملون في إعادة تشغيل 5 من محطات التوليد حتى يتمكنوا من إعادة التيار إلى مناطق أوسع في البلاد.

وأغلقت حكومة الدولة الشيوعية المدارس والصناعات غير الأساسية في وقت مبكر يوم الجمعة، كما صرفت معظم العمال من مكاتبهم، في إطار محاولات السيطرة على الوضع، بعد أسبوع من نقص حاد في الوقود.

كما أوقفت الأنشطة الترفيهية والثقافية، بما فيها النوادي الليلية.

ورغم ذلك، لم يحلّ منتصف نهار الجمعة حتى توقفت محطة توليد الكهرباء الأكبر في البلاد “أنطونيو غويتراس” Antonio Guiteras؛ ما أدى إلى توسع فشل الشبكة، لتفاجأ الجزيرة بالظلام الكامل.

وقال مسؤولون في وقت متأخر من يوم الجمعة، إنهم يعملون على إصلاح عطل محطة التوليد، لكن لم يذكروا سبب انهيار الشبكة.

ويعني انقطاع الكهرباء في كوبا نقطة انهيار جديدة في الجزيرة، التي لم تعد الحياة فيها محتملة بسبب معاناة السكان من نقص الوقود والطعام والمياه والأدوية؛ ما أثار احتجاجات متكررة.

انقطاع التيار الكهربائي
احتجاجات شعبية ضد انقطاع التيار الكهربائي في كوبا خلال يوليو 2021

تضرر السيّاح

انعكس انقطاع الكهرباء في كوبا يوم الجمعة على جميع السكان في كل مناحي المعيشة، حيث أُغلقت المتاجر، واضطر العديد من السكان في العاصمة هافانا إلى الجلوس أمام مساكنهم هروبًا من الحرارة في الداخل.

وقال سياح إنهم ذهبوا لتناول الطعام في أحد المطاعم، ولم يجدوا أي وجبات بسبب تعطل عملية إعداد الطعام جراء انقطاع التيار.

وأشار السائح البرازيلي كارلوس روبرتو، إلى أنه وصل إلى هافانا قبل يومين، لكنه عانى من العديد من المشكلات.

وكان رئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو قد ألقى باللوم على العاصفة العنيفة التي ضربت البلاد في البلاد؛ ما أثّر في البنية التحتية، ونقص الوقود، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب، وجميعها أدت إلى تحرك الأمور إلى الأسوأ خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال رئيس الوزراء، عبر رسالة تلفزيونية للأمة: “كان أصعبها نقص الوقود”.

وكانت رياح عنيفة قد بدأت تضرب البلاد، بالتزامن مع بدء إعصار ميلتون، الأسبوع قبل الماضي؛ ما أدى إلى تكبيل قدرة الدولة على نقل الوقود الضروري من المراكب إلى محطات التوليد، وفق مسؤولين كوبيين.

كما تتهم أميركا بكونها واحدة من أسباب انقطاع الكهرباء في كوبا، بسبب ما تفرضه من عقوبات تشمل حظر الشحن.

وقال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، على منصة “إكس”، يوم الخميس 17 أكتوبر/تشرين الأول 2024: “السيناريو المعقد ناجم في المقام الأول عن تكثيف الحرب الاقتصادية والاضطهاد المالي والطاقة التي تشنها الولايات المتحدة”.

بينما رد المتحدث الرسمي لمجلس الأمن القومي في أميركا قائلًا: “أميركا ليس لها أي يد في انقطاع الكهرباء في كوبا، ولا لها أي علاقة بأزمة الطاقة في البلاد”.

وأضاف أن أميركا تراقب من كثب تأثير انقطاع الكهرباء لدى كوبا في الوضع الإنساني، لكن حكومة هافانا لم تطلب المساعدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: عودة الكهرباء في كوبا تدريجيًا بعد انقطاع شلّ أرجاء البلاد على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى