عالم الطاقة

أوابك تضع خارطة طريق لريادة عربية عالميًا في إنتاج وقود الطائرات المستدام

قدّم الأمين العام لمنظمة أوابك المهندس جمال عيسى اللوغاني، توصيات للدول العربية باتّباع مجموعة من الإجراءات، من شأنها تعظيم طاقة إنتاج وقود الطائرات المستدام ومنخفض الكربون.

وقال الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، إن لدى الدول العربية فرصًا ثمينة لتكون رائدة عالميًا في إنتاج وتصدير وقود الطائرات منخفض الكربون، بما تملكه من بُنى تحتية وموارد تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة، ولقائم متنوعة صالحة لإنتاج هذا النوع من الوقود المستدام.

ووفقًا لتصريحات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، دعا الأمين العام لأوابك إلى تعزيز التعاون بين صناعة الطاقة وقطاع الطيران، وإصدار التشريعات والسياسات الداعمة، وتحسين الأداء التشغيلي لمصافي تكرير النفط لتمكينها من تطبيق تقنية المعالجة المشتركة.

وتُعدّ المعالجة المشتركة حلًا قريب الأمد وفعالًا من حيث التكلفة لتوسيع نطاق إنتاج الوقود المستدام في المنطقة، وتعتمد تقنية المعالجة المشتركة على تكرير مواد خام متجددة إلى جانب النفط الخام، بهدف تخفيض البصمة الكربونية لمنتجات المصفاة وإنتاج وقود الطائرات منخفض الكربون.

وقود الطيران المستدام

علّق الأمين العام لأوابك على الدراسة الجديدة الصادرة عن المنظمة بعنوان “وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون”، التي تناولت المبادرات الدولية والعربية لإنتاج واستهلاك وقود الطائرات المستدام والمنخفض الكربون.

وأُصدِرت هذه الدراسة في إطار جهود خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الطيران المسببة لتغير المناخ، التي بلغت، في العام الماضي (2023) نحو 780 مليون طن، ما يمثّل 2.5% من إجمالي انبعاثات العالم، والتي يُتوقع ارتفاعها نتيجة تنامي الطلب على النقل الجوي إلى  2.6 غيغا طن في سنويًا بحلول عام 2050، بزيادة نحو 3 أضعاف.

طائرة تعمل بالوقود المستدام
طائرة تعمل بالوقود المستدام – الصورة من WSP

ويمكن لوقود الطيران المستدام أن يُسهِم بنحو 65% من خفض الانبعاثات التي يستهدفها قطاع الطيران العالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأوضح الأمين العام أن التكلفة تُعدّ العائق الرئيس أمام إنتاج وقود الطيران المستدام، إذ يتراوح السعر ما بين ضعفين و8 أضعاف سعر وقود الطيران التقليدي.

وأشار المهندس جمال اللوغاني إلى امتلاك معظم الدول العربية احتياطيات كبيرة من النفط والغاز، قائلًا، إنه يمكن لمصافي تكرير النفط في الدول الأعضاء أن تؤدي دورًا مهمًا في إنتاج وقود الطيران منخفض الكربون، لتستفيد من الخدمات المتاحة في المصفاة من مستودعات وخطوط أنابيب، وغيرها، ومن ثم تنخفض تكاليف الاستثمار لإنتاج وقود الطائرات المستدام.

ومن المتوقع أن تضيق الفجوة بين تكلفة نوعَي وقود الطيران تدريجيًا في المستقبل، ولا سيما بعد تطبيق نظام تجارة الانبعاثات.

وتابع الأمين العام لأوابك: “يتطلب تحفيز إنتاج وقود الطيران المستدام حوافز سياسية كبيرة لسدّ الفجوة السعرية بين وقود الطيران التقليدي والوقود المستدام”.

وأكد الأمين العام أن الاستثمار في وقود الطائرات المستدام ومنخفض الكربون يدعم تحول الصناعة نحو الاستدامة، ويدفع التقدم في التقنيات الخضراء الأخرى.

وأضاف اللوغاني: “نظرًا للحاجة إلى كل الخيارات الممكنة لنزع الكربون فإن خيار استعمال الوقود الأحفوري لا بد من أخذه بالحسبان في معادلة مزيج الطاقة، ولا سيما وقود الطيران المنخفض الكربون”، وفق مقال الأمين العام لأوابك بالنشرة الشهرية للمنظمة.

وأشار إلى امتلاك الدول العربية فرصًا واعدة لإنتاج الوقود الكهربائي وتصديره إلى الأسواق العالمية بأسعار منافسة، نظرًا لقدراتها الكبيرة على توليد الكهرباء من مصادر متجددة بتكاليف منخفضة، إذ تتوفر أوقات طويلة من السطوع الشمسي والأراضي الواسعة، ما يمكّنها من إنتاج الهيدروجين الأخضر باستعمال الطاقة الكهربائية المولدة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

إنتاج وقود الطيران المستدام

وفقًا لدراسة أوبك، قطعت 7 دول عربية مشوارًا طويلًا في مجال إنتاج وقود الطيران المستدام، وهي:

1- الإمارات

تسعى الإمارات، من خلال خريطة طريق وطنية معلنة لتطوير وقود الطائرات المستدام، لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ ما يسهم في خفض نحو 4.8 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون.

2- البحرين

تستعمل البحرين حاليًا وقود الطائرات المستدام من خلال شركة الخطوط الجوية الرسمية في البلاد، شركة طيران الخليج، في إطار التزام المملكة بالمتطلبات الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطيران.

3- السعودية

وقّعت أرامكو السعودية وشركة الطاقة الإيطالية إيني اتفاقية مع أكبر شركة طيران في العالم، شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية، للانضمام إلى جهود شركة أو إكس سي سي يو (OXCCU) البريطانية، لبحث سبل خفض التكلفة الباهظة المرتبطة بوقود الطائرات المستدام.

وقود الطيران المستدام

4- قطر

وقّعت شركة الخطوط الجوية القطرية اتفاقيةً مع شركة شل لتوريد 3 آلاف طن متري من وقود الطائرات المستدام النقي في مطار شيفول بالعاصمة الهولندية أمستردام.

وتستهدف الاتفاقية تمكين شركة الخطوط الجوية القطرية من مزج وقود الطيران المستدام بنسبة 5% على الأقل خلال السنة المالية 2023-2024، بوصفها خطوة أولى من المستهدف المحدد بنسبة 10% من إجمالي كمية الوقود المستَهلَك بحلول عام 2030.

5- الكويت

احتلّت مؤسسة البترول الكويتية كيه بي سي (KPC)، من خلال شركة كيو 8 أفييشن (Q8Aviation)، موقعها بصفتها موردًا رئيسًا لوقود الطائرات المستدام في أوروبا، مستفيدةً من تراجع صناعة تكرير النفط في تلك المنطقة.

وتعمل المؤسسة، التابعة لشركة البترول الكويتية، في أوروبا تحت اسم كيو 8 (Q8).

6- سلطنة عمان

وقّعت هيئة الطيران المدني مذكرة تعاون مشتركة مع شركتي أوكيو العمانية وسكاي إنرجي (Sky Energy)، لدراسة تطوير منشأة لتصنيع وقود الطائرات المستدام في سلطنة عمان.

ويأتي هذا المشروع في إطار خطط تستهدف الاستفادة من المقومات الهائلة لسلطنة عمان في دعم إنتاج وقود الطائرات المستدام عالميًا.

7- مصر

وقّعت الشركة المصرية لتدوير النفايات الصلبة إيكارو (ECARU)، وشركة القلعة القابضة، وشركة أكسنس (Axens) الفرنسية، اتفاقية لإعداد دراسات اقتصادية وفنية لمشروع إنتاج ووقود الطائرات المستدام والإيثانول الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: أوابك تضع خارطة طريق لريادة عربية عالميًا في إنتاج وقود الطائرات المستدام على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى