عالم الطاقة

إلغاء مشروع هيدروجين أخضر سعته 120 ميغاواط

أُضيف مشروع هيدروجين أخضر جديد بسعة 120 ميغاواط إلى قائمة المشروعات المماثلة الملغاة عالميًا، بسبب القيود التي فرضتها أوضاع السوق المتقلبة على إنتاج هذا الوقود.

وأمام تراجع أوضاعها المالية خلال الفصول الماضية، لم تجد شركة نستي (Neste) الفنلندية سوى العدول عن ضخ استثمارات في مشروع محلل كهربائي يستهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصفاة تابعة لها على الساحل الجنوبي الفنلندي.

وتلقت مصفاة نفط بورفو (Porvoo) تمويلات عامة بنحو 30 مليون يورو (32 مليون دولار)، لتطوير مشروعات هيدروجين أخضر، على الرغم من أنه لا يتضح إذا كان إلغاء المشروع سيعني إعادة أي منح.

*( اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا)

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تلامس إمكانات تصدير الهيدروجين الأخضر في فنلندا 70 تيراواط/ساعة سنويًا بحلول عام 2050، ما يعادل قرابة 2.1 مليون طن من هذا الوقود النظيف.

انسحاب من المشروع

تراجعت شركة نستي لتكرير النفط عن خُطط لضخ استثمارات في بناء مشروع محلل كهربائي بسعة 120 ميغاواط مُخصص لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصفاة بورفو، وفق بيان رسمي منشور على الموقع الرسمي للشركة.

وقالت نستي العاملة -كذلك- في إنتاج الوقود الحيوي ومقرّها العاصمة الفنلندية هليسنكي، إنها ستحتاج إلى إعادة تقييم أي استثمارات جديدة نتيجة ظروف السوق المتغيرة، مضيفةً أنها تسعى إلى البحث عن طرق بديلة لاستغلال الهيدروجين النظيف في بورفو.

وكانت نستي قد شرعت في تنفيذ أعمال الهندسة الأساسية لمشروع هيدروجين أخضر في بورفو خلال فصل الربيع من العام الماضي (2023)، مع تخطيطها لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي هذا العام، على أن يبدأ الإنتاج في عام 2026، حال مضت الأمور على ما يُرام.

مقر شركة نستي
مقر شركة نستي – الصورة من موقع الشركة

نتائج مالية متواضعة

قالت نستي إن النتائج المالية المتواضعة التي سجلتها في عام 2023، إلى جانب التقلبات في أوضاع السوق، قد استلزمت منها إجراء “تقييم مهم لأي مشروعات استثمارية جديدة ترغب في تنفيذها”.

وأضافت: “تقييم مشروع هيدروجين أخضر في بورفو تأثّر بالقيود الشديدة على استعمال هذا الوقود النظيف في عمليات المصفاة الهادفة إلى الوفاء بالالتزام الوطني للتوزيع في فنلندا”.

ومن المرجح أن تلك القيود ترتبط بتعديل مقترح في تشريع الهيدروجين الأخضر المقدّم إلى البرلمان الفنلندي في سبتمبر/أيلول المنصرم، الذي حدد حصة لا تقل عن 1.5% من الوقود المشتق من الهيدروجين الأخضر بين عامي 2028 و2029، على أن ترتفع تلك الحصة إلى 4% بدءًا من عام 2030.

إعادة تقييم

قال المحلل في شركة إنديريس (Inderes) للأبحاث في هلسنكي بيتري غوستوفسكي: “يُنظَر إلى قرار نستي إلغاء مشروع هيدروجين أخضر على أنه بمثابة إعادة تقييم للاستثمارات خلال الأوقات العصيبة التي تمر بها السوق، وليس على أنه علامة على بعض التغيرات الكبيرة في إستراتيجية الشركة”.

وأضاف غوستوفسكي: “نظرًا إلى الوضع المالي وتراجع آفاق العائدات، فإن هذا النوع من إعادة التفكير في الاستثمارات هو ما يمكن أن يتوقعه المرء في الوقت الراهن”، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى وقع انسحاب نستي من مشروع الهيدروجين الأخضر ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 1.9% في تداولات اليوم الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

واتّضح أن الشركة التي يمكن أن يحل الديزل المتجدد لديها محل نظيره التقليدي الملوث للبيئة بهدف خفض الانبعاثات من المركبات الحالية، ما زالت تعاني تكاليف المدخلات العالية، وفي الوقت نفسه تأثّرت سلبًا بتراجع أسعار الوقود وسط ضعف الطلب العالمي، وتخمة المعروض.

محطة هيدروجين أخضر

عائدات منخفضة

تراجعت العائدات المعدلة لشركة نستي قبل احتساب الفائدة والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 66%، لتصل إلى 293 مليون يورو (316 مليون دولار أميركي)، خلال الربع الثالث من العام الحالي، مخيبة توقعات المحللين التي وضعت هذا الرقم عند 348 مليون يورو (376 مليون دولار)، وفق استطلاع رأي أجرته الشركة.

وفي هذا السياق قال الرئيس التنفيذي لشركة نستي هايكي مالينين، إن “توقعات الاقتصاد العالمي ما زال يكتنفها عدم اليقين نتيجة التوترات الجيوسياسية والسياسية التجارية”، في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

وأشار مالينين إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف الائتمان الخاص بإنتاج الوقود النظيف في الولايات المتحدة، ما قد يدفع شركة نستي إلى تعديل إنتاجها، والطلب الطوعي الأقل من المتوقع على وقود الطيران المستدام.

وهبط هامش المبيعات المقارنة لوحدة المنتجات المتجددة في نستي إلى 341 دولارًا للطن في الربع من 912 دولارًا في العام الماضي (2023)، في حين كان المحللون في المتوسط يتوقعون 360 دولارًا للطن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: إلغاء مشروع هيدروجين أخضر سعته 120 ميغاواط على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى