عالم الطاقة

الطاقة الشمسية طوق نجاة لنيجيريا.. هل تتحرر من قيود الفساد وأسعار الفائدة؟

سلّط مسؤولون ومحللون الضوء على دور الطاقة الشمسية في تدعيم موثوقية الكهرباء في نيجيريا، وإيصالها إلى المجتمعات المحرومة من الكهرباء، بوصفها مصدرًا متوافرًا وميسور التكلفة.

ويحول ارتفاع أسعار الفائدة والقيود التنظيمية دون نمو القطاع في الدولة الواقعة غرب أفريقيا؛ ما أدى إلى توقف 15 مشروعًا عملاقًا لم ترقَ بعد إلى مرحلة البناء والتطوير، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووضعت نيجيريا هدف زيادة حصة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة لتشكل 23% من مزيج الكهرباء بحلول عام 2025 ولاحقًا إلى 36% بحلول 2035،

وحتى يوليو/تموز (2024)، ارتفعت حصة الطاقة المتجددة إلى نحو 21% من مزيج الكهرباء الإجمالي الذي تهيمن عليه المحطات الحرارية العاملة بحرق الغاز.

وتحوم شبهة فساد داخل أروقة القطاع الوليد؛ ما دفع البرلمان لعقد جلسة استماع للتحقيق في ملياري دولار اجتذبتها نيجيريا في صورة استثمارات على مدار 10 أعوام دون تحقيق نتائج ملموسة.

توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية

يرى الرئيس التنفيذي لشركة “غينكس تكنولوجيز” (Gennex Technologies) المحلية المتخصصة في تزويد المنازل والشركات بالألواح الشمسية والبطاريات باتريك إيلو، أن مشهد الطاقة الحالي في نيجيريا يساعد على نمو قطاع الطاقة الشمسية، بحسب صحيفة بانش المحلية (punchng).

وحث إيلو المواطنين على اعتماد الطاقة الشمسية، قائلًا إن المعاناة الناتجة عن ارتفاع أسعار البنزين والديزل وانقطاع الكهرباء وأعطال الشبكة تؤكد الحاجةَ الملحة لإيجاد مصادر طاقة بديلة لحل الأزمة.

وعلى نحو خاص، أشار إلى الطاقة الشمسية بوصفها مصدر كهرباء عمليًا ومستدامًا وأرخص البدائل المتاحة.

فنيون يركّبون ألواحًا شمسية في نيجيريا
فنيون يركّبون ألواحًا شمسية في نيجيريا – الصورة من ma.anapurnatop

وتشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا” إلى تركيب 112 ميغاواط من قدرات الطاقة الشمسية في نيجيريا بنهاية العام الماضي (2023)، بزيادة عن 112 ميغاواط على أساس سنوي.

وفي العام الجاري (2024)، أبرمت هيئة كهربة الريف وشركة “هاسك باور سيستمز” (Husk Power Systems) اتفاقًا لنشر 250 ميغاواط أخرى في المناطق النائية.

وفي أغسطس/آب من العام الماضي (2023)، رصدت منصة الطاقة المتخصصة نشر 103 شبكات شمسية صغيرة بقدرة 5.8 ميغاواط في نيجيريا على يد الهيئة.

تحديات التمويل

ما زالت مشكلة التمويل تعترض تبني المواطنين والشركات لمصادر توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية على نطاق واسع في نيجيريا.

وفي ضوء قلة الإمكانات الحكومية، دعا باتريك إيلو الحكومة إلى استغلال السياسات المحفزة على الاستثمار، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص لسد الفجوة التمويلية ودفع حلول الطاقة المستدامة قدمًا.

كما اقترح على البنوك المحلية استثمار جزء من أموالها في الطاقة المتجددة في صورة قروض تُسدد بشروط مرنة.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد توقّعت، في يونيو/حزيران الماضي، أن تستحوذ الطاقة الشمسية على معظم الاستثمارات خلال العام الجاري (2024) لتصل إلى تريليوني دولار من أصل 3 تريليونات هي قيمة كل استثمارات الطاقة.

وبحسب تقديرات سابقة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، يحتاج انتقال الطاقة الذي يعتمد على الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية في نيجيريا إلى دعم دولي بقيمة 10 مليارات دولار للمساعدة في تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

الطاقة الشمسية في نيجيريا

تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن قرابة 85 مليون نسمة من النيجيريين محرومون من الكهرباء رغم أن البلد الأفريقي يتمتع بمساحات شاسعة ومستويات سطوح عالية، بحسب منصة “فويس أوف أميركا” (voanews).

ورغم تأكيد الخبراء أن الطاقة الشمسية تمثل حلًا مثاليًا لتوليد الكهرباء بل إنتاج أكثر مما تحتاج إليه؛ فإن المشكلات تطارد القطاع بسبب ارتفاع أسعار الفائدة التي تصل إلى 15%.

وتوقّفت أعمال تطوير 14 مشروع طاقة شمسية قادرة على إنتاج 1.1 غيغاواط في شمال ووسط نيجيريا صاحبة أكبر اقتصاد وأكبر تعداد سكاني في أفريقيا، بعد إبرام الاتفاقيات في 2016.

وقارن مدير شركة نوفا باور (Nova Power) المطورة لأحد المشروعات المتوقعة ناجيم أنيماشون، بين نيجيريا والدنمارك، قائلًا إن نسبة الفائدة على قروض الطاقة الشمسية تصل إلى 10% أو أعلى في نيجيريا، كما تتراوح بين 2 و3% في الدنمارك.

وما يفاقم الأزمة التمويلية هو أن الحكومة لا ترفع أسعار الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية بما يكفي لتعويض تكاليف الإنتاج؛ وهو ما يترتب عليه عدم قدرة شركات التوزيع على الدفع للمنتجين.

ويسود القلق في قطاع البنوك؛ لأن الحكومة هي الموكلة بدفع الفارق، في حين أن التقديرات تشير إلى أنها مدينة لمنتجي الكهرباء بـ2.7 مليار دولار؛ وهو ما يجعل مهمة الحصول على قرض أمرًا عسيرًا.

جانب من شبكة الكهرباء في نيجيريا
جانب من شبكة الكهرباء في نيجيريا – الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

استثمارات الطاقة المتجددة

وجّهت لجنة الطاقة المتجددة في مجلس النواب النيجيري دعوة إلى أصحاب المصالح لحضور جلسة استماع يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين 5 و6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2024).

ويستهدف الاجتماع معرفة سبل إنفاق ملياري دولار هي قيمة منح واستثمارات اجتذبتها نيجيريا على مدار 10 سنوات لكن لم يكن لها تأثير في مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد.

وبحسب تصريحات سابقة للرئيس بولا تينوبو؛ فالمبلغ يجعل الطاقة المتجددة القطاع الأعلى نموًا في الاقتصاد النيجيري، متعهدًا بجذب المزيد والتشجيع على التصنيع المحلي لألواح الطاقة الشمسية والبطاريات.

وقال رئيس اللجنة فيكتور أوجين، إن مجلس النواب “مصدوم” من عدم إحراز تقدم ملحوظ بالقطاع رغم جذب استثمارات بملياري دولار خلال المدة بين عامي 2015 و2024، وفق تقرير منفصل لصحيفة بانش.

ويستهدف الاجتماع التحقيق في مدى نزاهة عمليات الشراء والتنفيذ في ضوء استمرار المشكلات في قطاع توليد الكهرباء وعجز الإمدادات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: الطاقة الشمسية طوق نجاة لنيجيريا.. هل تتحرر من قيود الفساد وأسعار الفائدة؟ على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى