هل تأثرت صناعة النفط في اليابان بإعصار شانشان؟
شكّل إعصار شانشان، الذي ضرب اليابسة خلال أغسطس/آب 2024، تحديًا كبيرًا أمام صناعة النفط في اليابان، فقد كان بمثابة اختبار لقدرتها على التكيّف مع مواجهة الكوارث الطبيعية.
وبصفتها خامس أكبر مستورد للنفط الخام، ومن أكثر الدول امتلاكًا لقدرة تكرير النفط، تؤدي اليابان دورًا مهمًا في سوق النفط العالمية، بيد أن اعتمادها على الواردات الخام يجعلها عرضة للاضطرابات الناجمة عن الكوارث الطبيعية وغيرها.
وتجلت التحديات التي تواجه صناعة النفط في تأثير إعصار شانشان، حيث لم يتسبب في أضرار جسيمة للبنية الأساسية فحسب، بل هدّد استقرار سلاسل توريد النفط وعمليات التكرير.
ورغم ذلك، أشار تحليل، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى أن تداعيات الإعصار على صناعة النفط في اليابان كانت محدودة، رغم التكهنات بحدوث اضطرابات محتملة.
تأثير إعصار شانشان
راقبت شركة أبحاث الطاقة المتخصصة وود ماكنزي صناعة النفط في اليابان خلال المدة التالية لإعصار شانشان، مع التركيز على قطاعات الشحن والتكرير والتخزين، مستفيدة من التقنيات المتقدمة وبيانات أجهزة الاستشعار عن بعد، وخلصت إلى أن التأثير الفعلي للإعصار كان ضئيلًا.
فقد اعتادت صناعة النفط في اليابان على العمل وسط بيئة مليئة بالتحديات، ويرجع ذلك إلى التهديد المستمر للأعاصير المدارية التي يمكن أن تسبّب فوضى في سلاسل إمدادات الطاقة.
ونظرًا لانخفاض إنتاج النفط المحلي والافتقار إلى البنية التحتية لخطوط الأنابيب، تعتمد اليابان على واردات النفط لتلبية احتياجاتها، وكان الإعصار بمثابة تذكير صارخ بمواطن الضعف التي تواجه القطاع.
وإعصار شانشان من أقوى العواصف التي ضربت اليابان منذ عام 1960، حيث صاحبته أمطار غزيرة، وتجاوزت سرعة الرياح فيه 100 ميل/ساعة.
ومع اقترابه من اليابسة في أواخر أغسطس/آب، أصدرت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة تحذيرات من ارتفاع الأمواج واضطرابات محتملة، لا سيما في عمليات استيراد النفط بمواقع الاحتياطيات الإستراتيجية الواقعة جنوب غرب البلاد.
وسلّط تحليل وود ماكنزي الضوء على أن القدرة على توقُّع مثل هذه الاضطرابات والاستجابة لها على نحو فعّال ستكون حاسمة لاستقرار قطاع الطاقة الياباني في ظل التغيرات الطارئة على الأنماط المناخية ومواصلة الاعتماد على الواردات.
صناعة النفط في اليابان تحشد الجهود
تحسبًا للإعصار، اتخذت صناعة النفط في اليابان إجراءات فورية لحماية عملياتها من خلال تغيير مسار ناقلات النفط لتجنّب الإعصار، الذي كان يتحرك نحو محافظة كيوشو، التي تضم قاعدة شيبوشي الوطنية لتخزين النفط، وهي واحدة من أهم مرافق التخزين في البلاد بسعة 31.63 مليون برميل.
وللحدّ من المخاطر، فرضت صناعة النفط في اليابان قيودًا على الرسو في المياه المحيطة بالمنطقة.
كما واجه قطاع التكرير وضعًا محفوفًا بالمخاطر، حيث انخفضت معدلات تشغيل المصافي في مطلع شهر أغسطس/آب إلى ما دون متوسط السنوات الـ5 الأخيرة، بسبب عمليات الصيانة المجدولة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع ذلك، في الأسبوع المنتهي يوم 17 أغسطس/آب، ارتفعت معدلات معالجة المصافي لتصل إلى أكثر من 2.21 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى مسجل في 3 أشهر، ومع اقتراب إعصار شانشان، كانت هناك مخاوف إزاء تعرُّض عمليات التكرير للخطر.
استعدادات المصافي اليابانية
كانت مصفاة أويتا التابعة لشركة إنيوس (ENEOS) أولى المصافي الواقعة في مسار الإعصار، إذ أظهرت 19 أغسطس/آب، علامات على تكثيف عملياتها، ما يشير إلى استعدادها لإعادة تشغيل وحدة تقطير النفط الخام بسعة 136 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى وحدات المعالجة الأخرى.
ومع ذلك، أثار الإعصار الوشيك مخاوف بشأن قدرة المصفاة على مواصلة الإنتاج وسط الظروف الجوية القاسية، ما أدى إلى توقُّف العمليات بعد مدة وجيزة في 20 أغسطس/آب، قبل إعادة تشغيل الوحدات بالكامل في يوم 3 سبتمبر/أيلول.
وفي أقصى الشرق، واجهت مصفاة نيغيشي التابعة لشركة إنيوس تحديات بسبب الإعصار، ما دفعها إلى إغلاق بعض وحدات المعالجة في 30 أغسطس/آب، قبل إعادة تشغيلها صباح يوم 1 سبتمبر/أيلول، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- واردات اليابان من النفط في أغسطس.. 3 دول خليجية بالصدارة
- مسؤول: واردات اليابان من النفط قد تواجه وضعًا خطيرًا
- دعم الوقود الأحفوري في اليابان يهدد أهداف الحياد الكربوني 2050
اقرأ أيضًا..
- 5 محركات تشكل طفرة الغاز الجزائري.. إمكانات ضخمة للموارد غير التقليدية (تقرير)
- الدول العربية تسيطر على أكبر 10 صفقات غاز في 2024
- أول بئر غاز في العالم.. عمقها 8 أمتار وإنتاجها أضاء شوارع (صور)
إقرأ: هل تأثرت صناعة النفط في اليابان بإعصار شانشان؟ على منصة الطاقة