عالم الطاقة

الهيدروجين الأخضر في الهند “باهظ” التكلفة.. كيف يصل للعالمية؟

سلّط تحليل حديث الضوء على تحديات وفرص قطاع الهيدروجين الأخضر في الهند الذي تعوّل عليه الحكومة لخفض الانبعاثات، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أطلقت الحكومة مهمة الهيدروجين الوطنية التي تستهدف إنتاج 5 ملايين طن متري سنويًا على الأقل من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، مدعومة بهدف الوصول بقدرات الطاقة النظيفة إلى 500 غيغاواط بحلول الموعد نفسه.

ومن المتوقع أن تصل القيمة السوقية لصناعة الهيدروجين الأخضر في الهند إلى 8 مليارات دولار في 2030، و340 مليارًا في 2050، ارتفاعًا من 4.5 مليار في 2022.

ولم تكن الهند بمنأى عن تحديات إقامة سلسلة توريد مستدامة رغم إيمانها بدوره في خفض الانبعاثات؛ إذ ما زال إنتاج الهيدروجين الأخضر باهظ التكلفة مقارنة بمصادر الوقود الأحفوري.

ويتطلب القطاع الوليد دعمًا حكوميًا كبيرًا لتحفيز الطلب وسد الفجوة بين التكلفة وسعر البيع للجمهور من خلال المبادرات ودعم الابتكار والتمويل وإقامة مشروعات تجريبية وصغيرة.

فرص وتحديات

في تقريره بعنوان “الهيدروجين الأخضر.. الطريق إلى إزالة الكربون”، يرصد معهد الطاقة والموارد (TERI) فرص الإنتاج وتحدياته، قائلًا، إن الوقود النظيف قادر على القيام بدور محوري في جهود إزالة الكربون.

وفي هذا الصدد، رسم خارطة طريق تفصيلية بهدف بناء منظومة مستدامة لصناعة الهيدروجين الأخضر تلقي الضوء على كل من التحديات والفرص، بحسب صحيفة “ذا إيكونوميك تايمز” (The economic times).

محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تابعة لشركة إنديان أويل
محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر تابعة لشركة إنديان أويل- الصورة من مكتب الاستعلامات الصحفية (pib.gov)

وسلّط الضوء على التكلفة المرتفعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمقارنة بالمصادر الأحفورية التي تسعى الحكومة لاستبداله بها، قائلًا، إنها عرقلت ارتفاع الطلب بالسوق المحلية.

ولتصبح الهند رائدة عالميًا مع إقامة سوق تنافسية محليًا، أوصى المعهد بدعم الابتكار وإقامة مشروعات تجريبية مبكرة لتحفيز الطلب في قطاع التكرير، بالإضافة لخفض التكاليف من خلال شراء الإنتاج بأسعار تنافسية لسدّ الفجوة بين سعر التكلفة والبيع.

وعلى نحو خاص، يُتوقع اتّباع مسار مشابه بدعم أسعار الطاقة الشمسية في الهند من خلال إقامة عطاءات محكمة التنظيم وشركات الأغراض الخاصة (SPV) التي تعزل الأصول عن المخاطر مثل شركة الطاقة الشمسية الهندية (SECI) التي تتولى الإشراف على المشتريات التنافسية للهيدروجين الأخضر ودعم المشروعات التجريبية الناشئة.

الهيدروجين الأخضر في الهند

قدّم تقرير معهد الطاقة والموارد سبيلًا عمليًا لاعتماد وقود الهيدروجين الأخضر في الهند، من خلال خطوات قابلة للتنفيذ لإزالة الكربون من الصناعات كثيفة الانبعاثات، وطرح نموذج شراء تنافسي يجعل الوقود النظيف ميسور التكلفة، وكذلك آلية تمويل إستراتيجية تدعم المشروعات التجريبية والتوسع الصناعي.

وإذا أخذت الحكومة بالخطة التي يقدّمها المعهد، فإنها ستضع الأساس لإقامة اقتصاد منخفض انبعاثات الكربون، وستُسهم في أهداف إزالة الكربون محليًا، وستصبح الهند رائدة علمية في الاستدامة الصناعية.

كما ستصبح الدولة الأسيوية، الساعية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070، رائدة عالميًا في تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر بدعم من إنتاج الطاقة الشمسية وهيكل السوق التنافسية.

وفي يلي أبرز توصيات التقرير:

إقامة مشروعات صغيرة وتجريبية: يمكن بدء مسيرة إزالة الكربون من الصناعات الرئيسة بوساطة مشروعات الهيدروجين الأخضر التجريبية.

وفي هذه الحالة يمكن لآلية عمل السوق المناسبة أن تضمن كفاءة أو فعالية التكاليف (بمعنى تخصيص الموارد المالية على النحو الأمثل لصالح المؤسسات والأفراد)، من خلال جلب ابتكارات القطاع الخاص وتقليل تعرُّض المستثمرين الأوائل للمخاطر.

وتدريجيًا، يمكن للمنظومة خفض الأسعار، وهو ما سيجعل الهيدروجين الأخضر في الهند بديلًا مجديًا تجاريًا للوقود الأحفوري في قطاعات متعددة.

وعلى نحو خاص، أوصى المعهد بإقامة شركات ذات أغراض خاصة تكون متخصصة في إنتاج الهيدروجين الأخضر للاستعمال بالقطاعات كثيفة الانبعاثات، حيث يمكن بناء مصانع تجريبية جديدة لتلبية الطلب من مصانع الحديد والصلب والأسمدة والشحن والنقل الثقيل.

محطة للتزود بوقود الهيدروجين
محطة للتزود بوقود الهيدروجين- الصورة من “hydrogen europe”

وبدعم من الشركات ذات الأغراض الخاصة المدعومة من الحكومة، قد تصبح الهند رائدة عالميًا في تقنيات إنتاج الصلب الأخضر مثلًا، وستجذب الاستثمارات بعد تقليل المخاطر من خلال إبرام اتفاقيات الشراء المضمونة.

وفيما يخص إنتاج الأسمدة، يمكن استعمال الأمونيا الخضراء المنتجة من الهيدروجين الأخضر بما يضع أساسًا لصناعة خالية من الكربون حتى ولو كانت التكاليف المبدئية أعلى.

وبالنسبة للنقل الثقيل، يمكن إقامة مشروعات تجريبية لإقامة محطات التزود بوقود الهيدروجين الأخضر على الطرق السريعة، مع دعم تلك المحطات ماليًا.

وفي قطاع الشحن البحري يمكن استعمال الأمونيا الخضراء بديلًا للوقود الأحفوري، وخاصة في مجال السفن السياحية الخالية من الكربون.

أمّا في توليد الكهرباء، يقول المعهد، إن استعمال كل من الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء قادر على تلبية الطلب في أوقات الذروة الموسمية ومتطلبات إزالة الكربون في المدى الطويل، على العكس من تقنيات تخزين الكهرباء والتخزين بالضخ.

قروض طويلة الأمد ومنخفضة الفائدة

يقترح معهد الطاقة والموارد إقامة معهد للتمويلات التنموية لتقديم قروض طويلة الأمد ومنخفضة الفائدة لصالح مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في الهند.

وإذا دعمت الحكومة الصناعة بتوفير قروض ميسرة وحوافز سياسية، فستصبح الهند قادرة على تصدير الهيدروجين الأخضر والمنتجات الخالية من الكربون.

كما ستتمكن من استيفاء معايير آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) التي وضعها الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيعود بالنفع على الميزان التجاري للبلاد، وسيمنحها الريادة العالمية في الصناعات الخضراء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: الهيدروجين الأخضر في الهند “باهظ” التكلفة.. كيف يصل للعالمية؟ على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى