عالم الطاقة

إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا تتوقف اليوم.. قرار صادم

تتوقف إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا اليوم السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، في خطوة استباقية لموعد انتهاء عقد النقل عبر أوكرانيا، بقرار أصدرته موسكو أمس، ردت عليه فيينا بأنه “خطوة متوقعة، وأجرينا كل الاستعدادات المطلوبة”.

ومع ذلك، أعلنت شركة غازبروم أن إمدادات الغاز  إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الأوكراني ستبلغ 42.4 مليون متر مكعب، اليوم السبت، وهي الكميات نفسها التي أرسلتها أمس، رغم توقف إمداداتها من الغاز إلى النمسا المتوقع.

وأشارت وكالة أنباء “إنترفاكس” الروسية إلى أن صادرات الغاز من موسكو إلى أوروبا مستقرة، لكن قائمة المستقبلين لا تضم الشركة النمساوية.

وكانت روسيا قد أخطرت النمسا، أمس الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن إمدادات الغاز المنقول عبر خط الأنابيب العابر إلى أوكرانيا من أراضيها ستتوقف اليوم.

وتنتهي اتفاقية نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، آخر العام الجاري، وأكدت كييف مرارًا أنها لن تجدد الاتفاقية؛ لحرمان روسيا من إيرادات تستعملها في الحرب ضدها، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ورغم أن الحرب بدأت في فبراير/شباط 2022 فإن الغاز الروسي إلى النمسا وباقي دول التكتل الأوروبي واصل التدفق في خط الأنابيب المار في أوكرانيا، الذي دُشن في الحقبة السوفيتية، قبل أن يتحول الاتحاد السوفيتي إلى مجموعة من الدول، بعضها يحارب بعضًا الآن مثل موسكو وكييف.

وقد يرجع استمرار تدفق الغاز الروسي إلى النمسا وباقي دول أوروبا، عبر خط الأنابيب، إلى حاجة القارة العجوز لإعادة ترتيب أوراقها بشأن مصادر تغطية احتياجاتها من الغاز التي كانت موسكو تلبي نصفها تقريبًا.

الرد على إعلان توقف الغاز الروسي إلى النمسا

بعد توقف إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا اليوم السبت، وفق قرار موسكو المُعلن أمس، تتقلص إمدادات روسيا بكميات كبيرة إلى أوروبا إلى دولتين، هما المجر وسلوفاكيا، وتحصل الأولى عليه من خلال خط أنابيب عابر لتركيا. وكانت روسيا تلبي نحو 40% من احتياجات القارة العجوز من الغاز، قبل غزوها لأوكرانيا.

وقابل المستشار النمساوي كارل نيهامر، القرار باستهانة، مشيرًا إلى أن خطوة غازبروم الروسية متوقعة منذ مدة طويلة، “لذلك أجرينا كل الاستعدادات اللازمة لها”، حسبما ذكرت وكالة رويترز، أمس الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وقال للصحفيين: “لن يبرد منزل في بلادي، فمستودعات تخزين الغاز ممتلئة”.

وأكدت شركة “أوه إم في”، وهي أكبر مزود للطاقة في النمسا، ما قاله نيهامر، وقالت إنها تستعد منذ مدة لخطوة روسيا، وتستطيع استيراد الغاز من دول بديلة عبر ألمانيا وإيطاليا وهولندا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

شركة غازبروم الروسية
شركة غازبروم الروسية – الصورة من مال نيوز

وجاء إعلان وقف إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا، عقب نزاع بين “غازبروم” و”أوه إم في” حول بعض البنود في عقود التوريد، وعليه أعلنت منصة مركز الغاز الأوروبية، أن الشركتين قالتا إن الإمدادات ستتوقف.

ورغم ذلك قالت وكالة “إنترفاكس”، اليوم السبت 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إن بيانات واردات الغاز الأوروبي تشير إلى استقرار في الكميات التي تستقبلها، وهي الكميات نفسها أمس، وفق تقرير منفصل لوكالة رويترز.

ويأتي ذلك رغم أن شركة “أوه إم في”، التي عادة ما تحصل على 40% من إمدادات الغاز الروسي القادمة إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الأوكراني، ما يعادل 17 مليون متر مكعب يوميًا، ليست على قائمة المستقبلين، ما يؤشر إلى احتمال توجيه هذه الكميات إلى بلد أوروبي آخر.

تعليق أوكرانيا

رغم استمرار التعهدات بعدم تجديد عقد نقل غاز موسكو إلى أوروبا عبر أوكرانيا، نهاية العام الجاري، لحرمان روسيا من الإيرادات، وصف وزير خارجية كييف أندري سيبيها، قرار وقف إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا، بأنه استمرار لاستغلال الوقود بوصفه سلاحًا في الحرب.

وفي الأشهر الأولى للحرب، ومحاولات أوروبا الاستغناء عن الغاز الروسي، وردود فعل الأخيرة بوقف الإمدادات مؤقتًا أو نهائيًا لبعض بلدان الاتحاد، لطالما وصفت بروكسل خطوات موسكو بتحويل الوقود إلى سلاح حرب، نتيجة لذلك.

واستمرت أوروبا في ممارساتها ضد روسيا، إذ أعلنت مؤخرًا عن إقراض أوكرانيا 35 مليار دولار بضمان الأصول الروسية المجمدة، وهي خطوة وصفتها الأخيرة بأنها سرقة لأموالها.

وأضاف وزير خارجية أوكرانيا، على حسابه على منصة “إكس”: “على النمسا أن تجد طريقة لضمان أمن الطاقة، وترفض الابتزاز الروسي”، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

الغاز الروسي عبر خطوط الأنايب

وعلق الأستاذ في دراسات أوروبا الشرقية بجامعة “إس تي غالن” أولريتش سكميد، بقوله؛ إن الخطوة الروسية من شأنها إثارة قلق النمسا بشأن التدفئة في فصل الشتاء.

كما يرى سكميد أن خطوة موسكو قد تكون بمثابة عقاب للطبقة السياسية الحاكمة الآن، بعد أن خسر حزب الحرية الصديق لروسيا مقعده في التحالف الفائز في انتخابات أُجريت في سبتمبر/أيلول الماضي.

وقفزت أسعار الغاز بعد اندلاع الحرب، خاصة في أوروبا، لكن استطاعت بعض دول القارة العثور على بدائل، وكان أهمها الغاز المسال الأميركي، إذ جعلت واردات أوروبا العطشى، الولايات المتحدة أكبر منتج للغاز عالميًا، وهناك توقعات بزيادة الإنتاج.

وكانت النمسا من أولى الدول في أوروبا الغربية التي وقعت عقودًا لاستيراد الغاز الروسي من الاتحاد السوفيتي، إذ أبرمت عقدها عام 1968، قبل غزو الاتحاد السوفيتي لتشيكسلوفاكيا بشهر واحد (الغزو كان في شهر أغسطس/آب من العام نفسه).

كما كانت ألمانيا من الدول التي تعتمد بكثافة على الغاز الروسي قبل بدء الحرب، لكن إمدادات هذا الغاز توقفت منذ تفجير خط نوردستريم العابر لأوربا تحت مياه بحر البلطيق؛ في 2022. ورغم ذلك، أعلنت روسيا استعدادها تزويد ألمانيا باحتياجاتها من الغاز إذا أرادت برلين ذلك.

ووفق حسابات وكالة رويترز، فقد بلغت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط الأنابيب المار في أوكرانيا، نحو 15 مليار متر مكعب في 2023، وهي تمثّل 8% من ذروة صادرات موسكو للقارة العجوز عبر الطرق المختلفة في عامي 2018 و2019.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: إمدادات الغاز الروسي إلى النمسا تتوقف اليوم.. قرار صادم على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى