عالم الطاقة

تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه تواجه فراغًا سياسيًا.. 4 خطوات للنجاح

تواجه تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه فراغًا سياسيًا في المملكة المتحدة؛ بما يشير إلى وجود فجوة كبيرة في إستراتيجية إزالة الكربون بالبلاد.

يأتي ذلك على الرغم من الالتزام الأخير لحكومة المملكة المتحدة بمبلغ 22 مليار جنيه إسترليني (28.4 مليار دولار) لإنشاء 5 مشروعات لاحتجاز الكربون وتخزينه، بهدف احتجاز وتخزين 20-30 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030.

(الجنيه الإسترليني = 1.29 دولارًا أميركيًا)

وأصبحت تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله على أهبة الاستعداد لأداء دور متزايد الأهمية، مع مواجهة الصناعات والحكومات في جميع أنحاء العالم لتحديات إزالة الكربون.

ومع ذلك؛ فإن نجاح هذه المبادرات، وخاصةً في المملكة المتحدة، سيعتمد على معالجة الفراغ السياسي الحالي المحيط بتقنيات احتجاز الكربون واستعماله.

4 خطوات رئيسة للنجاح

سُلِّطَ الضوء على هذا التفاوت بين الوعد والسياسة في ندوة عبر الإنترنت عقدتها، مؤخرًا، مسؤولة السياسات في جمعية احتجاز الكربون وتخزينه (CCSA) ديسبوينا تسيمبريكيدو.

وتمثل جمعية احتجاز الكربون وتخزينه 120 شركة عضوة، وترى أن احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله هو عنصر حاسم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقالت ديسبوينا: “هناك شيء واحد يبرز بوضوح من السرد حتى الآن، وهو الافتقار إلى أهداف وطموحات واضحة لاحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله في السياسة العامة حاليًا”.

وحدّدت ديسبوينا 4 خطوات رئيسة مطلوبة للتقدم بمشروعات احتجاز الكربون واستعماله، وهي: تطوير نموذج أعمال لاحتجاز الكربون واستعماله، وتوفير الوضوح بشأن مظاريف التمويل، وتمكين البنية الأساسية لاحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله؛ وتطوير أسواق المنتجات منخفضة الكربون.

وشددت على الحاجة إلى “أهداف وطموحات واضحة لاحتجاز الكربون واستعماله في السياسة العامة” للإشارة إلى أهميتها في إزالة الكربون الصناعي، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

ويتناقض الافتقار إلى سياسات محددة لاحتجاز الكربون واستعماله بشكل صارخ مع الوعد الاقتصادي لهذه التقنيات، بحسب ما نقلته منصة “غاز وورلد” (Gas World).

وتوفر تقنية احتجاز الكربون واستعماله تدفقات إيرادات محتملة للمرافق الصناعية، وتوفر الأموال للاستثمار في البنية الأساسية الأوسع نطاقًا لاحتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.

احتجاز الكربون وتخزينه

وسيلة لتحقيق الحياد الكربوني

الفراغ السياسي في المملكة المتحدة ملحوظ بشكل خاص عند مقارنته بالتقدم الأوروبي؛ إذ يعمل قانون صناعة الحياد الكربوني وإستراتيجية إدارة الكربون الصناعي للاتحاد الأوروبي على دفع التقدم في حوافز ومسارات احتجاز الكربون واستعماله، في حين تظهر أساليب الاستعمال الجديدة، مثل الوقود الاصطناعي والمواد الكيميائية، بوصفهما لاعبين رئيسين في الحد من الانبعاثات.

وأوضحت ديسبوينا أن “احتجاز الكربون واستعماله يشمل سلسلة القيمة بأكملها؛ بما في ذلك احتجاز ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه واستعماله”؛ ما يسلط الضوء على تنوعه عبر التطبيقات الصناعية المختلفة.

وبينما يظل احتجاز ثاني أكسيد الكربون الدائم أمرًا حيويًا لتحقيق الحياد الكربوني، يمكن أن تعمل تقنيات احتجاز الكربون واستعماله حلًا مؤقتًا قيمًا.

وقالت ديسبوينا: “يمكن لتقنيات احتجاز الكربون واستعماله التي يمكن نشرها الآن أن تساعد في تقييم جزء الاحتجاز من سلسلة القيمة، حتى يصبح التخزين الجيولوجي الدائم والنقل عبر خطوط الأنابيب متاحين في المملكة المتحدة وأماكن أخرى”.

وتابعت: “يمكن أن يعمل هذا بوصفه حجر أساس ويمكنه الحفاظ على الزخم في الوصول إلى 7 غيغاطن لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه”.

وأكدت أهمية التقييم الشامل لقيمة احتجاز الكربون واستعماله في تحقيق أهداف الحياد الكربوني وميزانيات الكربون؛ ودعت إلى إطار تنظيمي لإدراج احتجاز الكربون واستعماله في أسواق الكربون، بالإضافة إلى زيادة تمويل البحث والتطوير والابتكار لدفع الحلول التكنولوجية.

استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه

في سياقٍ متصل، من المتوقع أن تُسهم استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه حول العالم بدور حاسم في تحقيق أهداف المناخ؛ لما تحمله هذه التقنيات من أهمية اقتصادية وبيئية.

ووفق الأرقام التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، من المرجّح أن تصل القدرة العالمية لاحتجاز الكربون إلى 440 مليون طن سنويًا خلال 10 سنوات، في حين من المتوقع أن تصل القدرة التخزينية إلى 664 مليون طن سنويًا.

وبحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، يتطلب هذا النمو الطموح وصول استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه عالميًا إلى 196 مليار دولار بحلول عام 2034.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- قدرة احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله عالميًا:

احتجاز الكربون وتخزينه

وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من نصف الاستثمار العالمي في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله يركز على عملية الالتقاط، مع توجيه جزء من الاستثمار المتبقي نحو النقل (53 مليار دولار) والتخزين (43 مليار دولار).

وستأتي 70% من استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه في العالم، من أميركا الشمالية وأوروبا عبر سلسلة القيمة بأكملها.

وتُقدم الحكومات مجموعة من الحوافز، بما في ذلك منح النفقات الرأسمالية، وإعانات النفقات التشغيلية، والحوافز الضريبية، لتشجيع الشركات على استثمارات احتجاز الكربون وتخزينه.

وتتصدّر الولايات المتحدة القائمة -بفضل قانون خفض التضخم من خلال تمويل نصف مخصصات استثمارات احتجاز الكربون ووتخزينه- تليها المملكة المتحدة بنسبة 33%، ثم كندا بنسبة 10%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه تواجه فراغًا سياسيًا.. 4 خطوات للنجاح على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى