كاتب يحذّر من خطط بريطانيا الخضراء: عديمة الجدوى.. و”ميليباند” يبيع الوهم (تقرير)
يواصل وزير الطاقة والحياد الكربوني في المملكة المتحدة، إد ميليباند، الترويج لخطط بريطانيا الخضراء الرامية إلى خفض فواتير الطاقة وتأمين الوظائف في الوقت الذي يراها بعض المحللين والمراقبين أنها عديمة الجدوى.
وسافر ميليباند، خلال الأسبوع الجاري، إلى باكو عاصمة أذربيجان، المضيفة الغنية بالنفط لحضور قمة المناخ كوب 29، وكان مشغولًا بالشرح لأتباعه على وسائل التواصل الاجتماعي عما يهدف إلى القيام به، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وقال الكاتب الصحفي مقدِّم البرامج التلفزيونية البريطاني، مايك غراهام، في مقال له: “في عهد السير كير ستارمر، سُمح لوهم ميليباند، المتمثل في خطط بريطانيا الخضراء، بالازدهار والنمو”.
وأضاف غراهام أن “رئيس وزراء بريطانيا، السير كير ستارمر، تعهّد في باكو، بخفض انبعاثات الكربون في المملكة المتحدة بنسبة 81% في غضون 10 سنوات”، مشيرًا إلى أن “لا أحد يعتقد أن هذا ممكن”.
خطط بريطانيا الخضراء
أشار الكاتب الصحفي مقدِّم البرامج التلفزيونية البريطاني، مايك غراهام، إلى أنه “عند العودة بالزمن إلى الوراء حتى عندما كنا قلقين بشأن علب الهباء الجوي ثم الاحتباس الحراري العالمي، فمن المستحيل تقريبًا أن نرى كيف تبدل القلق من الظواهر المناخية”.
وأضاف: “لقد انتقلنا من المخاوف المعقولة نسبيًا بشأن الدببة القطبية على الجليد في القطب الشمالي والمسؤولية البالغة عن تلويث الكوكب بشكل أقل والحفاظ عليه بشكل أكبر، إلى نوع من الذعر الأعمى بشأن شيء لا نعرف عنه سوى القليل جدًا”، وفق ما جاء في المقال الذي نشرته صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph).
وأردف غراهام: “الآن أصبح الأشخاص المتعصبون سعداء بقضاء أحكام بالسجن لفترات طويلة بوصفها عقابًا على أعمال العصيان المدني متزايدة التخريب، سواء كان ذلك لدى مجموعة نشطاء البيئة الداعية إلى وقف استخراج النفط (جست ستوب أويل) أو حركة (مناهضة الانقراض) (إكستينشن ريبيليون)”.
وأوضح أن هؤلاء “لم يعودوا غريبي الأطوار بعد الآن، لأنهم متطرفون تمامًا، وبالطبع، لديهم الآن أبطالهم في عوالم الإعلام والسياسة السائدة”، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال غراهام: “إذا كانت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ هي الطفلة المشاغبة لحركة المناخ التي بدأت تكبر، فإن إد ميليباند هو العم المجنون الذي سافر حول العالم سعيًا لإبهار الجميع بمعرفته السرية بأن كل شيء سيحترق إلى الأرض”.
تغيُّر اهتمامات ميليباند
قال الكاتب الصحفي مقدِّم البرامج التلفزيونية البريطاني، مايك غراهام: “في عام 2008 كان وزير الطاقة البريطاني الحالي، إد ميليباند، هو الرجل الذي شجّعنا جميعًا على قيادة سيارات الديزل، لأنها أكثر صداقة للبيئة”.
وأضاف أن “ميليباند يتحدث عن وظائف أفضل وفواتير طاقة أقل ومزيد من النمو؛ لكن لا شيء من هذه الأشياء صحيح”، مشيرًا إلى “مشكلة التمويل الحكومي”.
وتابع: “في هذه المرحلة، يتعيّن علينا أن نسأل السؤال التالي: هل إد ميليباند كاذب أم أحمق؟ لا يبدو أن هناك خيارًا ثالثًا؛ وسيخبرك بعض الناس أنه قد يكون كليهما”.
من ناحية، “يقول ميليباند إنه يجب علينا التخلص من غلايات الغاز، والتضييق على السيارات العاملة بالبنزين وتشجيع الناس على استعمال قدر أقل من الكهرباء، لكنه بعد ذلك يزعم أن أيًا من هذا لن يؤثر في حياتنا”.
وقال مايك غراهام: “تحدّث ميليباند عن إنشاء قوة عظمى للطاقة النظيفة على هذه الشواطئ التي ستقود العالم في صناعات المستقبل”.
وأردف: “يعترف علماء المناخ بأن خفض استهلاك الكهرباء بهذا الحجم لن يكون ممكنًا إلا إذا توقفنا عن تناول الكثير من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، وإذا توقفنا عن السفر كثيرًا”.
تأثير هدوء الرياح
أشار الكاتب الصحفي مقدِّم البرامج التلفزيونية البريطاني، مايك غراهام، إلى أن “هذا الشهر فقط تعلمنا كلمة جديدة للهدوء السنوي للرياح حول بريطانيا في الخريف، إذ تأتي الكلمة من ألمانيا وتصف نوعًا من الطقس الكئيب الخالي من الرياح، ما يجعل مزارع الرياح البرية والبحرية عديمة الفائدة عمليًا”.
وقال: “لقد أثرت فترة (الهدوء المظلم) Dunkelflaute على الشبكة الوطنية لمعظم أكتوبر/تشرين الأول الماضي ونوفمبر/تشرين الثاني الجاري حتى الآن، ونتيجة لذلك، أصبحنا أكثر اعتمادًا من أي وقت مضى على مصادر الوقود الأحفوري لتزويد البلاد بالطاقة.
في المقابل، وافقت هيئة تنظيم الطاقة بالمملكة المتحدة (أوفغيم) OfGem على المزيد من ربط الخطوط البحرية إلى أوروبا القارية هذا الأسبوع فقط؛ ما سيضمن استمرار بريطانيا في الاعتماد بشكل متزايد على مصادر الطاقة الأجنبية.
وأشار غراهام إلى “وعد السير كير ستارمر بتجميد أسعار الطاقة إذا أصبح رئيسًا للوزراء، ولكن هذا لم يحدث، بل ارتفعت أسعار الطاقة مرة أخرى، ولا توجد وظائف جديدة في الأفق، خضراء أو غير ذلك”، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
من ناحية ثانية، يعني إصرار وزارة الخزانة البريطانية على موازنة الحسابات أن أصحاب العمل سيدفعون المزيد والمزيد من الأموال لمجرد الاستمرار في إدارة أعمالهم.
وأضاف غراهام: “في آخر إحصاء، كانت هناك 400 طائرة خاصة رابضة على مدرج المطار في مدينة باكو، عاصمة أذربيجان، تنتظر العودة إلى عالم لا يستطيع تحمل ثورة خضراء، ولكنه يواصل الضغط من أجلها”.
موضوعات متعلقة..
- هل يؤثر تغيير قواعد الغاز الصخري والتكسير المائي في خطط بريطانيا المناخية؟
- 6 حقول نفط جديدة في بحر الشمال تعرقل خطط بريطانيا المناخية
- الطاقة المتجددة في بريطانيا.. تأخير الربط بشبكة الكهرباء يعرقل خطط الحياد الكربوني (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الهيدروجين من الطاقة النووية.. ثورة صامتة قد ترى النور خلال 10 سنوات
- قانون الكهرباء الجديد في الأردن.. تحول بقطاع الطاقة يُحاكي أفضل الممارسات العالمية
- وقود الطائرات المستدام.. خبير عالمي ينسف جدواه بـ”3 قنابل يدوية”
إقرأ: كاتب يحذّر من خطط بريطانيا الخضراء: عديمة الجدوى.. و”ميليباند” يبيع الوهم (تقرير) على منصة الطاقة