اليونان تستهدف ناقلات النفط الروسي لمدّة 4 أشهر إضافية
ما تزال ناقلات النفط الروسي في مرمى العقوبات الأوروبية، استمرارًا لمحاولات حرمان موسكو من أحد مواردها المهمة لتمويل حربها في أوكرانيا.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، مددت البحرية اليونانية للمرة السادسة سلسلة من المناورات البحرية، لتطيل أمدها 4 أشهر أخرى، بهدف ردع عمليات نقل النفط الروسي قبالة سواحل البلاد.
ومن ثم ستستمر المناورات، التي كان من المقرر أن تنتهي في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حتى منتصف مارس/آذار 2025 -بعد أكثر من 10 أشهر من بدايتهاـ وفقًا لإشعار بموقع خدمة المسح الهيدروغرافي التابعة للبحرية اليونانية.
حظر ناقلات النفط الروسي
أصبح خليج لاكونيان في اليونان في مرحلة ما “نقطة ساخنة” لعمليات النقل من سفينة إلى أخرى بين الناقلات القديمة التي تُحمّل النفط الروسي.
ونتيجةً لهذا، أعلنت أثينا في مايو/أيار 2024 أنها ستُجري مناورات بحرية في المنطقة، وتحظر دخول السفن التجارية.
وقالت الحكومة في وقت سابق، إن التدريبات تهدف إلى وقف عمليات نقل البضائع التي حددتها هيئة مراقبة الشحن العالمية بوصفها تشكّل خطرًا على السلامة البحرية.
ونتيجةً لذلك، انتقلت شحنات النفط الروسي إلى مجموعة من المواقع الجديدة، بما في ذلك مناطق أخرى في البحر المتوسط، والبحر الأحمر، وقبالة سواحل غرب أفريقيا، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
وتُعدّ عمليات نقل النفط الروسي من سفينة إلى أخرى جزءًا من الجهود المبذولة لمساعدة موسكو في توصيل نفطها إلى العالم، في أعقاب العقوبات الغربية نتيجة غزوها أوكرانيا.
ونجحت التدريبات البحرية اليونانية في الحدّ بشكل كبير من عمليات تبديل الشحنات، ولكنها فشلت في القضاء عليها؛ إذ ما تزال عمليات نقل الوقود الروسي -وخاصة المنتجات النفطية- تجري من حين لآخر خارج المناطق العسكرية.
استمرار تبديل شحنات النفط الروسي
وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، ما تزال ناقلات النفط الروسي تُجري تبديل الشحنات مع سفن أخرى قبالة الساحل الجنوبي لليونان، على الرغم من التدريبات العسكرية اليونانية التي تهدف إلى ردع مثل هذه الأنشطة.
ففي سبتمبر/أيلول 2024، تلقّت الناقلة العملاقة “ألما” الخام من الناقلة الأصغر “ساغار فيوليت” في قناة ضيقة تقع بين منطقتين بالقرب من خليج لاكونيان في البلاد، حيث تجري تدريبات عسكرية منذ مايو/أيار، وفقًا لبيانات تتبّع السفن.
وحُمِّلَت الناقلة “ساغار فيوليت” بنحو 730 ألف برميل من خام الأورال الروسي.
وفي وقت سابق من شهر يوليو/تموز 2024، أفرغت السفينة “سنو لوتس” حمولتها من خام الأورال على متن ناقلة أخرى، وهي “نارسيسوس”، التي فرّغت بعد ذلك حمولتها في الهند في وقت لاحق.
ونُقلت الشحنة على المسار نفسه بين المنطقتين العسكريتين.
ووصلت ناقلة أخرى تدعى “أرلان” تحمل خام الأورال بالقرب من خليج لاكونيان، ويبدو أنه من المرجّح أن تنقل حمولتها إلى الناقلة العملاقة “ألما”، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.
تشديد العقوبات على أسطول الظل الروسي
في سياقٍ متصل، طلب البرلمانيون من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات “أكثر استهدافًا” ضد ما يسمى “أسطول الظل” الروسي.
ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تستعمل روسيا ناقلات قديمة، غالبًا ما تكون غير مؤمنة وبملكية غير واضحة، لتصدير النفط الخام والمنتجات النفطية إلى الخارج، على الرغم من عقوبات الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 والعقوبات الدولية.
كما أثارت هذه الأنشطة مخاوف بشأن خطر الكوارث البيئية، بما في ذلك عمليات التسرب النفطي الشديدة.
وفي قرار جرى تبنّيه في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، دعا البرلمان الأوروبي إلى اتخاذ تدابير أكثر استهدافًا ضد هذه السفن في حزم العقوبات التالية للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك جميع السفن الفردية، وكذلك مالكيها ومشغّليها ومديريها وحساباتها وبنوكها وشركات التأمين.
كما يطالب البرلمان “بفرض عقوبات منهجية” على السفن التي تبحر عبر مياه الاتحاد الأوروبي دون تأمين معروف، ويحثّ الاتحاد الأوروبي على تعزيز قدراته في المراقبة، وخاصة مراقبة الطائرات دون طيار والأقمار الصناعية، وإجراء عمليات تفتيش مستهدفة في البحر، بحسب ما أفادت به منصة “أوفشور إنرجي” (Offshore Energy).
وعلى وجه التحديد، يريد أعضاء البرلمان الأوروبي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تحديد المواني القادرة على التعامل مع السفن الخاضعة للعقوبات، التي تحمل النفط الخام والغاز المسال، ومصادرة الشحنات غير القانونية دون تعويض.
ويدعو القرار كذلك دول مجموعة الـ7 إلى فرض السقف السعري المفروض على النفط الروسي المنقول بحرًا بشكل أفضل، وخفض سقف أسعار النفط بشكل كبير، والقضاء على الثغرات التي تستعملها روسيا لإعادة تعبئة وبيع نفطها ومنتجاتها النفطية بأسعار السوق.
المصادر:
- تمديد المناورات البحرية اليونانية لردع ناقلات النفط الروسي من وكالة بلومبرغ.
- استمرار تبديل شحنات النفط الروسي من وكالة بلومبرغ.
- مطالب بتشديد العقوبات الأوروبية على أسطول الظل الروسي من منصة “أوفشور إنرجي“.
موضوعات متعلقة..
- ناقلات النفط الروسي تسلك بديل قناة السويس للتحايل على العقوبات
- مصير ناقلات النفط الروسي بعد 8 أشهر من عقوبات الخزانة الأميركية
- ناقلات النفط الروسي داخل قفص العقوبات.. “سوفكومفلوت” آخر الضحايا
اقرأ أيضًا..
- 4 من كبريات شركات النفط والغاز تُقلّص مشروعاتها النظيفة
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ينخفض إلى أقل مستوى منذ 2017
- مشروع لتخزين الهيدروجين في حقل غاز ببحر الشمال
- الهيئة العربية للطاقة المتجددة: 5 دول تعاني من فقر الكهرباء.. و3 تجارب ناجحة بتحول الطاقة (حوار)
إقرأ: اليونان تستهدف ناقلات النفط الروسي لمدّة 4 أشهر إضافية على منصة الطاقة