عالم الطاقة

تشغيل أقوى مفاعل نووي في فرنسا بعد تأخره 12 عامًا

دخل أقوى مفاعل نووي في فرنسا حيز التشغيل، في خطوة تأخرت 12 عامًا بسبب سلسلة من الانتكاسات التقنية.

وبذلك يصبح مفاعل فلامانفيل 3 (Flamanville 3) النووي الأوروبي المضغوط هو الأول الذي تضيفه فرنسا خلال 25 عامًا، في إطار خُطط تستهدف بها باريس تعزيز أسطولها النووي للأغراض السلمية.

وينتمي المفاعل الجديد إلى طراز المفاعلات المائية المضغوطة إي بي آر (EPR) المزود بنظام آمان معزز لديه القدرة على مقاومة الحوادث الخطيرة والوقاية منها، بل التخفيف من آثارها.

ويُعد فلامانفيل كذلك المفاعل الـ57 الذي يضيفه الأسطول النووي الفرنسي والأقوى في البلد الأوروبي على الإطلاق، بسعة إجمالية تلامس 1600 ميغاواط، وفق بيانات قطاع الطاقة النووية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تزويد المنازل بالكهرباء

نجح أقوى مفاعل نووي في فرنسا حتى الآن في إتاحة الكهرباء إلى المنازل، يوم السبت 21 ديسمبر/كانون الأول، بعد سلسلة من الانتكاسات التقنية أدت إلى إرجاء تشغيل الوحدة 12 عامًا، وزيادة 4 أضعاف في التكلفة الإجمالية للمشروع.

ونجحت السلطات في توصيل المفاعل بالشبكة الكهربائية الوطنية، فيما وصفه قادة فرنسيون بأنه لحظة فارقة على الرغم من سنوات من التأخيرات والانتكاسات التقنية.

وبدأ مفاعل فلامانفيل 3 الكائن في منطقة نورماندي شمال فرنسا، في توليد الكهرباء الساعة 11:48 بالتوقيت المحلي، بحسب ما صرح به الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الفرنسية إي دي إف (EDF) لوك ريمونت.

ماكرون يحتفي بالمفاعل

في معرض تعقيبه على توصيل مفاعل فلامانفيل 3 بالشبكة قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنها “لحظة عظيمة وفاصلة بالنسبة لفرنسا”، في بيان نشره عبر حسابه الشخصي على موقع إكس (تويتر سابقًا)، طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووصف ماكرون مفاعل فلامانفيل 3 النووي بأنه “أحد أقوى المفاعلات في العالم”، مضيفًا: “إعادة التصنيع من أجل إنتاج كهرباء منخفضة الكربون هي نمط بيئة طبيعي فرنسي”.

ويُعد المفاعل النووي الأوروبي المضغوط إي بي آر (EPR)، هو الرابع الذي يُصنَّع عالميًا.

من جهته وصف الرئيس التنفيذي لشركة الكهرباء الفرنسية “إي دي إف” لوك ريمونت، لحظة تشغيل أقوى مفاعل نووي في فرنسا بأنها “تاريخية”.

وتابع: “المرة الأخيرة التي بدأ فيها تشغيل مفاعل في فرنسا كان منذ 25 عامًا وكان في محطة سيفو 2 (Civaux 2)”، في إشارة منه إلى المحطة الواقعة في جنوب غرب فرنسا.

وكان من المقرر توصيل مفاعل فلامانفيل 3، في البداية، بالشبكة الوطنية يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

إضاءة مليوني منزل

تلامس سعة المفاعل 1600 ميغاواط؛ ما يكفي لتزويد قرابة مليوني منزل بالكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أدّى تأخر تشغيل مفاعل فلامانفيل 3 عن الموعد الزمني المقرر له نتيجة انتكاسات تقنية إلى رفع الكلفة الإجمالية للمشروع إلى ما يُقدر بنحو 13.2 مليار يورو (13.76 مليار دولار أميركي)، أي بزيادة 4 مرات عن التكلفة المبدئية للمشروع والتي لامست قرابة 3.3 مليار يورو (3 مليارات دولار أميركي).

وكان تشغيل أقوى مفاعل نووي في فرنسا قد بدأ في 3 سبتمبر /أيلول الماضي قبل توصيله بالشبكة، لكن اضطر القائمون على المشروع إلى وقف التشغيل في اليوم التالي مباشرة نتيجة “غلق أوتوماتيكي”، قبل استئناف تشغيله بعدها بأيام قلائل.

وتمثل الطاقة النووية قرابة 3 أخماس الكهرباء المولدة في فرنسا، وتدعم الدولة الأوروبية واحدًا من أكبر برامج الطاقة النووية في العالم.

ويتناقض موقف فرنسا إزاء استعمال الطاقة النووية في توليد الكهرباء مع جارتها ألمانيا التي قررت التخلص من محطات الطاقة النووية لديها في عام 2023، عبر غلق آخر 3 مفاعلات في أسطولها النووي.

مفاعل "فلامانفيل 3" من الداخل
مفاعل “فلامانفيل 3” من الداخل – الصورة من AFP

مفاعل فلامانفيل 3

مفاعل فلامانفيل 3 هو أحد أكبر المفاعلات في العالم، إلى جانب مفاعل تايشان الصيني (Taishan) البالغة سعته 1.75 غيغاواط والذي يعتمد على تصميم مماثل، ومفاعل أولكيلوتو (Olkiluoto) الفنلندي.

كما أن مفاعل فلامانفيل هو الأول الذي يُوصَّل بالشبكة منذ توصيل مفاعل كوفاكس 2 (COVAX 2) عام 1999، وإن كان قد دخل الخدمة خلال وقت ينكمش فيه استهلاك الكهرباء، مع تصدير فرنسا كمياتٍ قياسيةً من الكهرباء خلال العام الجاري (2024).

وتخطط شركة الكهرباء الفرنسية لبناء 6 مفاعلات نووية جديدة تعهد بها الرئيس إيمانويل ماكرون، في إطار خطط تحول الطاقة التي تتبناها باريس، على الرغم من التساؤلات الكثير حول تمويل المشروعات الجديدة وجدولها الزمني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: تشغيل أقوى مفاعل نووي في فرنسا بعد تأخره 12 عامًا على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى