عالم الطاقة

كيف تدير أرامكو السعودية أكبر حقول النفط البحرية في العالم؟

تشكّل العمليات البحرية محورًا رئيسًا في نشاط شركة أرامكو السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة من مختلف عملائها حول العالم.

وعبر رحلة رحلة تنطلق من التنقيب وتنتهي بتوفير إمدادات الطاقة للعالم، تعمل عملاقة النفط السعودية على تسخير كل إمكاناتها من أجل مواصلة تطوير مجموعة من أكبر حقول النفط البحرية في العالم.

تمثّل إدارة الأعمال البحرية في أرامكو السعودية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، القلب النابض لعمليات إنتاج النفط والغاز من المواقع البحرية، إذ تعدّ جزءًا لا يتجزأ من كل مرحلة من مراحل الإنتاج.

وتعمل إدارة الأعمال البحرية بالتعاون مع أصحاب المصلحة لإدارة جميع مراحل العمليات البحرية الواسعة النطاق، بدءًا من التنقيب والحفر وصولًا إلى الإنتاج والتصدير.

أكبر حقول النفط البحرية في العالم

تدير أرامكو السعودية بعض أكبر حقول النفط البحرية في العالم الممتدة على طول الساحل من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.

موظفون تابعون لشركة أرامكو
موظفون تابعون لشركة أرامكو – الصورة من موقع الشركة

وتتولى إدارة الأعمال البحرية في شركة النفط السعودية عدّة مهام أساسية، تتضمن:

  •  المساعدة على استمرار تدفّق إمدادات النفط بسلاسة من الحقول البحرية إلى الأسواق العالمية.
  •  تقديم الدعم في كل مرحلة من مراحل العمليات البحرية الواسعة، بدءًا من التنقيب وصولًا إلى التصدير.
  •  توفير الدعم اللوجستي، والإقامة، والوجبات، لنحو 30 ألف عامل في المواقع البحرية.

وتشغل إدارة الأعمال البحرية في أرامكو أسطولًا يضم أكثر من 350 سفينة يعمل بها أكثر من 8000 موظف ومقاول، إذ تتولى نقل الطواقم البحرية وتنفيذ أعمال المعالجة البيئية والصيانة والإصلاحات تحت سطح البحر لضمان استمرار العمليات النفطية البحرية بكل سلاسة.

مشروعات أرامكو البحرية

تبدأ مشروعات أرامكو البحرية الضخمة بأعمال الاستكشاف، إذ تقدّم إدارة الأعمال البحرية الدعم اللوجستي مثل توفير سفن المسح لإجراء ما يلزم من مسوحات زلزالية وتحديد المواقع البحرية المحتملة لحقول النفط.

ومع تحديد موقع يحتوي على رواسب النفط والغاز، تقدّم إدارة الأعمال البحرية الدعم اللوجستي من خلال نشر قوارب السحب لنقل الحفارات البحرية التي تزن آلاف الأطنان إلى المواقع المناسبة، حتى يمكن حفر آبار النفط والغاز.

وخلال عملية الحفر، تراقب إدارة الأعمال البحرية في أرامكو أحوال الطقس والتيارات المائية وحركة الأمواج، لضمان تنفيذ الحفر بصورة مأمونة.

وبالإضافة إلى ذلك، توفر إدارة الأعمال البحرية في أرامكو خدمات النقل والإقامة والوجبات لنحو 30 ألف عامل في البحر، مما يساعد على توفير أسباب الراحة لهم في ظل العمل بظروف بحرية صعبة.

تقدّم الإدارة خدمة الحافلات البحرية لنقل طواقم العمل على الحفارات بأمان، التي تشمل سفينتي إمداد سريعتين تبلغ مساحة السطح فيهما 6318 قدم مربعة، وتعملان بطاقة استيعابية تصل إلى 235 راكبًا، وتغطي خدمة الحافلات البحرية حقول السفانية ومنيفة والظلوف ومرجان البحرية، وتُستعمل لنقل ما يقرب من 55 ألف راكب سنويًا.

موظف بإدارة أرامكو البحرية
موظف بإدارة أرامكو البحرية – الصورة من موقع الشركة

إدارة الأعمال البحرية في أرامكو

تتولى إدارة الأعمال البحرية في أرامكو تنفيذ أعمال الصيانة للبنية التحتية تحت سطح البحر لضمان تدفُّق النفط.

وتشمل الأعمال كلًا من الصيانة الوقائية والاستجابة، مثل إصلاح الأنابيب تحت سطح البحر بسرعة، وهي مهمة يبرز فيها دور فريق الغوص الخبير في إدارة الأعمال البحرية، إذ يفحص الأنبوب تحت الماء مع إصلاح وصيانة الأصول البحرية للشركة، بما في ذلك الصنادل والسفن والمنصات وخطوط الأنابيب.

يقوم الغواصون التابعون لأرامكو سنويًا بحملة استباقية لفحص 650 كيلومتر من خطوط الأنابيب تحت سطح البحر، بالإضافة إلى 72 منصة، مما يساعد على إطالة دورة حياة الأصول البحرية للشركة.

وبمجرد إنتاج النفط، تتولى إدارة الأعمال البحرية مسؤولية نقل الخام بأمان إلى الأسواق العالمية، حيث تُستعمل قوارب القطر لسحب الناقلات إلى المواقع المحددة لها في الفرض لتحميل المواد الهيدروكربونية، وهي عملية قد تستغرق ما يصل إلى 48 ساعة.

وتؤدي كفاءة عمليات الناقلات دورًا رئيسًا لضمان سلامة سلسلة الإمداد وتلبية الطلب على النفط، مما يؤكد دور إدارة الأعمال البحرية في تشكيل عملية نقل الطاقة إلى العالم.

وبعد إكمال أعمال التحميل، يتولى فريق من الملاحين المدربين تدريبًا عاليًا الإشراف على مهمة سحب ناقلات النفط بعيدًا عن الفرض، ليقوموا بذلك بدورٍ محوريٍ في نقل منتجات أرامكو إلى العالم.

وتشمل العمليات المهمة الأخرى التي تقوم بها إدارة الأعمال البحرية إدارة حركة السفن، بحيث توفر الملاحة الآمنة لمئات السفن التي تحمل النفط في طريقها إلى الأسواق العالمية لتفادي احتمال حدوث تصادمات في المناطق البحرية الشاسعة التي تموج بحركة الناقلات.

كما تؤدي دائرة الأعمال البحرية في أرامكو دورًا حيويًا في سلسلة الأعمال من خلال التنقيب والحفر في المناطق البحرية وتوريد النفط الخام.

يقول مدير العمليات البحرية في رأس تنورة والمنطقة الغربية، عزيز القرني: :”عملُنا يتطلب اليقظة المستمرة، فهو ليس مجرد وظيفة يومية يقتصر العمل فيها على ساعات الدوام من 9 صباحًا إلى 5 مساءً، بل يتطلب أن نكون على أهبة الاستعداد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”.

ويضيف: “لا يوجد مجال للخطأ، لأن خطأً صغيرًا واحدًا يمكن أن يكون خطيرًا، ومن ثم فإن فريق أرامكو يعمل على مدار الساعة لضمان استمرار تدفُّق النفط إلى الأسواق العالمية بطريقة موثوقة وآمنة”.

أحد حقول النفط السعودية
من المنشآت البحرية بأحد حقول النفط السعودية – الصورة من أرامكو

الابتكار في إدارة العمليات البحرية

تضع أرامكو السعودية الابتكار والرقمنة في طليعة أولوياتها لتعزيز الكفاءة والسلامة في جميع عملياتها البحرية، وبدءًا من عام 2024، تمّ تركيب منصة “سمارت شيب” (SmartShip) الرقمية المتطورة على ما يقرب من 60 سفينة، لعمل توأمة رقمية على متن السفن باستعمال أكثر من 1000 جهاز استشعار وتقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة السفن وتحليل البيانات والتشخيص واستكشاف الأخطاء وإصلاحها في الوقت الفعلي.

وبفضل هذه التقنية، تُجمع البيانات المستخلصة من أسطول أرامكو البحري بشكل مستمر وسريع، مما يسمح بمراقبة وتقييم أداء السفن ومعدلات استهلاكها للطاقة.

وتنشر إدارة الأعمال البحرية روبوتات تحت الماء مزودة بأدوات لفحص مجموعة الأصول الضخمة تحت سطح البحر، مما يقلّص الحاجة إلى تدخل الغواصين، ويساعد على تعزيز سلامة العمليات وإطالة عمر الأصول.

وتبذل إدارة الأعمال البحرية جهودًا مستمرة لتحقيق الاستدامة في أنشطتها البحرية، إذ تنفّذ في منشأة رأس تناقيب البحرية برنامج إعادة تدوير النفايات البحرية، الذي يهدف إلى استعمال النفايات البحرية مواد خامًا لصنع منتجات في المستقبل.

وتعدّ منطقة منشأة رأس تناقيب بمثابة مدينة في البحر، إذ تضم أكثر من 500 مرفق في 9 حقول نفطية يعمل بها أكثر من 170 سفينة وعدّة آلاف من الموظفين، لتقديم الدعم اللوجستي المطلوب للحفاظ على سير أكبر عملية نفطية بحرية في العالم بكل يسر وسلاسة.

وفي عام 2023، نجح برنامج إعادة التدوير في فرز وإعادة تدوير أكثر من 1200 طن من النفايات من منشأة رأس تناقيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: كيف تدير أرامكو السعودية أكبر حقول النفط البحرية في العالم؟ على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى