قطاع النفط والغاز في سوريا يترقّب دعم الدول الصديقة.. ما دور تركيا؟
يترقّب قطاع النفط والغاز في سوريا دعمًا دوليًا واسع النطاق، لتلبية الاحتياجات المحلية وجني عوائد تُسهم في عملية إعادة الإعمار، بعد الدمار الذي لحق به على مدى 14 عامًا من الصراع.
وأبدت تركيا رغبتها في مساعدة سوريا على زيادة إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي، وتطوير البنى التحتية للقطاع، بالإضافة إلى تلبية احتياجاتها من الكهرباء.
ويعمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بناء علاقات متميزة مع الإدارة السورية الجديدة، ما قد يمكّن الشركات التركية من الاضطلاع بدور كبير في عملية إعادة الإعمار، ويتصدّر قطاع النفط والغاز في سوريا اهتمام أنقرة، بالإضافة إلى قطاعات التعدين والزراعة.
ووفقًا لبيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، اليوم الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، أن أنقرة تُجري استعدادات جادة للبنية التحتية لقطاع النفط والغاز في سوريا.
وقال بيرقدار: “الوفد الذي أعددناه سيذهب إلى سوريا في غضون أيام قليلة، اعتمادًا على الوضع، ويمكنني أيضًا أن أترأس هذا الوفد”.
إنتاج النفط والغاز في سوريا
أشارت أنقرة إلى رغبتها بالمساعدة في زيادة إنتاج النفط والغاز في سوريا، ما يُمثل الخطوة الأخيرة في المبادرات التركية للمشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا.
وقال بيرقدار: “ندرس استعمال النفط الخام والغاز الطبيعي لإعادة إعمار سوريا، ونخطط لإبلاغ نظرائنا بالإسهامات التي يمكننا تقديمها في هذا الصدد”، متابعًا: “هدفنا هو تطوير مشروعات ونعمل برؤية لاستعمال هذه الإمكانات التي تتمتع بها سوريا من أجل إحياء البلاد”.
وأضاف: “انخفض إنتاج سوريا اليومي من النفط من 600 ألف برميل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى 30 ألف برميل، ويجب استعمال النفط والغاز في سوريا لإعادة إعمار البلاد”.
وأردف: “قد يؤدي التعاون على المدى الطويل إلى إنشاء خطوط أنابيب جديدة للنفط والغاز تربط سوريا بمحطات التصدير التركية، وفي المستقبل، سنبني بصفة خاصة خط أنابيب نفط من سوريا إلى تركيا، وسيكون هذا هو خط أنابيب النفط بين العراق وتركيا عبر سوريا”.
وخلال سنوات الصراع، هبط إنتاج سوريا من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية بمقدار يتجاوز 300 ألف برميل يوميًا، إذ انخفض إلى 40 ألف برميل يوميًا العام الماضي (2023)، من 353 ألف برميل يوميًا في عام 2011.
وبلغ الإنتاج نحو 171 ألف برميل في عام 2012، واستمر التراجع في 2013 ليسجّل 59 ألف برميل، ثم 33 ألفًا في عام 2014، ثم انخفض إلى 27 ألفًا في عام 2015، و25 ألف برميل يوميًا في عامي 2016 و2017، و24 ألف برميل في عام 2018.
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج سوريا من النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية منذ عام 1968 حتى 2023:
دعم قطاع الكهرباء
أكد وزير الطاقة التركي، أن بلاده تعمل أيضًا على إيجاد سبل لتلبية احتياجات دمشق من الكهرباء بعد الدمار الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية لقطاع الكهرباء السوري.
وقال بيرقدار، إنه قدم عرضًا حول سوريا إلى مجلس الوزراء في 9 ديسمبر/كانون الأول، مباشرة بعد مغادرة بشار الأسد للبلاد في 8 ديسمبر/كانون الأول، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح: “نعمل على البنية التحتية لقطاع الطاقة في سوريا، وكنا بالفعل نزوّد شمال سوريا بالكهرباء وغاز النفط المسال، وهناك 3 مشروعات للمنطقة”.
واستطرد: “لدينا 4 خطوط نقل، وسنعمل على زيادة طاقتها، هناك أيضًا خط يصل إلى حلب، لكننا الآن لا نعرف حالة هذا الخط بعد جوبانبي، فنحن بحاجة إلى إعادة الكهرباء إلى سوريا بصفتها أولوية”.
وأشار بيرقدار إلى أن زيارة رئيس وزراء لبنان إلى تركيا الأسبوع الماضي تضمنت طلبًا للكهرباء، مضيفًا: “قد يكون من الممكن بالنسبة إلينا توصيل الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا”، في إطار خطط أنقرة لدعم قطاع الطاقة في سوريا.
وتتشكّل الإدارة السورية الجديدة من قيادات جماعة هيئة تحرير الشام، التي قادت تقدم الفصائل المسلحة نحو العاصمة دمشق، في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأطاحت بالرئيس السابق بشار الأسد، منهية الصراع الذي اندلع في عام 2011.
موضوعات متعلقة..
- حقول النفط والغاز في سوريا تدفع ثمن الحرب (ملف خاص)
- الاستخلاص المعزز.. تقنية فعالة لزيادة إنتاج حقول النفط في سوريا
- قطاع الطاقة في سوريا ركيزة التعافي الاقتصادي.. وهذه الدروس المستفادة من دول الجوار
اقرأ أيضًا..
- واردات اليابان من النفط في نوفمبر.. السعودية تستحوذ على 44%
- انفجار حافلة هيدروجينية في كوريا الجنوبية يهدد خطط “نظافة” قطاع النقل
- انتخابات 2024 وقطاع الطاقة.. أبرز وعود الساسة وتحديات التنفيذ
المصادر:
إقرأ: قطاع النفط والغاز في سوريا يترقّب دعم الدول الصديقة.. ما دور تركيا؟ على منصة الطاقة