عالم الطاقة

أحدث دولة مصدرة للنفط عالميًا تشهد نموًا اقتصاديًا قياسيًا

حققت أحدث دولة مصدرة للنفط على مستوى العالم نموًا اقتصاديًا قويًا خلال الربع الثالث من هذا العام (2024)، مع توقعات عالمية رفيعة باستمرار النهج الصعودي خلال العام الجديد.

وبدأت السنغال تصدير النفط في يوليو/تموز (2024) بعد 3 أسابيع فقط على إنتاج النفط لأول مرة من حقل سانغومار البحري (Sangomar) الذي تديره شركة الطاقة الأسترالية وودسايد إنرجي (Woodside Energy).

وبناءً على ذلك، تُعدّ السنغال أحدث دولة مصدرة للنفط حتى الآن، ومن المتوقع أن يدرّ الحقل باحتياطيات 630 مليون برميل في المياه العميقة مليارات الدولار لخزينة السنغال، وفي المرحلة الأولى يستهدف إنتاج 100 ألف برميل يوميًا.

ورغم التأخيرات، تترقب السنغال بدء إنتاج الغاز المسال قريبًا من مشروع تورتو أحميم المشترك مع موريتانيا، الذي تديره شركة النفط البريطانية “بي بي” بالتعاون مع كوزموس إنرجي (Kosmos Energy).

نمو اقتصادي قياسي

تقول الوكالة الوطنية للإحصاء والديموغرافيا في السنغال، إن إجمالي الناتج المحلي ارتفع بنسبة 8.9% على أساس سنوي خلال الربع الثالث المنتهي في سبتمبر/أيلول (2024).

وعلى أساس سنوي، يزيد النمو في خلال الربع الثالث بنسبة 11.5%، بالمقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2023).

كما يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاعًا في مستوى ذلك النمو إلى 9.4% خلال العام الجديد (2025).

مشروع تورتو أحميم الكبير
مشروع تورتو أحميم الكبير – الصورة من موقع شركة بي بي

ومن شأن النمو الاقتصادي في أحدث دولة مصدرة للنفط أن يُسهم في إصلاح المالية العامة للبلاد، حيث من المتوقع أن يزيد عجز الميزانية بنسبة 11% عن الناتج المحلي الإجمالي خلال 2024.

وبحلول 2027، تخطط الدولة الواقعة بغرب أفريقيا لخفض عجز الميزانية إلى 3% من إجمالي الناتج المحلي من خلال خفض النفقات الحكومية، وزيادة الضرائب، بدءًا من 2025.

أحدث دولة مصدرة للنفط في العالم

يحتضن حقل سانغومار ما يُقدَّر بـ630 مليون برميل من النفط، ويبعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة السنغالية داكار.

وبعد اكتشاف النفط لأول مرة هناك في 2014، بدأ تطوير الحقل في 2022، ثم بدأ إنتاج النفط منه لأول مرة في يونيو/حزيران (2024) فيما وُصف باللحظة التاريخية لكلٍ من شركة وودسايد والسنغال.

وودسايد هي المشغّلة لرخصة التنقيب والإنتاج بحصة 82% من الأسهم، إلى جانب شركة بتروسن المملوكة للدولة (Petrosen) بحصّة الـ18% المتبقية.

وباستثمارات تصل إلى 5.2 مليار دولار، تتضمن المرحلة الأولى من عمليات التطوير حفر 23 بئرًا ومنصة عائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ سُمِّيت بإسم أول رؤساء السنغال ليوبولد سيدار بقدرة 100 ألف برميل يوميًا، وترسو على بعد 100 كيلومتر من الشاطئ.

ويُنتج الحقل نفطًا خامًا ذا درجة كثافة 33 وفق مقياس معهد النفط الأميركي، وهو موضع طلب كبير في السوقين الأوروبية والأسيوية.

وانضمت السنغال إلى قائمة مصدّري النفط في العالم رسميًا في الأول من يوليو/تموز عندما صدّرت أولى الشحنات على متن الناقلة ماران بوسيدون (Maran Poseidon) التي تحركت صوب أوروبا، وعلى متنها 1.06 مليون برميل.

وتشير بيانات حديثة إلى أن إجمالي إنتاج النفط من حقل سانغومار بلغ 8.17 مليون برميل خلال الأشهر الـ3 المنتهية في سبتمبر/أيلول (2024).

وسجّل الحقل خلال الربع الثالث زيادة تدريجية في معدل الإنتاج الشهري، بمعدل يلامس 3 ملايين برميل شهرًا في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول.

وبيعَت 8 شحنات نفط خلال المدة المذكورة بإجمالي 7.69 مليون برميل في الأسواق الدولية.

ويوضح مقطع الفيديو أدناه -المنشور عبر الموقع الإلكتروني لشركة وودسايد- لقطات من داخل حقل سانغومار:

مشروع تورتو أحميم

على غرار ما فعله حقل سانغومار، من المتوقع أن يقدّم مشروع تورتو أحميم لإنتاج الغاز المسال دفعة قوية لاقتصاد السنغال.

وأعلن نائب وزير الطاقة والنفط والمناجم الشيخ نياني أنه من المتوقع بدء تصدير الغاز المسال في مطلع العام المقبل (2025).

وبحسب نياني، ما زال المشروع الذي تعرَّض لتأخيرات وزيادات بالتكاليف على المسار المقرر، متوقعًا بدء إنتاج الغاز خلال 2024، وهو ما لم يُعلَن بعد، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

بدورها، أعلنت شركة كوزموس إنرجي في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني بدء أعمال تبريد وتشغيل المنصة العائمة، مع توقعات ببدء إنتاج الغاز المسال لأول مرة من المشروع في نهاية الربع الأخير من 2024، بعدما كان مقررًا في 2022.

وفي 19 ديسمبر/كانون الأول (2024)، تأجّل بدء الإنتاج من المشروع إلى الربع الأول من 2025، بسبب صعوبات تقنية في تطور المشروع “المعقّد”، على حدّ وصف “بي بي”.

ومن المتوقع أن تنتج المرحلة الأولى من المشروع نحو 2.3 مليون طن سنويًا من الغاز المسال على مدار أكثر من 20 عامًا، استنادًا إلى موارد غاز إجمالية تُقدَّر بنحو 15 تريليون قدم مكعّبة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1- نمو إجمالي الناتج المحلي السنغالي بالربع الثالث من بلومبرغ

إقرأ: أحدث دولة مصدرة للنفط عالميًا تشهد نموًا اقتصاديًا قياسيًا على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى