أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024 (تقرير)
شهدت أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024 منافسة عربية شرسة، إذ تستحوذ الدول العربية -وفي مقدّمتها الإمارات والسعودية ومصر- على أغلب المشروعات، بحسب القائمة التي أعدّتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتعدّ الإمارات، ممثلةً في شركة “مصدر”، منافسًا قويًا في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر عالميًا، لا سيما أنها توسّع محفظة مشروعاتها على مستوى دول أوروبا وآسيا وأفريقيا، بينما تشهد كل من مصر والسعودية عددًا ضخمًا من المشروعات الجديدة.
وتأتي قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، مدعومة بتوجُّه عدد كبير من دول العالم إلى مصادر الطاقة النظيفة، جنبًا إلى جنب مع المصادر التقليدية، وذلك في ظل الاستعداد لتحقيق تحول الطاقة بحلول منتصف القرن في 2050.
وفي هذا الإطار، تقدّم “الطاقة” قائمة تضم أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، التي تضمنت اتفاقات جديدة على تنفيذ مشروعات للطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو مشروعات لتصدير الكهرباء النظيفة بين الدول، وكذلك مشروعات الهيدروجين الجديدة، فإلى نص التقرير:
مصدر الإماراتية في مصر
تصدرت الإمارات أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، بصفقة أنجزتها شركة مصدر، التي قادت تحالفًا وقّع اتفاقيتين لمشروع إنشاء محطة طاقة رياح في منطقة خليج السويس، بقدرة 200 ميغاواط، مع كل من الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.
وتعزز الاتفاقيتان -الموقّعتان في 17 أغسطس/آب- موقع الشركة الإماراتية بصفتها أحد داعمي القاهرة في طريقها نحو تعظيم الاستفادة من الطاقات الجديدة والمتجددة، وزيادة نسبة مساهمتها في مزيج الكهرباء الإجمالي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
صفقة إماراتية بقيمة 1.4 مليار دولار
ضمن أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، جاءت صفقة استحواذ لشركة مصدر الإماراتية بقيمة 1.4 مليار دولار، لدعم محفظتها الاستثمارية وتوجّهها لتوليد 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
واشترت الشركة الإماراتية، بموجب الصفقة، شركة الطاقة الخضراء “سايتا ييلد” من شركة بروكفيلد الكندية، مستحوذة بموجبها على 745 ميغاواط من أصول طاقة الرياح، و1.6 غيغاواط من المشروعات قيد التطوير في إسبانيا والبرتغال.
استثمار إماراتي في قازاخستان
عززت الإمارات وجودها في قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، من خلال اتفاقية وقّعتها شركة مصدر مع مركز التسوية المالية في قازاخستان لدعم مصادر الطاقة المتجددة، والتي ستطور الأولى بموجبها محطة لطاقة الرياح بقدرة 1 غيغاواط في منطقة جامبيل بجمهورية قازاخستان.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الاتفاقية تأتي ضمن مساعي الشركة الإماراتية لتوسعة محفظة أعمالها، بينما تستهدف قازاخستان من ورائها التوسع في مصادر الطاقة النظيفة، إذ من المتوقع أن تصبح المحطة واحدة من أكبر محطات الرياح بمنطقة رابطة الدول المستقلة.
مصدر في ألبانيا وأوزبكستان
حافظت شركة مصدر على وجود دولة الإمارات في قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، من خلال اتفاقيتين للتعاون مع ألبانيا وأوزبكستان، في مجال الطاقة النظيفة، إذ وقّعت اتفاقية مع شركة “كيش” الألبانية لطاقة، لتأسيس مشروع مشترك لتطوير مشروعات متجددة واسعة النطاق.
كما وقّعت الشركة -على هامش قمة المناخ كوب 29- اتفاقية أخرى مع وزارة الطاقة الأوزبكية، لتطوير مشروع طاقة رياح بقدرة 1 غيغاواط في منطقة مينغبولاك، وهو المشروع الذي يمثّل مرحلةً أولى من إستراتيجية دولة أوزبكستان الشاملة لإنشاء محطات لطاقة الرياح بقدرة 2 غيغاواط.
مشروعات السعودية في أوزبكستان
في صدارة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، جاءت 3 مشروعات سعودية في أوزبكستان، شارك وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بافتتاحها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف.
وتتضمن المشروعات إنشاء محطتي “باش” و”دازهانكيلدي” المستقلتين لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، بسعة إجمالية تبلغ نحو 1000 ميغاواط، إلى جانب خط نقل “ربط الشبكة بالطاقة الكهربائية المتجددة”، ومشروعَي الطاقة الشمسية 1 و 2 في سمرقند بسعة 1000 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل المشروعات تنفيذ 1000 ميغاواط/ساعة لتخزين الطاقة بالبطاريات، ومشروع أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات في طشقند بسعة 500 ميغاواط/ساعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
تصدير الطاقة الخضراء من السعودية
استكمالًا لدور السعودية داخل قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، وقّع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في نوفمبر/تشرين الثاني اتفاقيات مع 3 دول آسيوية ضمن مشروع عملاق يستهدف نقل الطاقة الخضراء، من خلال خط ربط كهربائي بحري يمتدّ من بحر قزوين إلى أوروبا.
وجاء توقيع البرنامج التنفيذي في مجال تطوير ونقل الطاقة الخضراء، مع وزراء الطاقة في كل من أذربيجان وقازاخستان وأوزبكستان، على هامش فعاليات قمة المناخ كوب 29، بهدف تطوير ونقل الطاقة المتجددة على طول بحر قزوين، لتصديرها إلى أوروبا.
3 مشروعات في سلطنة عمان
دخلت سلطنة عمان قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، من خلال 3 صفقات طاقة متجددة جديدة وقّعتها شركة تنمية نفط عُمان، مع شركتي “أوكيو للطاقة البديلة” و”توتال إنرجي”، تتضمن تطوير محطة طاقة شمسية ومحطتي طاقة رياح، بقدرة إجمالية تصل إلى 300 ميغاواط.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، من المقرر أن تدخل جميعها مرحلة التشغيل التجاري خلال الشهور الـ24 المقبلة، وتستهدف رفع إسهامات الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء الوطني لسلطنة عمان إلى 30% بحلول عام 2026.
وتتضمن المشروعات، مشروع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في شمال منطقة الامتياز التابعة للشركة بقدرة 100 ميغاواط، و مشروعين لطاقة الرياح، وهما “رياح-1” و”رياح-2″، بقدرة 100 ميغاواط لكل منهما جنوب منطقة الامتياز.
صفقة الـ27 مليار دولار في العراق
كانت صفقة الـ27 مليار دولار في العراق، التي وقّعتها شركة توتال إنرجي الفرنسية، بوابة لمشاركة قطر، ودخولها قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، إذ تشارك شركة قطر للطاقة في مشروع طاقة شمسية ضخم، تنفّذه الشركة الفرنسية، في محافظة البصرة.
ووقّعت الشركة القطرية، في سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقية مع نظيرتها الفرنسية، لإنشاء مشروع طاقة شمسية تابع لمشروع الغاز المتكامل، تستحوذ بموجبها على حصة 50% بالمشروع، الذي سيتضمن إنشاء مليونَي لوح شمسي ثنائي الوجه وعالي الكفاءة، لتوفير 1.25 غيغاواط من الكهرباء النظيفة وقت الذروة.
أول مشروع هيدروجين في البلطيق
دخل أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في دول البلطيق قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024، ووقّعت اتفاقيته شركة “إم تي غروب” الليتوانية، في سبتمبر/أيلول الماضي، وتبلغ تكلفته الاستثمارية 10.5 مليون يورو (11.3 مليون دولار).
ويستهدف مشروع بناء المحطة الأولى من نوعها، إنتاج وتحويل الوقود في دول بحر البلطيق الأوروبية، وهي فنلندا وإستونيا ولاتفيا وبولندا وألمانيا وليتوانيا، إذ سيُنتَج نحو 10 ملايين طن سنويًا، مع استيراد 10 ملايين أخرى، بحلول عام 2030.
الصفقة المثيرة للجدل
رغم أن الصفقة التي عقدتها شركة شل العالمية وبريطانيا تعدّ مثيرة للجدل، فإنها دخلت قائمة أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024 من أوسع أبوابها، إذ عقدت سلسلة متاجر تيسكو مع الشركة العالمية صفقة لشراء الكهرباء المولدة من أكبر محطة طاقة شمسية في بريطانيا بالكامل.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة للصفقة وتفاصيلها، فإن الهدف منها كان خفض بصمة الشركتين الكربونية، لكن الانتقادات البيئية المتزايدة لاحقتهما، بدعوى أن الكهرباء التي ستُنتَج من محطة كليف هيل كانت مُخصصة لنحو 100 ألف أسرة بريطانية، لا سيما أنها ستباع بأقل سعر.
موضوعات متعلقة..
- حرب أوكرانيا تعزز صفقات الطاقة المتجددة في 4 دول عربية
- صفقات الطاقة المتجددة تكسر حاجز الـ100 مليار دولار خلال 2022
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في أغسطس 2024.. الإمارات تقتنص الصدارة
اقرأ أيضًا..
- مشروعات الطاقة الشمسية في الخليج تجذب شركة صينية.. و3 دول يمكنها تخزين الكهرباء
- إنتاج النفط السوري قبل وبعد سقوط بشار.. من يسيطر على ثروة الشعب؟ (مقال)
- هبوط أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية 81%
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب.. وما أرخص موقع (خاص)
المصادر..
- بيانات شركة مصدر الإماراتية
- بيانات وزارة الطاقة السعودية
- تقرير الصفقة البريطانية المثير للجدل من صحيفة ذا تيليغراف
إقرأ: أكبر صفقات الطاقة المتجددة في 2024 (تقرير) على منصة الطاقة