عالم الطاقة

تغيّرات تجارة النفط في 2024.. هذه أكبر الدول المصدرة والمستوردة

لم تشهد تجارة النفط في 2024 تغيّرًا ملحوظًا على مستوى الأحجام، إلّا التحولات كانت حاضرة بقوة في طرق الشحن، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر.

وأدّت هجمات الحوثيين في اليمن على السفن منذ الحرب الإسرائيلية على غزة إلى تحوّل العديد من ناقلات النفط وغيره بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس، وسلكت طريق رأس الرجاء الصالح، لتزيد أحجام التجارة المارة عبر هذا الطريق بأكثر من 50% في 2024.

بينما شهدت أحجام تجارة النفط في 2024 انخفاضًا نسبيًا مع تباطؤ نمو الطلب العالمي بمقدار النصف تقريبًا مقارنة بعام 2023، الذي شهد نموًا تجاوز مليوني برميل يوميًا، وفق ملف الحصاد السنوي الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

كما أثّرت تخفيضات الإنتاج الطوعية لدول تحالف أوبك+ في أحجام صادرات الخام المنقول بحرًا، خاصة من جانب السعودية صاحبة التخفيض الطوعي الأكبر لضمان توازن سوق النفط.

صادرات النفط العالمية في 2024

بلغ متوسط صادرات النفط الخام العالمية المنقولة بحرًا 40.8 مليون برميل يوميًا في عام 2024، انخفاضًا من 41.6 مليون برميل يوميًا عام 2023، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

وسجلت تجارة النفط في 2024 أعلى مستوى شهري لصادرات الخام في مارس/آذار عند 41.81 مليون برميل يوميًا، في حين تراجعت لأقل مستوى عند 39.7 مليونًا، خلال سبتمبر/أيلول.

ويستعرض الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، صادرات النفط الخام المنقول بحرًا على أساس شهري بين عامي 2022 و2024:

صادرات النفط الخام العالمية المنقولة بحرًا

ورغم استمرار العقوبات الغربية على روسيا وحظر صادراتها للعام الثاني على التوالي، لم تتأثر تجارة النفط في 2024 بهذا الشأن، حيث نجحت موسكو في تسويق نفطها بأسواق عديدة، سواءً بطرق مباشرة أو غير مباشرة عبر أسطول كبير من ناقلات الظل.

ونتيجة لذلك، حافظت روسيا على مكانتها في الترتيب الثاني بين أكبر الدول المصدّرة للنفط الخام بعد السعودية.

وبدءًا من يناير/كانون الثاني 2024، تنفدّ 8 دول من تحالف أوبك+ (السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وقازاخستان والجزائر وسلطنة عمان) تخفيضات طوعية إضافية لإمدادات النفط (2.2 مليون برميل يوميًا) مع تمديدها لنهاية مارس/آذار 2025.

وحافظت غالبية الدول المشاركة في التخفيضات على صادراتها دون تغيير، باستثناء السعودية، التي تحمل على عاتقها الجزء الأكبر من التخفيضات لضمان توازن سوق النفط.

أكبر الدول المصدرة للنفط الخام في 2024

بحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، تصدَّرت السعودية قائمة أكبر الدول المصدرة للنفط الخام، التي جاءت على النحو التالي:

  • السعودية: 5.9 مليون برميل يوميًا
  • روسيا: 4.9 مليون برميل يوميًا
  • الولايات المتحدة: 4 ملايين برميل يوميًا
  • العراق: 3.4 مليون برميل يوميًا
  • الإمارات: 2.9 مليون برميل يوميًا
  • البرازيل: 1.7 مليون برميل يوميًا
  • إيران: 1.5 مليون برميل يوميًا
  • النرويج: 1.4 مليون برميل يوميًا
  • نيجيريا: 1.3 مليون برميل يوميًا
  • الكويت: 1.3 مليون برميل يوميًا

يُشار إلى أن هذه القائمة تضمّ أكبر الدول المصدرة للنفط الخام المنقول بحرًا، ومن ثم فإن صادرات خطوط الأنابيب غير محسوبة، وحال أخذها في الحسبان؛ فإن كندا -غير الموجودة في هذه القائمة- ستكون ثالث أكبر مصدّر عالميًا.

وكان أكبر تغيّر في القائمة، انخفاض صادرات السعودية بنحو 600 ألف برميل يوميًا، بعدما بلغت في المتوسط 6.5 مليون برميل يوميًا عام 2023.

وفي أوائل 2023، كانت صادرات النفط الخام السعودي حول مستويات 7 ملايين برميل يوميًا، إلّا أنها انخفضت من ذلك الحين مع بدء المملكة خفض إنتاجها طوعًا بمقدار 500 ألف برميل يوميًا منذ مايو/أيار 2023، ضمن تخفيضات إجمالية لـ7 دول من تحالف أوبك+ وقتها بإجمالي 1.65 مليون برميل يوميًا، قبل تمديدها لنهاية 2026.

ومنذ يوليو/تموز 2023، طبّقت السعودية خفضًا طوعيًا إضافيًا بمقدار مليون برميل يوميًا، قبل أن تنضم إليها 7 دول أخرى من تحالف أوبك+، لتصبح التخفيضات الطوعية الإجمالية 2.2 مليون برميل يوميًا بداية من يناير/كانون الثاني 2024.

ورغم ذلك حافظت السعودية على ترتيبها في صدارة القائمة، التي شهدت تغيّرات على صعيد آخر، خاصة من جانب إيران بعد زيادة صادراتها إلى 1.5 مليون برميل يوميًا مقابل 1.3 مليونًا عام 2023، لتصعد إلى الترتيب السابع.

أمّا الكويت التي تراجعت للمركز العاشر، فقد خفضت صادراتها من الخام مقابل زيادة صادرات المشتقات النفطية بعد تشغيل مصفاة الزور بكامل طاقتها منذ أواخر عام 2023، في حين شهدت باقي الدول استقرارًا، كما يرصد الرسم أدناه:

أكبر 10 دول مصدرة للنفط الخام المنقول بحرًا في 2024

واردات النفط العالمية في 2024

بلغ متوسط واردات النفط الخام المنقول بحرًا نحو 41 مليون برميل يوميًا خلال عام 2024، انخفاضًا من 41.5 مليونًا عام 2023، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.

وسجلت تجارة النفط في 2024 أعلى مستوياتها لهذا العام في يناير/كانون الثاني مع زيادة الواردات إلى 42 مليون برميل يوميًا، في حين بلغ أقل مستوى للواردات عند 39.7 مليونًا في يوليو/تموز.

ويوضح الرسم البياني التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، واردات النفط الخام المنقول بحرًا على أساس شهري بين عامي 2022 و2024:

واردات النفط العالمية

وتأثّرت الواردات العالمية بتباطؤ نمو الطلب العالمي، بقيادة الصين، إثر تلاشي الزخم كله المتعلق بالتعافي الاقتصادي بعد جائحة كورونا، بل انكمشت بعض الاقتصادات الكبرى.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى نمو الطلب على النفط في 2024 بنحو 0.843 مليون برميل يوميًا، انخفاضًا من مليوني برميل يوميًا 2024، ليصل الإجمالي إلى 102.81 مليونًا.

أكبر الدول المستوردة للنفط الخام في 2024

كما هو معتاد، تصدرت الصين قائمة أكبر الدول المستوردة للنفط الخام، لتظل لاعبًا رئيسًا بتجارة النفط في 2024، رغم انخفاض وارداتها.

وبلغ متوسط واردات الصين من الخام 10.2 مليون برميل يوميًا خلال 2024، مقابل 10.4 مليونًا عام 2023، ما يعكس تباطؤ الطلب الصيني.

وبعد نمو تجاوز مليون برميل يوميًا في 2023، فإن زيادة الطلب على النفط في 2024 تباطأ إلى 140 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 16.58 مليونًا، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، واردات الصين الخام شهريًا بين عامي 2022 و2024:

واردات الصين من النفط الخام في 2024

واحتفظت الهند بالمركز الثاني بين مستوردي النفط الخام، مع زيادة واردات إلى 4.7 مليون برميل يوميًا في 2024، مقابل 4.6 مليونًا عام 2023.

ويعكس ذلك نمو الطلب على النفط في الهند بمقدار 220 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 5.49 مليون برميل يوميًا خلال 2024.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد تطور واردات الهند من الخام شهريًا:

واردات الهند من النفط الخام في 2024

وبصفة عامة، ترصد وحدة أبحاث الطاقة قائمة أكبر 10 دول مستوردة للنفط الخام المنقول بحرًا في 2024، كما يلي:

  • الصين: 10.2 مليون برميل يوميًا
  • الهند: 4.7 مليون برميل يوميًا
  • الولايات المتحدة: 2.8 مليون برميل يوميًا
  • كوريا الجنوبية: 2.5 مليون برميل يوميًا
  • اليابان: 2.2 مليون برميل يوميًا
  • إيطاليا: 1.9 مليون برميل يوميًا
  • هولندا: 1.9 مليون برميل يوميًا
  • إسبانيا: 1.3 مليون برميل يوميًا
  • فرنسا: 0.961 مليون برميل يوميًا
  • سنغافورة: 0.903 مليون برميل يوميًا

الخلاصة..

شهدت تجارة النفط في 2024 تحولات في طرق الشحن بسبب التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، لكن الأحجام لم تتغير كثيرًا، وحافظت السعودية على موقعها بصفتها أكبر مصدر للنفط الخام بـ5.9 مليون برميل يوميًا، كما تصدرت الصين قائمة أكبر المستوردين بـ10.2 مليون برميل يوميًا.

يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2023 (هنا).

المصادر:

  1. تحولات تجارة النفط في 2024 من وحدة أبحاث الطاقة
  2. بيانات تجارة النفط في 2024 وأكبر المصدرين والمستوردين من وحدة أبحاث الطاقة

إقرأ: تغيّرات تجارة النفط في 2024.. هذه أكبر الدول المصدرة والمستوردة على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى