أحمد لطفى يكتب : الأصل المجهول… بين الإهمال والانحدار
في عالم يعج بالتحديات الاقتصادية والمصاعب المالية، يظهر بوضوح غياب الرؤية الحقيقية لإدارة الموارد التي تُعدّ العمود الفقري لاستدامة أي مؤسسة. في ظل هذا الواقع، تتكرر مشاهد تجاهل المشكلات الجوهرية أثناء الاجتماعات والجمعيات العمومية التي تُعقد دون التطرق لما يعانيه جوهر العمل، وكأن القضايا الأساسية قد أصبحت في طي النسيان.
بينما نرى قطاعات أخرى تُولي اهتماماً استثنائياً لقضاياها وتُصرف فيها امتيازات تجعلها نموذجاً يُحتذى به، تظل بعض المؤسسات تدور في دوامة من الإهمال والتجاهل، مما يهدد مستقبلها على المدى البعيد.
كيف يُمكن أن يُطلب المزيد من العطاء في ظل ظروف تتسم بعدم التوازن بين الالتزامات والمتطلبات؟
وكيف يُمكن تحقيق التقدم حينما يصبح الأساس مُهملاً بلا أي استثمار أو دعم؟
إن هذا الوضع ليس مجرد أزمة حالية، بل مؤشراً على انحدار قد لا يتوقف إن لم يُعاد النظر في طريقة إدارة الأمور. فالموارد التي تُهمل اليوم هي نفسها التي يُبنى عليها الغد، وإن استمر هذا النهج، فإننا نسير نحو مجهول يُخشى أن يكون أسوأ مما نتخيل.
هذه رسالة لكل من يعنيه الأمر: إن الاجتماعات والقرارات التي تُتخذ بمعزل عن الواقع لن تكون إلا بداية لطريق قد يقود إلى الهاوية. إعادة النظر في الأساسيات ليست خياراً بل ضرورة ملحة للحفاظ على أي منظومة من الانهيار.