عالم الطاقة

حقل أبو جابرة في السودان.. حكاية اكتشاف نفطي عمره 46 عامًا

في أغسطس/آب من عام 2020، كان السودان على موعد مع اكتشاف نفطي جديد في حقل أبو جابرة، الذي اكتُشِف النفط فيه لأول مرة في عام 1979، ما عزّز آمال الدولة في النهوض بحجم إنتاج النفط الخام إلى مستويات ما قبل انفصال الجنوب عن الشمال.

وبحسب قاعدة بيانات النط السوداني لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن إنتاج الدولة الواقعة في قارة أفريقيا كان في ذلك الوقت يبلغ نحو 70 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعادل ثلث إنتاجها قبل عام 2011، الذي شهد انفصال دولة جنوب السودان، وخروج مواقع نفطية مهمة من مناطق نفوذ دولة الشمال.

ويرتبط حقل أبو جابرة النفطي في السودان، بحقل شارف، إذ يقعان في ذات نفوذ منطقة امتياز شركة شارف التي حققت الاكتشاف النفطي في الحقل، ويعدّ داعمًا رئيسًا لإنتاج الحقل الثاني، الذي ارتفع إنتاجه من 1800 برميل يوميًا إلى قرابة 6 آلاف برميل يوميًا بحلول عام 2022.

ويسهم الحقل النفطي في تعزيز إنتاج السودان من النفط الخام، لا سيما في ظل الحالة الاقتصادية المتردية التي تواجهها البلاد، نتيجة الصراع المتصاعد بين قوات الدعم السريع من جهة، والجيش الوطني من جهة أخرى، بقيادة الفريق عبدالفتاح برهان.

معلومات عن حقل أبو جابرة

في عام 1975، بدأت شركة شيفرون الأميركية عمليات الحفر في منطقة أبو جابرة، ما أدى إلى اكتشاف النفط الأول في أبو جابرة في عام 1979، بينما كانت البئر الأولى التي تدفَّق منها النفط، ودخلت خط الإنتاج في 1992.

شيفرون

وبحلول شهر سبتمبر/أيلول 1995، وقّعت الحكومة السودانية وشركة النفط الوطنية الصينية اتفاقية تقاسم الإنتاج، حفرت الشركة على إثرها 3 آبار تقييم ناجحة، بناءً على أعمال مسح زلزالي ثلاثية الأبعاد، 2 منها في حقل أبو جابرة، وواحدة في حقل شارف، وفق ما نشره موقع “فارموت أنجل” (Farmoutangel).

وفي 8 أغسطس/آب 2020، أعلنت وزارة الطاقة والنفط أن نتائج اختبارات البئر الاستكشافية في حقل أبو جابرة، التي أُنجزت بأيدٍ سودانية خالصة، قد أثمرت إنتاج يومي بمقدار 840 برميل، من النفط الخام الخفيف، وهو أحد أجود أنواع النفوط.

وعلى إثر تحقيق هذا الاكتشاف في الحقل الواقع بولاية غرب كردفان السودان، دعت الوزارة رجال الأعمال الوطنيين إلى الاستثمار في قطاع النفط، الذي أثبت -من خلال الكشف النفطي- وجود فرص واعدة لمزيد من الإنتاج النفطي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

جانب من حفر البئر الاستكشافية في حقل أبو جابرة
جانب من حفر البئر الاستكشافية في حقل أبو جابرة – الصورة من وزارة الطاقة والنفط

وجاء الإنتاج الأول من حقل أبو جابرة في أعقاب اختبارين منحَا نحو 2400 برميل من النفط الخفيف يوميًا، وهو ما أشار إلى وجود موارد جديدة في المربع 17، الذي تديره شركة شارف، بإشراف وزارة الطاقة والنفط السودانية.

ويدعم إنتاج الحقل النفطي مصفاة الخرطوم، التي تعدّ المصدر الأهم لمختلف أنواع المشتقات النفطية، لا سيما البنزين والديزل “السولار”، وكذلك وقود الطائرات في دولة السودان، وفق بيان سابق نشرته وزارة الطاقة والنفط.

واستهدفت وزارة الطاقة والنفط السودانية تطبيق خطة، لزيادة الإنتاج النفطي وخفض التكاليف لتعظيم العائد الاقتصادي من قطاع النفط في البلاد، إذ عملت شركة شارف على زيادة إنتاج حقل أبو جابر، وكذلك زيادة إنتاج حقل شارف، من خلال حفر مزيد من الآبار الاستكشافية والتطويرية.

ويعدّ النفط الخفيف المكتشف في الحقل السوداني من أجود أنواع النفوط، لذلك تسعى شركة شارف إلى الحصول على مزيد من الكميات الاحتياطية في المربع 17، الذي يعدّ من المربعات الواعدة بمزيد من الفرص الاستكشافية للموارد النفطية عالية الخامة والجودة.

سحب الموظفين من حقل أبو جابرة

مع اندلاع أحداث 15 أبريل/نيسان 2023 في السودان، تضرَّر حقل أبو جابرة بشكل كبير، لا سيما مع سحب جميع الموظفين والعمال الصينيين العاملين على آلات الحفر في الحقل، على الرغم من أن منشآته لم تتضرر جراء المعارك المشتعلة.

وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2023، وقع حادث تسرب نفطي في الحقل، اضطر إدارته إلى المبادرة بإغلاقه لحين إصلاح الأعطال، وسط تحذيرات من إمكان حدوث أزمة بيئية نتيجة هذا التسرب، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

عامل بإحدى منشآت النفط في السودان
عامل بإحدى منشآت النفط في السودان

وبعد شهر واحد، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بدأت جهود مجتمع حقل أبو جابرة النفطي في ولاية غرب كردفان، لاستعادة الإنتاج وعودة العمل فيه، وذلك من خلال وضع خطة لتأمين المنشآت النفطية، شملت تأمين آبار الرقّ الصيني وبترونيد وأساور، وعدد من الآبار المنتجة الأخرى.

كما شملت الخطة تأمين جميع الآليات والمعدّات التابعة لشركة شارف لعمليات البترول المحدودة، والآليات التي تملكها الشركات التي تعاقدت معها “شارف”، بما يضمن تنفيذًا كاملًا لخطة تشغيل الآبار المنتجة، ونقل النفط من حقل أبو جابرة إلى خط أنابيب البرصاية.

وجاءت خطة تأمين حقل أبو جابرة ضمن التحركات المجتمعية والأهلية، التي استهدفت تأمين الحقول النفطية في منطقة غرب كردفان، في أعقاب الهجوم الذي شنّته قوات الدعم السريع على بعض الحقول، والمعارك التي دارت بينها وبين قوات الجيش الوطني السوداني.

نرشح لكم..

إقرأ: حقل أبو جابرة في السودان.. حكاية اكتشاف نفطي عمره 46 عامًا على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى