أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر ستكون مرتقبة خلال 2025
أضحت 5 مشروعات طاقة في الجزائر فرس الرهان للبلد العربي في تنفيذ مساعيه لتنويع مزيج الكهرباء وتقليل الاعتماد على الغاز المتوافر لديها باحتياطيات ضخمة.
ووفق تحديثات قطاع الطاقة الجزائري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، شملت قائمة المشروعات المذكورة تطوير حقل غاز حاسي الرمل، وحوض بركين، وخط الربط الكهربائي البحري بين الجزائر وأوروبا، إلى جانب ممر الهيدروجين الجنوبي “ساوث إتش 2″، ومحطتي كهرباء.
وفي إطار إستراتيجية الطاقة الجزائرية، تستهدف الحكومة كذلك تطوير 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول أواسط العقد المقبل (2035).
ويعتمد البلد الواقع شمال أفريقيا، في تحقيق هذا الهدف، على طاقة الشمس والرياح، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.
مشروعات كبرى في الجزائر
تطمح الجزائر إلى تعزيز وضعها في سوق الطاقة العالمية عبر سلسلة مشروعات كبرى من المقرر دخولها حيز التشغيل خلال العام الجاري (2025).
وهناك مشروعات طاقة في الجزائر تتنوع بين الغاز الطبيعي والكهرباء والطاقة المتجددة، ويعول عليها في تعزيز صادرات البلد العربي إلى أوروبا ورفع سعتها محليًا.
وترصد منصة الطاقة المتخصصة 5 مشروعات طاقة في الجزائر، من المخطط تطويرها وتوسعتها هذا العام، وهي:
حقل غاز حاسي الرمل
يُعد تطوير حقل غاز حاسي الرمل أحد أكبر مشروعات الغاز في الجزائر والعالم، وتوجه إمكانات الحقل لدعم المشروع البالغة تكلفته الرأسمالية 2.3 مليار دولار.
ويستهدف حقل الغاز -الكائن على مسافة 550 كيلومترًا جنوب العاصمة الجزائرية- تعظيم كفاءة تدفق الغاز إلى أوروبا، ويشتمل المشروع المذكور على بناء 3 محطات غاز داعمة، وتحديث نظام التجميع في حقل الغاز.
ومن المتوقع اكتمال المشروع الذي تطوره شركتا تكنيمونت ماير (Maire Tecnimont) الإيطالية وبيكر هيوز (Baker Hughes) الأميركية المعنية بتطوير تقنيات الطاقة وخدمات حقول النفط، بحلول عام 2027، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة.
وستلامس السعة الإنتاجية للمشروع 188 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا؛ ما يضمن تدفق طاقة موثوقًا من الجزائر إلى إيطاليا ودول أخرى.
واكتُشف حقل غاز حاسي الرمل في عام 1956، ولامس حجم احتياطياته المقدرة حتى نهاية عام 2020 نحو 2.3 تريليون متر مكعب، انخفاضًا من تقديرات عام 2019 البالغة 4.3 تريليون متر مكعب.
ووفق تقديرات وحدة أبحاث منصة الطاقة المتخصصة، تبلغ احتياطيات الحقل قرابة 2.4 تريليون متر مكعب (85 تريليون قدم مكعبة)؛ ما يزيد على نصف الاحتياطي الإجمالي للغاز في الجزائر.
تطوير الغاز في حوض بركين
يتأهب حوض بركين الذي يُعَد من أهم مناطق إنتاج النفط والغاز في الجزائر، للحصول على دفعة إنتاجية بفضل تعاون مع شركة الطاقة الروسية الحكومية غازبروم.
وسيشتمل مشروع تطوير حوض بركين الذي يحوي احتياطيات ضخمة، على حفر 24 بئرًا جديدة وبناء مرافق إضافية لمعالجة الغاز.
وفي مارس/آذار من عام 2022، تمكّنت شركة سوناطراك الجزائرية، بالتعاون مع نظيرتها الإيطالية إيني، من حفر أول بئر للنفط بمنطقة زملة العربي في حوض بركين، باحتياطي يُقدّر بنحو 140 مليون برميل من الخام.
وتضع تقديرات التكلفة الاستثمارية لخطة تطوير واستغلال حوض بركين عند قرابة 4 مليار دولار، تستهدف الوصول إلى احتياطيات قابلة للاستخراج تزيد على مليار برميل من النفط المكافئ؛ ما سيرفع متوسط الاستخراج النهائي بنسبة 55%.
ويُتوقع إنتاج أول شحنة غاز من المشروع خلال عام 2025؛ ما يمكّن الجزائر من زيادة صادرات الغاز وسط نمو متوقع في الطلب على الغاز في أوروبا، ولا سيما بعد توقف إمدادات هذا الوقود عن القارة العجوز في أعقاب انتهاء العمل باتفاقية لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا في 31 ديسمبر/كانون الأول المنصرم.
خط الربط الكهربائي البحري
تشمل قائمة أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر خلال 2025، اتخاذ قرار بشأن خط ربط كهربائي بحري يجري التعاون على بنائه بين إيطاليا والجزائر.
ويسهل خط الربط الكهربائي البحري المنفذ بوساطة شركات سوناطراك وسونلغاز الجزائريتين وإيني، تصدير الكهرباء المولدة بالغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة في الجزائر.
وبدأت المفاوضات الخاصة بالربط الكهربائي بين الجزائر وأوروبا عام 2022، وكانت دول القارة العجوز تستهدف الحصول على الإمدادات من الجزائر والمغرب.
وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول (2022) كشف وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، النقاب عن مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإيطاليا، الذي سيزود أوروبا بإمدادات الكهرباء.
ويُعد المشروع جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجية أوسع لدمج الطاقة المتجددة في صادرات الطاقة الجزائر، ويؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز أمن الطاقة لكل من إيطاليا والبلدان المجاورة.
وتحظى الجزائر بفائض في إنتاج الكهرباء بفضل الاستثمارات الضخمة التي وجهتها البلاد إلى قطاع الكهرباء المحلي خلال السنوات الأخيرة، لتصبح الجزائر إحدى أكبر الدول المنتجة للكهرباء في أفريقيا.
ممر ساوث إتش 2
يُعد مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي “ممر ساوث إتش 2” من أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر يُتوقع أن تبصر النور خلال السنوات المقبلة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثل المشروع، وهو خط أنابيب مخصص لنقل الهيدروجين بطول 3 آلاف و300 كيلومتر- امتدادًا لخطط نقل الهيدروجين الأخضر من الجزائر إلى أوروبا.
ويستهدف “ساوث إتش 2″، المتوقع أن يعمل بكامل سعته بحلول عام 2030، ربط أفريقيا مع إيطاليا والنمسا وألمانيا؛ ما يتيح إمداد الهيدروجين الأخضر المنتج في منطقة جنوب البحر المتوسط؛ للوصول إلى المستهلكين في أوروبا.
ويستهدف المشروع نقل 4 ملايين طن من الوقود منخفض الانبعاثات سنويًا إلى أوروبا بحلول نهاية العقد المقبل (2040).
ويتواءم “ساوث إتش 2” مع أهداف المناخ التي تتبناها الجزائر وأوروبا، كما أنه يُعد مكونًا رئيسًا في إستراتيجية أوسع تطبقها البلاد كي تصبح لاعبًا رئيسًا في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية.
محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة
أخيرًا تضم قائمة أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر، بناء اثنتين من محطات الكهرباء ذات الدورة المركبة -تتضمّن توربينات غازية وأخرى بخارية- وهما بيسكرا وبلارة الواقعة في بلدية الميلية بولاية جيجل.
ويأتي المشروع ضمن خُطط أوسع تعول عليها الحكومة لتعزيز سعة توليد الكهرباء في البلد الذي يشهد طلبًا متناميًا على الطاقة، علمًا بأن السعة الإنتاجية للمحطتين تلامس –كل على حدة- 1340 ميغاواط.
ويُتوقع أن يدخل مشروعا محطتي بيسكرا وبلارة حيز التشغيل هذا العام، ويبرز فرس رهان لتعزيز البنية التحتية لتوليد الكهرباء إلى جانب دوره في دعم أمن الطاقة ودفع عجلة النمو الاقتصادي في الجزائر.
يُشار إلى أن سعة إنتاج الكهرباء في الجزائر تتخطى 25 ألف ميغاواط، لتتجاوز بذلك استهلاكها بأوقات الذورة البالغ 19.5 ألف ميغاواط، وتحقق فائضًا يتيح تصديره إلى تونس.
ويُتوقع أن ينمو استهلاك الكهرباء سنويًا في الجزائر بمتوسط 5% خلال المدة من 2022 إلى 2025، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في الجزائر.. 6 أرقام عن أبرز التطورات (إنفوغرافيك)
- الطاقات المتجددة في الجزائر.. تقرير رسمي يكشف إنجازات عامين
- سعة الكهرباء العاملة بالغاز في الجزائر تشهد زيادة قوية خلال 12 عامًا (رسم بياني)
اقرأ أيضًا..
- قطاع التعدين في الجزائر.. أهم 5 موارد تُعيد رسم خريطة الاحتياطيات العالمية
- الطلب العالمي على النفط.. أنس الحجي يكشف عن أبرز التطورات في 2024
- حقل نيم.. أمل السودان لزيادة إنتاج النفط الخام
المصدر:
إقرأ: أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر ستكون مرتقبة خلال 2025 على منصة الطاقة