عالم الطاقة

تركيبات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا تصطدم بالتكلفة المرتفعة

تصطدم تركيبات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا بعقبة التكلفة المرتفعة لرأس المال، ما يحدّ من انتشار هذه التقنية النظيفة في البلاد.

وتشهد جنوب أفريقيًا تقدمًا بطيئًا في انتشار وتوسعة هذه الطاقة النظيفة، رغم الجهود التي تبذلها الحكومة، ووفرة سطوع الشمس، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في مايو/أيار 2024، بلغت التكلفة الأولية لتركيب نظام الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا ما يقرب من 150 ألف راند (8 آلاف و88 دولارًا) إلى 350 ألف راند (18 ألفًا و873 دولارًا) لمشروع صغير، وما يصل إلى 3.5 مليون راند (188 ألفًا و735 دولارًا) لنظام بقدرة 100 كيلوواط.

وتحدّ التكلفة الأولية المرتفعة لرأس المال، التي تشمل الألواح الشمسية والعاكسات والمناصب والكابلات وتخزين البطاريات الاختياري والتركيب والعمالة، من رغبة وقدرة الشركات والأسر على الاستثمار في هذا الشكل المستدام والمحايد كربونيًا لتوليد الكهرباء.

(الراند الجنوب أفريقي = 0.054 دولارًا أميركيًا)

اتفاقيات شراء الكهرباء

تُعدّ اتفاقيات شراء الكهرباء خيارًا شائعًا بين مستعملي الطاقة الكثيفة، نظرًا لأن مزوّدي الخدمة يغطّون بالكامل تهيئة النظام والتركيب والتشغيل والصيانة طويلة الأجل.

وتتضمن آلية التمويل هذه التأمين وضمانات الأداء، ويمكن أن تؤدي إلى خفض تكاليف الكهرباء منذ البداية،

وبعد توقيع اتفاقية طويلة الأجل، تُحصَّل تعرفة الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا شهريًا، بناءً على كمية الطاقة التي ينتجها التركيب فقط.

ويمكن أن تزداد هذه التعرفة سنويًا بمعدل تصاعدي ثابت، ما يسمح للشركات بالتنبؤ بتكاليف الطاقة المستقبلية بدقة أكبر، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

الألواح الشمسية في بلدة فريديندال بجنوب أفريقيا
الألواح الشمسية في بلدة فريديندال بجنوب أفريقيا – الصورة من رويترز

وتمتد اتفاقيات شراء الكهرباء الأولية عادةً من 10 إلى 15 عامًا، بينما تمتد اتفاقيات شراء الكهرباء الأكثر شمولًا إلى 25 عامًا.

وستتضمن الاتفاقية زيادة في تعرفة الكهرباء بنسبة 1-5% سنويًا لمراعاة الانخفاض التدريجي في كفاءة تشغيل النظام، وتكاليف التشغيل والصيانة، والزيادات في سعر الكهرباء بالتجزئة.

في المقابل، يمكن أن تكون التعرفة أرخص بنسبة 40% من الشبكة الوطنية، ما يحقق وفورات كبيرة على مدار عمر اتفاقية شراء الكهرباء.

الإيجار الثابت للأسطح

أصبح الإيجار الثابت للأسطح خيارًا مفضلًا لأصحاب المجمعات السكنية ومراكز التسوق، إذ إن اتفاقية إيجار الأسطح طويلة الأجل تدرّ دخلًا على مساحة السطح غير المستعمَلة سابقًا.

ويدفع مزوّد خدمات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا مبلغًا شهريًا ثابتًا لمالك العقار مقابل استعمال سطح المبنى، التي تنتج الطاقة الشمسية للعقار.

من ناحيته، يدفع مالك العقار لمزوّد خدمات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا مقابل الطاقة المستعملة بناءً على هيئة تنظيم الطاقة أو أسعار البلدية، بينما تظل جميع التكاليف الأخرى، مثل صيانة النظام والعمليات والتأمين، على عاتق مزوّد الخدمة.

اتفاقية الإيجار

بموجب اتفاقية إيجار الطاقة الشمسية (أو عقد إيجار المعدّات)، يدفع مزوّد الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا تكاليف تركيب وصيانة وإدارة الألواح الشمسية ومكوناتها، ويدفع المستأجر مبلغ إيجار شهري ثابت طوال مدة الإيجار.

تُحدَّد الدفعة الشهرية بناءً على الإنتاج السنوي المقدَّر للنظام الشمسي، وتختلف اتفاقية الإيجار عن اتفاقية شراء الكهرباء في أن المستهلك يدفع مبلغًا شهريًا ثابتًا بدلًا من الموافقة على شراء الكهرباء المولدة بوساطة النظام بسعر محدد لكل كيلوواط في الساعة.

تظل المدفوعات الشهرية كما هي طوال العام، مع تطبيق زيادات سنوية، وتقع المخاطر المرتبطة بحجم الطاقة الشمسية المنتجة والمستهلكة على عاتق المستأجر.

الاستثمار الرأسمالي

قد تجد الشركات القادرة على تمويل مشروع الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا من الاحتياطيات النقدية الحالية أن التكاليف الأولية مرتفعة، ولكن الفوائد جذابة.

وفي عام 2024، كانت التكلفة المتوسطة لإعداد 100 كيلوواط ذروة نحو 1.5 مليون راند (80 ألفًا و 886 دولارًا) إلى 3.5 مليون راند (188 ألفًا و 735 دولارًا)، اعتمادًا على ما إذا كان تخزين البطاريات متضمنًا، وموقع المبنى، وأيّ عوامل صعبة مثل إمكان الوصول إلى السطح.

يشمل هذا السعر الألواح الشمسية، والعاكسات، والمناصب، والكابلات، وغيرها من المعدّات الضرورية. رغم ذلك، تُعدّ الشركة مسؤولة بشكل كامل عن جميع التكاليف السنوية الجارية، مثل التركيب والتأمين ومراقبة الأداء وإدارته والتعرض لمخاطر أداء النظام.

الألواح الشمسية على أسطح مدرسة بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا
الألواح الشمسية على أسطح مدرسة بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا – المصدر: مجلة بي في ماغازين

التمويل المصرفي التجاري

استجابةً للاهتمام المتزايد من جانب المستهلكين الصناعيين والصناعيين للطاقة بحلول الطاقة الشمسية الكهروضوئية، قام العديد من البنوك بهيكلة اتفاقيات تمويل مبتكرة.

وتقدم هذه البنوك التجارية قروضًا لتركيبات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا، إذ تكون الأدوات الأساسية هي القروض الآجلة، واتفاقيات البيع بالتقسيط، وتمويل الأصول والممتلكات، وقروض الأعمال المدعومة بالرهن العقاري وسندات الوصول.

وتتراوح مدة الإقراض للتركيبات التجارية بين 5 و10 سنوات، في حين يؤخَذ غالبًا متطلب الضمان لتمويل الديون مقابل الممتلكات الأساسية والنظام، حيث يتحمل مالك المشروع مخاطر إنتاج الطاقة الشمسية.

تمويل المشروعات

يُعدّ تمويل المشروعات تحويليًا للمطورين، إذ يمكّنهم من عزل المخاطر، وتأمين المزيد من الاقتراض، وتسريع التطوير.

وعلى عكس التمويل المؤسسي، يتضمن تمويل المشروعات إنشاء شركة ذات غرض خاص (SPV)، حيث تأتي أقساط القروض فقط من التدفقات النقدية للمشروع، التي تتولد عادةً من خلال بيع الطاقة الشمسية.

وتقتصر الطريقة على مخاطر الإيرادات للمشتري أو الطرف المقابل، وتجنّب التعقيدات الناجمة عن الأنشطة المؤسسية الأخرى.

وعادةً ما تتميز بهيكل غير قابل للاسترداد، ما يحدّ من الضمانات لأصول الشركة ذات الغرض الخاص، ويحمي الموازنة العمومية لمالك الشركة.

التمويل بالأسهم

غالبًا ما يملأ التمويل بالأسهم فجوة التمويل المتبقية، بعد تأمين الديون للمشروعات كثيفة رأس المال.

وعند تمويل المشروع بنسبة 60-80% بالديون، تُغَطّى النسبة المتبقية 20-40% بالأسهم أو قروض المساهمين، التي يمكن أن تكون أكثر كفاءة، ويتضمن هذا إصدار أسهم المشروع في مقابل التمويل.

وعلى عكس القروض، لا يتطلب التمويل بالأسهم السداد، وبدلًا من ذلك، يحصل المستثمرون على حصة من أرباح المشروع، ما يسمح لأصحاب المشروع بالحفاظ على السيطرة مع توفير إيرادات مرتفعة محتملة للمستثمرين، ما يشجعهم على تحمُّل مخاطر أعلى مرتبطة بمشروعات الطاقة المتجددة في المراحل المبكرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إقرأ: تركيبات الطاقة الشمسية في جنوب أفريقيا تصطدم بالتكلفة المرتفعة على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى