تشغيل حقل نفط احتياطياته نصف مليار برميل.. قد يغير قواعد الصناعة
أعلنت شركة طاقة عالمية بدء تشغيل حقل نفط باحتياطيات ضخمة، في خطوة من شأنها تغيير قواعد صناعة النفط والغاز بسبب طريقة عملية التشغيل.
ونجح مهندسو شركة شل العالمية في إطلاق إشارة البدء لحقل ويل (Whale Field)، إيذانًا ببدء إنتاج النفط من منصة تقع في المياه العميقة لخليج المكسيك الأميركي.
ووفق تحديثات حقول النفط لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تصل احتياطيات الحقل إلى 480 مليون برميل مكافئ، في مشروع مشترك بحصة 60% لصالح شل المشغلة للحقل، و40% لشيفرون الأميركية.
واللافت للنظر أن تشغيل منصة الحقل جرى عن بعد، من غرفة تحكم للشركة في مدينة نيو أورلينز بولاية لويزيانا الأميركية تفصلهما مسافة 600 كيلومتر.
حقل ويل
بدأ إنتاج حقل ويل في خليج المكسيك، بمعدل متوقع يصل إلى 100 ألف برميل مكافئ يوميًا في مراحل الذروة.
وتشغل الحقل شركة شل أوفشور التابعة لشركة شل العالمية، بالتعاون مع شريكتها الأميركية شيفرون.
واكتُشف حقل نفط “ويل” عام 2017، وتقع منصته الإنتاجية في المربع 733 بوادي ألامينوس الضيق، حسب بيان شركة شل.
ويضم الحقل منصة إنتاج شبه غاطسة مثبّتة على عمق مائي يصل إلى 2600 متر (8600 قدم)، ومن خلال البنية التحتية البحرية ستُربَط ربط المنصة بنحو 15 بئرًا.
ويعد حقل ويل رابع الحقول التي تبدأ الإنتاج لصالح شل في منطقة بريديدو، بعد حقول: (غريت وايت، سيلفرتيب، توباغو)، حسب مدير الأبحاث التقنية لدى إس أند بي غلوبال “جورج لاغوروس”.
وتحمل شركة شل الكثير من الآفاق المتفائلة حيال موارد الحقل القابلة للاستخراج والتي تقارب نصف مليار برميل مكافئ، ما يعزز إنتاج خليج المكسيك الأميركي ومحفظة الشركة.
تقنيات مخفضة للانبعاثات
يتميز إنتاج حقل ويل بتعزيزه بتقنيات مخفضة للانبعاثات؛ إذ تعمل المنصة بتوربينات غاز وأنظمة ضغط.
وتطلق منصة الحقل انبعاثات بكثافة أقل من منصة “فيتو” التي تشغلها شل في خليج المكسيك أيضًا، بنحو 30%.
وتعزز تقنيات شل إطلاق أعمال الشركة حجم انبعاثات إجمالي، يعد من ضمن أقل معدلات الانبعاثات في خليج المكسيك الأميركي، إذ يساعد “ويل” في تعزيز قيمة إنتاج شل منخفض الانبعاثات في أعمال المنبع.
وكانت منصة “فيتو” قريبة الشبه من “ويل” قد اندفعت نحو الإنتاج مطلع عام 2023، وهي منصة شبه غاطسة أيضًا تقع في ممر “مرسى” في وادي ميسيسبي بخليج المكسيك.
ومن شأن هذه التحركات أن تنعكس إيجابًا على طموحات تسجيل أرقام إنتاج قياسية خلال العام المقبل (2026).
التحكم عن بعد
تدار منصة حقل نفط “ويل” عبر غرفة التحكم عن بعد الواقعة في مدينة نيو أورلينز، في سابقة هي الأولى من نوعها لأنشطة شركة شل في المياه العميقة.
وأتاح ذلك تقليص عدد الموظفين على متن المنصة إلى 60 شخصًا، مقارنة بـ180 شخصًا يشغلون منصة “أبوماتوكس” التي بدأت الإنتاج منذ عام 2019، لصالح لشركة شل في خليج المكسيك أيضًا.
ويؤدي تقليص عدد العاملين على متن المنصة إلى خفض التكلفة وكذلك معدل الانبعاثات، مع ضمان استمرار الأعمال الرئيسة -مثل: ضبط تدفق النفط والغاز والتحكم به، ومراقبة سير العمل في مرافق المنصة- وإنجازها.
ومن جانب آخر، يقدر وزن منصة “ويل” بنحو 25 ألف طن، بما يعادل ثلث وزن منصة “أبوماتوكس”.
ووصفت مديرة التشغيل في المنصة كيماري ميشيل، إدارة المنصة عن بعد من غرفة تحكم بأنها “تغير قواعد اللعبة”.
وأوضحت أنها -وفريق شل- تدير حقل نفط بحري كاملًا عن بُعد في مدة زمنية تستغرق دقائق معدودة، ويسمح بتوفير الوقت والمال والانبعاثات في آن واحد.
ويستعين مهندسو شل بالمسيّرات (طائرات دون طيار) لفحص المناطق المحيطة بحقل نفط “ويل” والمنصة.
ومع إنتاج يومي يصل إلى 100 ألف برميل مكافئ (ما يعد كافيًا لتزويد 2.7 مليون سيارة أميركية بالوقود)، تقدم “ويل” نموذجًا لاستثمارات منصات النفط والغاز التي تلبي الطلب وتخفض الانبعاثات في الوقت ذاته.
موضوعات متعلقة..
- 12 حقلًا جديدًا تدعم إنتاج النفط والغاز في خليج المكسيك الأميركي
- إعصار هيلين يوقف 29% من إنتاج النفط في خليج المكسيك الأميركي
- شل تنحاز لأرباح النفط والغاز وتطرح أصولًا متجددة في أميركا للبيع
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة.. تغطية عربية وعالمية لأحداث 2024 وتوقعات 2025
- اكتشاف غاز في إسرائيل قد يفشل.. الرقم مخيب للآمال
- شحنة نفط ضخمة من دولة عربية في طريقها إلى سوريا
المصادر:
- معلومات عن حقل نفط ويل الاحتياطيات والإنتاج المرتقب، من بيان شركة شل.
- ترتيب “ويل” بين حقول شل في خليج المكسيك الأميركي، من إس أند بي غلوبال.
- تقنيات خفض الانبعاثات وطفرة التحكم في منصة “ويل” عن بعد، من تقرير لشركة شل.
إقرأ: تشغيل حقل نفط احتياطياته نصف مليار برميل.. قد يغير قواعد الصناعة على منصة الطاقة