دولة أفريقية تكافح تغير المناخ بتربية الأبقار.. ما القصة؟
تكافح بوتسوانا، الواقعة جنوب القارة الأفريقية، تغير المناخ بتربية الأبقار المقاومة لموجات الجفاف التي يمكنها البقاء على قيد الحياة بكميات أقل من الغذاء والمياه.
يأتي هذا ضمن خطة المناخ الجديدة في بوتسوانا التي تركّز على التكيف مع موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير بدلًا من خفض غازات الاحتباس الحراري، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشاد المفاوضون المناخيون الأفارقة بهذه الخطة بصفتها نموذجًا يجب أن تتبعه البلدان منخفضة الانبعاثات المعرضة للخطر.
ولا تعزّز خطة حكومة بوتسوانا -أو الإسهامات المحددة وطنيًا (NDC)- المقدمة إلى الأمم المتحدة عشية عيد الميلاد، بصورة كبيرة هدف خفض الانبعاثات لعام 2030 وفق نسخة سابقة، إلا أنها تضيف أهدافًا محددة لتعزيز تدابير التكيف مثل خزانات المياه على الأسطح والمحاصيل وتربية الأبقار المقاومة لموجات الجفاف.
اتفاق باريس للمناخ
بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015، من المفترض أن تقدم جميع البلدان إسهامات محددة وطنيًا أقوى كل 5 سنوات.
ورغم أن مجموعة صغيرة من الدول قد فعلت ذلك في الجولة الأخيرة، فإن أغلب الدول الموقعة على الاتفاق البالغ عددها 194 دولة ستقدم خطتها الثالثة هذا العام.
وبعد إخفاقها في تقديم خطة محدثة مثل معظم الدول في عام 2020، فإن إسهاماتها المحددة وطنيًا الجديدة هي الثانية فقط.
وأوضحت الحكومة في خطة المناخ الجديدة أنه “نظرًا إلى أن بوتسوانا واحدة من أقل الدول انبعاثًا للغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، فإن الموارد المالية المحدودة المتاحة ستكون لها الأولوية للتكيف للحد من تعرّض البلاد لتأثيرات تغير المناخ”.
الإنفاق على التكيف مع تغير المناخ
تخطط بوتسوانا لإنفاق 2.1 مليار دولار على التكيف مع تغير المناخ، و0.9 مليار دولار على خفض الانبعاثات بحلول عام 2030.
وفي حال حصولها على تمويل ودعم أجنبي، فإنها تقول إنها ستنفق 0.4 مليار دولار إضافية على التكيف، و2.7 مليار دولار أخرى على التخفيف من خلال الطاقة الشمسية ومحطات الغاز الحيوي.
وقالت المفاوضة الكينية بشأن المناخ في المجموعة الأفريقية، التي تمثّل القارة في محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة، فاطمة حسين: “إن نهج بوتسوانا جدير بالثناء”، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشارت إلى أن هذا النهج يعكس “الظروف والتحديات الفريدة التي تواجهها العديد من البلدان الأفريقية” التي تصدر مستويات منخفضة للغاية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتواجه تأثيرات مناخية شديدة.
وأوضحت فاطمة حسين: “بالنسبة لدولة ذات انبعاثات عالمية ضئيلة، فإن هذا التركيز منطقي”.
وأضافت أن الدول الأفريقية يجب ألا تهمل التدابير الرامية إلى الحد من الانبعاثات، لأن مشروعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة يمكن أن تجعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة الاحتباس الحراري فضلًا عن إبطائه.
بدوره، قال المفاوض الكيني بشأن المناخ في المجموعة الأفريقية، جوليوس مباتيا: “إن الأولويات بالنسبة إلى الدول النامية الضعيفة يجب أن تعكس ظروفها المعيشية، في ظل التعاون المناخي حيث لا يُسمع صوتها إلا بصعوبة، ولا تُعطى طلباتها لتمويل المناخ من أجل انتقال عادل ومرن”.
نقطة التحول
تحذّر خطة المناخ الجديدة في بوتسوانا التي طوّرتها إدارة الأرصاد الجوية بدعم من الأمم المتحدة، من أنه “بناءً على البيئة شبه القاحلة القاسية وندرة المياه الحادة والنظم البيئية الهشة، فإن بوتسوانا وصلت حاليًا إلى نقطة تحول”.
وتضيف الخطة أن “تغير المناخ قد يكون بمثابة المعيار الحاسم لترجيح كفة الميزان نحو نقاط كارثية لا رجعة فيها بالنسبة للبلاد وشعبها”.
وعلى وجه الخصوص، تشير الخطة إلى موجات الحر السنوية، والجفاف الشديد، والفيضانات الناجمة عن الأعاصير المدارية المقبلة من المحيط الهندي، والجبهات الباردة الشتوية، والعواصف البردية المدمرة. وتتضمن الخطة أكثر من 50 هدفًا رقميًا بشأن طريقة التكيف مع هذه التهديدات.
وللتغلب على موجات الجفاف، تهدف الحكومة إلى ربط جميع المستوطنات الممكنة بأنابيب المياه، والتشجيع على محطات تحلية المياه، والحد من هدر المياه، ومضاعفة نسبة المباني العامة التي تحتوي على خزانات مياه إلى 3 أمثالها.
وتهدف الحكومة إلى خفض معدل نفوق الماشية من 25% إلى 10%.
ومن بين الطرق التي تخطط للقيام بذلك تشجيع تربية سلالة أبقار “موسى”، التي يمكنها البقاء على قيد الحياة بكميات أقل من الغذاء والمياه.
لذلك، استوردت البلاد المزيد من الماشية القادرة على تحمل موجات الجفاف والأمراض بصورة أفضل من تكساس، وقامت بتربيتها مع الماشية المحلية بوساطة التلقيح الاصطناعي في برنامج تدعمه الأمم المتحدة.
وعلى نحو مماثل، تخطّط بوتسوانا لتوزيع بذور مقاومة لموجات الجفاف على نصف مزارعيها من أصحاب الأراضي الصغيرة و3 أرباع المزارعين التجاريين.
التحذير من العواصف والفيضانات
في سعيها لتحذير السكان من العواصف والفيضانات، تخطّط حكومة بوتسوانا لتوسيع عدد محطات الأرصاد الجوية الآلية على أراضيها من 19 إلى 600، ونشر توقعات الطقس الموسمية لجميع المقاطعات.
وتهدف الخطة إلى الحفاظ على جميع أنظمة الصرف الصحي والبنية التحتية الحكومية في حالة جيدة، وضمان أن تكون جميع المباني الجديدة “ذكية مناخيًا”، وتستعمل “مواد مقاومة لتغير المناخ”.
وتحافظ الخطة على هدف البلاد، الذي حددته في إسهاماتها المحددة وطنيًا الأولى في عام 2016، لخفض الانبعاثات بنسبة 15% بحلول عام 2030 مقارنة بتوقعات العمل المعتاد.
وللمساعدة في تحقيق هذه الغاية، حددت أهدافًا جديدة -غير مدرجة في إسهاماتها المحددة وطنيًا السابقة المكونة من 5 صفحات- لتدابير محددة للحد من الانبعاثات.
وتشمل هذه استبدال مصابيح ليد LED أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بمليوني مصباح متوهج، وتركيب 20 ألف مضخة مياه تعمل بالطاقة الشمسية.
موضوعات متعلقة..
- خطايا اتفاق باريس للمناخ بعد 8 سنوات من إقراره (مقال)
- تغير المناخ يهدد 2.4 مليار عامل حول العالم.. وأفريقيا الأكثر تضررًا
- قمة المناخ كوب 26.. بوتسوانا تضرب بتعهداتها عرض الحائط وتشغّل منجمًا للفحم
اقرأ أيضًا..
- حصاد وحدة أبحاث الطاقة.. تغطية عربية وعالمية لأحداث 2024 وتوقعات 2025
- أنس الحجي: النفط الإيراني تجاوز العقوبات الأميركية في 2024.. وهذه خطط ترمب
- حصري – أول حوار مع وزير النفط السوري: تلقينا وعودًا من بعض الدول لإرسال وقود.. وهذا حجم إنتاجنا من النفط
المصادر:
إقرأ: دولة أفريقية تكافح تغير المناخ بتربية الأبقار.. ما القصة؟ على منصة الطاقة