محطات تصدير الغاز المسال في روسيا.. القدرات الحالية والمستقبلية (تقرير)

admin منذ 18 ساعة

0 28٬784 4 دقائق

محطات-تصدير-الغاز-المسال-في-روسيا.-القدرات-الحالية-والمستقبلية-(تقرير)

تبرز محطات تصدير الغاز المسال في روسيا من الركائز الأساسية لترسيخ مكانة موسكو في الأسواق العالمية وسط التحديات الاقتصادية والسياسية.

ورغم اعتمادها طويل الأمد على تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى أوروبا، زاد الاهتمام الروسي بتطوير صناعة الغاز المسال نتيجة للتوجهات الجديدة في الأسواق العالمية، على خلفية حرب أوكرانيا.

وبدأ الاعتماد على محطات تصدير الغاز المسال في روسيا بصفتها وسيلة إضافية لتصدير الغاز بجانب خطوط الأنابيب التقليدية، وفق تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.

ومع تزايد الطلب العالمي على الغاز المسال، خاصة في آسيا وأوروبا، تواصل روسيا -رابع أكبر مصدر للغاز المسال عالميًا- تطوير عدد من المشروعات العملاقة؛ ما يتيح لها دخول أسواق جديدة، وزيادة قدرتها على منافسة الدول الكبرى.

أبرز محطات تصدير الغاز المسال في روسيا

ضخّت روسيا استثمارات هائلة في صناعة الغاز المسال، واستهلّت رحلتها في القطاع بتطوير محطة واحدة عام 2009.

وحاليًا، تمتلك روسيا 4 محطات لتصدير الغاز المسال، بالإضافة إلى مشروع قيد الإنشاء، وتخطط لتطوير 3 مشروعات لتعزيز نطاق صادراتها، وفق تقرير منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك).

محطة سخالين 2

تعدّ محطة سخالين 2، الواقعة في خليج أنيفا، أول محطة لإنتاج الغاز المسال وتصديره في روسيا، حيث بلغت تكلفتها 25 مليار دولار.

وبدأت المحطة عملياتها في 2009، بسعة أولية تصل إلى 10 ملايين طن سنويًا، وزادت لاحقًا إلى 11.5 مليون طن سنويًا من خلال وحدتَي إسالة، حيث خُصصت لتغذية الأسواق الآسيوية.

وأسهمت شركات كبرى في تطوير المشروع، من بينها شركة غازبروم (50%) وشل (27.5%) وميتسوي (12.5%) وميتسوبيشي (10%).

وفي أعقاب التطورات الجيوسياسية، وخاصة غزو روسيا أوكرانيا، استحوذت شركة غازبروم الروسية على حصة شل، لتمتلك أكبر حصة في المشروع بنسبة 77.5%.

بالإضافة إلى ذلك، تخطط البلاد لتطوير وحدة إسالة ثالثة (تي 3) بسعة 5 ملايين طن سنويًا، لكن تأخَّر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لعدّة سنوات.

مشروع يامال

مشروع يامال، الواقع في شبه جزيرة ياماي، هو ثاني محطات تصدير الغاز المسال في روسيا.

تدير المشروع شركة يامال للغاز المسال، وهي مملوكة لشركة نوفاتيك، التي تمتلك حصة بنسبة 50.1%، بينما تمتلك كل من توتال إنرجي وشركة النفط الوطنية الصينية حصة بنسبة 20%، وصندوق تمويل طريق الحرير الصيني حصة 9.9%.

بدأ بناء المشروع في عام 2013، وشرع عملياته منذ عام 2017، ويتألف من 3 وحدات إسالة بسعة إجمالية تصل إلى 16.5 مليون طن سنويًا.

كما شهد المشروع إضافة وحدة إسالة صغيرة عام 2021، بسعة تبلغ 0.9 مليون طن سنويًا، لترتفع القدرة الإجمالية للمشروع إلى 17.4 مليون طن سنويًا، ليصبح أكبر محطات تصدير الغاز المسال في روسيا.

وتعمل المحطة بأقصى طاقتها منذ عام 2021، وتورّد أكثر من 50% من إنتاج الغاز المسال إلى الأسواق الأوروبية، لا سيما أن شركات، مثل توتال إنرجي ونيتورجي، أبرمت اتفاقيات طويلة الأجل لشراء كميات كبيرة من الوقود، بإجمالي يصل إلى 6.5 مليون طن سنويًا.

محطة فيسوتسك

تعدّ فيسوتسك، الواقعة في منطقة لينينغراد، ثالث أهم محطات تصدير الغاز المسال في روسيا.

وتملك المحطة شركة نوفاتيك (51%) وغازبروم بنك (49%)، وتعدّ أولى المحطات متوسطة الحجم في روسيا، بسعة أولية تُقدَّر بنحو 0.66 مليون طن سنويًا، لكنها خضعت لتوسعات لاحقة رفعت قدرتها إلى 1.5 مليون سنويًا بحلول نهاية عام 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومنذ بدء تشغيلها في عام 2019، سهّلت المحطة عمليات تصدير الغاز المسال إلى الأسواق الأوروبية المختلفة، حيث بدأت بالتصدير إلى فنلندا وليتوانيا، ومؤخرًا إلى بلجيكا.

محطة سخالين 2 من أهم محطات تصدير الغاز المسال في روسيا — محطة سخالين 2 – الصورة موقع أبستريم

محطة بورتفايا

تحتل محطة بورتفايا، الواقعة على الحدود الروسية الفنلندية، مكانة مهمة بين محطات تصدير الغاز المسال في روسيا، وهي ثاني مشروعات الإسالة متوسطة الحجم، ومملوكة لشركة غازبروم بحصّة 100%، بتكلفة إجمالية تُقدَّر بنحو ملياري دولار أميركي.

بدأت المحطة عملياتها رسميًا في سبتمبر/أيلول 2022، بإجمالي قدرة تصديرية تبلغ 1.5 مليون طن سنويًا.

وكان الهدف من تطوير المحطة توفير الإمدادات إلى منطقة كالينينغراد، إحدى الكيانات الفيدرالية في روسيا، لكن مع ارتفاع الطلب الأوروبي على الغاز المسال عقب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وجّهت شحناتها إلى الأسواق الأوروبية.

وفي مطلع 2024، أعادت شركة غازبروم هيكلة ملكية المشروع، وباعت حصة 50% إلى غازبروم بنك، الذي تمتلك فيه غازبروم حصة قدرها 30%.

أركتيك 2

تطوّر شركة نوفاتيك واحدة من أهم محطات تصدير الغاز المسال في روسيا، وهي أركتيك 2 الواقعة بالقرب من مشروع يامال.

وأعلنت البلاد المشروع في عام 2017، بسعة متوقعة تصل إلى 19.8 مليون طن سنويًا، عبر 3 وحدات إسالة، إلّا أنه واجه العديد من التحديات، حيث ارتفعت التكلفة الإجمالية للمشروع إلى 25 مليار دولار من 21.3 مليار دولار، وقام المساهمون الأجانب بتعليق مشاركتهم في المشروع، من بينهم توتال إنرجي وميتسوي اليابانية وشركة النفط الوطنية الصينية.

واستطاعت شركة نوفاتيك تشغيل المشروع في أبريل/نيسان 2023، وبدء الإنتاج في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، لكنها اضطرت إلى وقف الإنتاج من وحدة الإسالة الأولى بسبب العقوبات.

ومن المتوقع أن يواجه تطوير وحدتي الإسالة 2 و3 المزيد من التأخيرات.

مشروع يامال من أهم محطات تصدير الغاز المسال في روسيا — مشروع يامال – الصورة من موقع شيباتا فيندر تيم

محطات تصدير الغاز المسال المستقبلية

تتضمن محطات الغاز المسال المستقبلية في روسيا 3 مشروعات، وهي: محطة أوبسكي، وأوست لوغا، ووحدة إسالة ثالثة (تي 3) في محطة سخالين 2.

محطة أوبسكي

تمثّل محطة أوبسكي، التي اقترحتها شركة نوفاتيك، مبادرة طموحة لتعزيز صادرات الغاز المسال في روسيا.

وخضع المشروع، الذي قُدِّم في البداية عام 2019 بتكلفة تتراوح بين 6.5-7 مليارات دولار أميركي، لعدّة مراجعات وتأخيرات، حيث كان من المقرر اتخاذ قرار الاستثمار النهائي عام 2021.

ويُتوقع بدء تشغيل المحطة في 2026 بقدرة تصديرية تصل إلى 6 ملايين طن سنويًا، بحسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.