الطاقة المتجددة في بريطانيا.. تغيرات الطقس لا تجعلها صديقًا وقت الضيق (تقرير)
لا تُعدّ مصادر الطاقة المتجددة في بريطانيا، المعتمدة على تغيرات الطقس “صديقًا وقت الضيق”، فقد تتسبب في حرمان السكان من الكهرباء والتدفئة وسط برد الشتاء القارس.
وشهدت بريطانيا، في الساعة 5.30 مساءً من يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، موجة برد شديدة وغياب طاقة الرياح، وانقطاعًا شبه كامل للتيار الكهربائي، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشارت مستشارة الطاقة الرائدة، كاثرين بورتر، في مدونة “واط لوجيك” إلى أن البلاد أوشكت بشكل يدعو للقلق على انقطاع التيار الكهربائي الإقليمي، بسبب تغيرات الطقس التي تؤثّر في الطاقة المتجددة في بريطانيا.
وتُظهر البيانات الرسمية التي حللتها بورتر أن الهامش بين الطلب على الكهرباء والإمدادات المتاحة أصبح ضيقًا للغاية، بحيث يؤدي “توقّف” محطة كهرباء واحدة صغيرة نسبيًا عن تغذية الشبكة، مثلما حدث مع محطتين كبيرتين في أوقات أخرى من ذلك اليوم، إلى انقطاع التيار.
مخاطر الاعتماد على الطاقة المتجددة في بريطانيا
ترى مستشارة الطاقة الرائدة، كاثرين بورتر، أن ما حدث يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار حقيقي بشأن مخاطر الاعتماد على توليد الطاقة المتجددة في بريطانيا، المستند إلى الطقس”، أي توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية.
بدوره، قال محرر قسم التحقيقات لدى منصة أن-هيرد الإعلامية البريطانية، ديفيد روز: “غني عن القول، أن الكهرباء لم تُوَلَّد من الطاقة الشمسية في مساء مظلم من شهر يناير/كانون الثاني الجاري”.
وبالنسبة للرياح، فقد أعلنت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “نيسو” (NESO)، في وقت سابق من يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، أنه في عام 2024، ستتفوق الرياح على الغاز الطبيعي بصفتها أكبر مصدر منفرد للكهرباء في المملكة المتحدة، حيث تمثّل 30% من إجمالي الاستهلاك.
وذَكرَ ديفيد روز أن “طاقة الرياح، في أفضل أيامها، كانت تولّد أكثر من 22 غيغاواط”، وخلال ذروة مساء الأربعاء، تُظهر البيانات أن إنتاجها كان 2.5 غيغاواط فقط”.
في ذلك الوقت، كان إجمالي الاستهلاك في جميع أنحاء المملكة المتحدة نحو 19 ضعفًا عند 46 ألفًا و825 غيغاواط.
وأضاف ديفيد روز أن بريطانيا ما تزال تمتلك أسطولًا كبيرًا من محطات الكهرباء العاملة بالغاز التي يمكنها الاعتماد عليها.
وأشار إلى أن وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، وشركة “نيسو” تعهَّدا بأن تؤدي الطاقة المتجددة في بريطانيا إلى أن تصبح البلاد قوة عظمى في مجال الطاقة النظيفة بحلول عام 2030″، بعد أن تتخلى تقريبًا عن استعمال الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
وحتى إذا لم تتحقق هذه الغاية، فمن المؤكد أن الاعتماد سيكون أكبر على مصادر الطاقة المتجددة في بريطانيا “القائمة على الطقس”.
دور محطة فايكنغ
كان من المقرر إغلاق إحدى محطات الربط، فايكنغ، التي تربط بريطانيا بشبكة الكهرباء في الدنمارك، يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، للصيانة، تبلغ سعتها 700 ميغاواط.
وقال محرر قسم التحقيقات لدى منصة أن-هيرد الإعلامية البريطانية، ديفيد روز: “لحسن الحظ، تبيَّن أن محطة فايكينغ كانت متاحة”.
وأضاف: “لو حدث تعطُّل مفاجئ وغير متوقع، أو كانت فايكنغ غير موضوعة في الخدمة، لكانت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني “نيسو” مضطرة إلى فرض “التحكم في الطلب”، ما يعني انقطاع التيار الكهربائي.
وأشار إلى أنه خلال يوم الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني الجاري، وليس خلال مدة ذروة الطلب، تعطلت محطتان كبيرتان لتوليد الكهرباء تعملان بالغاز، هما: لانغيج وبيترهيد.
ويبلغ إجمالي إنتاجهما 2 غيغاواط، ولو توقفتا عن العمل في الساعة 5.30 مساءً، لكان من المؤكد أن انقطاع التيار الكهربائي كان ليحدث.
وأوضح ديفيد روز “لو كانت هناك حاجة إلى قطع التيار الكهربائي، فربما كان نطاقه محدودًا”.
وألمح أنه في حالة “نقص الكهرباء لمدة طويلة” -وهو أمر لا يمكن تصوُّره عندما تلتزم الحكومة ببناء شبكة تعتمد على الطاقة المتجددة في بريطانيا وعلى الحياد الكربوني- تقول شركة “نيسو”، إنه ستكون هناك “انقطاعات دورية” تؤثّر في جميع المناطق لضمان “التوزيع العادل” للمعاناة التي قد يسبّبها ذلك.
من ناحيتها، قالت مستشارة الطاقة الرائدة، كاثرين بورتر، إنه لو حدث انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي في الساعة 5.30 مساء، فمن المرجّح أن يموت الناس.
وأضافت أن إشارات المرور ومصابيح الشوارع كانت لتتوقف عن العمل، وكانت الإضاءة الوحيدة من واجهات المتاجر لتأتي من الشموع أو المصابيح التي تعمل بالبطاريات.
وأكدت أنه دون الكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة تنظيم الحرارة والمضخات، كانت أنظمة التدفئة المركزية التي تعمل بالغاز لتتوقف عن العمل، عند اشتداد تأثير الصقيع ليلًا.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن شركة “نيسو” لم تتوقع هذه الأزمة إلّا قبل وقت قصير من حدوثها.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة المتجددة في بريطانيا يهزمها “البرد”.. هل يوفر الغاز الكهرباء؟ (تقرير)
- الطاقة المتجددة في بريطانيا.. تأخير الربط بشبكة الكهرباء يعرقل خطط الحياد الكربوني (تقرير)
- انتقادات لدعم الطاقة المتجددة في بريطانيا.. “انتحار اقتصادي”
اقرأ أيضًا..
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في سوريا للمنازل والمصانع (خاص)
- وزير الطاقة الإماراتي: ملتزمون بدعم الأسواق العالمية بالنفط والمصادر النظيفة
- مسؤولة بريطانية تنسى شحن سيارتها الكهربائية.. ماذا حدث لها؟
المصادر..
إقرأ: الطاقة المتجددة في بريطانيا.. تغيرات الطقس لا تجعلها صديقًا وقت الضيق (تقرير) على منصة الطاقة