وقّعت شركة أدنوك للغاز الحامض، اليوم السبت 18 يناير/كانون الثاني 2025، اتفاقية إستراتيجية مع شركة إيميرج -المشروع المشترك بين شركتي، إي دي إف (EDF) ومصدر الإماراتية.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تهدف الاتفاقية، التي وُقعت خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، إلى استكشاف فرص استعمال الطاقة الشمسية لتزويد محطة الغاز في حقل شاه بالطاقة، في خطوة تمثل تحولًا كبيرًا نحو تعزيز الاستدامة وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة.
وتسعى أدنوك من خلال هذه الاتفاقية إلى تسريع تحقيق أهداف الحياد المناخي لدولة الإمارات بحلول عام 2050، معززةً بذلك موقعها بصفتها شركة رائدة في قطاع الطاقة على المستوى المحلي والدولي.
ويُعَد هذا المشروع خطوة محورية نحو خفض البصمة الكربونية ودعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة؛ بما يتماشى مع رؤية الإمارات الإستراتيجية للاستدامة.
وتُعد محطة الغاز في حقل شاه جزءًا من التزامات الشركة الإماراتية لتحقيق الكفاءة والاستدامة في عملياتها، وتمثل الاتفاقية مع “إيميرج” تجسيدًا واضحًا لهذه الرؤية، إذ تركز على استعمال الطاقة الشمسية بوصفها مصدرًا متجددًا ومستدامًا لتلبية احتياجات الطاقة لمحطة الغاز؛ ما يعزز من قدرة الحقل على تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي محليًا ودوليًا.
أدنوك للغاز الحامض
تعد أدنوك للغاز الحامض واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في تطوير حقول الغاز الحامض على مستوى العالم، وهي الشركة الوحيدة عالميًا التي تعالج يوميًا نحو 1.28 مليار قدم مكعبة من الغاز الحامض، والذي يحتوي على أكثر من 23% من غاز كبريتيد الهيدروجين.
ويعد حقل شاه، الذي تأسس في عام 2010 بالشراكة بين الشركة الإماراتية وشركة أوكسيدنتال بتروليوم، أحد أبرز مشروعاتها وأكثرها أهمية، إذ يضم أكبر منشآت لإنتاج الكبريت المحبب في العالم، مع قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 4.2 مليون طن من الكبريت، ما يمثل نحو 5% من إجمالي الإنتاج العالمي.
ويُستعمل الكبريت الناتج في إنتاج الأسمدة والمواد الكيميائية، وتُصدّر كميات كبيرة منه إلى الأسواق الخارجية، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي إطار الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية لمشروع شاه، رُكّبت، في عام 2018، منشأة جديدة لإعادة صهر الكبريت، تهدف إلى استرجاع الكبريت المفقود خلال عمليات النقل، في خطوة أسهمت في تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاج اليومي من الكبريت.
وتمثل أدنوك ركيزة أساسية في تحقيق أهداف الإمارات في مجال الطاقة، إذ توفر نحو 50% من احتياجات الدولة من الغاز الطبيعي، وتعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2030.
كما تسعى الشركة إلى تحقيق التكامل بين عملياتها التشغيلية لتعزيز الكفاءة والابتكار، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في السوق العالمية للغاز.
حقل شاه
يعد حقل شاه الإماراتي، الذي اكتُشف عام 1966، واحدًا من أكبر وأهم حقول الغاز الحامض في العالم، باحتياطيات تلامس 480 مليار متر مكعب من الغاز.
ويحتوي الحقل على نسبة عالية من كبريتيد الهيدروجين (23%)، ما يجعله مشروعًا فريدًا من نوعه، وتتولى أدنوك، بالشراكة مع شركة “أوكسيدنتال بتروليوم”، مسؤولية تطويره وإدارته.
ويتميز الحقل بمجمع الحصن لمعالجة الغاز الحامض، الذي افتتح عام 2016 بتكلفة 10 مليارات دولار، ويوفر 10% من إجمالي إنتاج الإمارات من الغاز الطبيعي، كما يسهم في تزويد أكثر من 200 ألف منزل بالمياه والكهرباء.
توسعة حقل شاه
تعمل الإمارات على زيادة السعة الإنتاجية لحقل شاه للغاز الحامض، إذ تسعى إلى رفع قدرة المعالجة إلى 1.45 مليار قدم مكعبة يوميًا بحلول 2023.
وتأتي هذه الجهود في إطار خطة أدنوك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول عام 2030، بما يواكب احتياجات الدولة المتزايدة للطاقة.
وفي هذا السياق، فازت شركة “سايبم” الإيطالية، عام 2021، بعقد بلغت قيمته 1.87 مليار درهم (510 ملايين دولار) لتنفيذ مشروع توسعة مصنع حقل شاه، ويتوقع أن يعزز المشروع من قدرة الحقل على تلبية الطلب المحلي والدولي على الغاز الطبيعي.
الخلاصة
تعكس الاتفاقية الأخيرة بين أدنوك وإيميرج التزام الإمارات بتبني حلول مبتكرة لتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة، مع التركيز على تحقيق الاستدامة البيئية.
وبالتزامن مع تطوير مشروع حقل شاه، تواصل الشركة الإماراتية دورها القيادي في تعزيز الاعتماد على الموارد المحلية وتحقيق التنمية المستدامة، ما يضعها في طليعة الشركات العالمية في مجال الطاقة، لتظل مثالاً يُحتذى به في الابتكار والاستدامة، مؤكدةً دورها المحوري في تحقيق مستقبل مشرق لدولة الإمارات في قطاع الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- ربط حقول أدنوك البحرية بشبكة الكهرباء في الإمارات.. أكبر مشروع من نوعه عالميًا
- أدنوك الإماراتية تنجح في تحويل الميثان إلى غرافين وهيدروجين
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط والغاز في سلطنة عمان يستحوذ على 79% من الاستثمار الأجنبي
- أجور ناقلات النفط ترتفع.. وإقبال على خامات الشرق الأوسط
- وادي الظهران.. نموذج سعودي يدعم الابتكار التقني
- طاقة الرياح البحرية في بريطانيا.. رؤية جديدة تجعلها “سيدة العالم” (تقرير)
المصادر..
إقرأ: أدنوك توقع اتفاقية لتزويد محطة غازية في حقل شاه بالطاقة الشمسية على منصة الطاقة
