إنتاج العراق من النفط ينخفض عن حصة أوبك+ في سبتمبر.. بغداد على خطى التحالف
تراجع إنتاج العراق من النفط خلال سبتمبر/أيلول الفائت إلى ما دون الحصة المقررة بوساطة تحالف أوبك+ التي يستهدف من خلالها تقليص الإنتاج وضبط الأسواق.
وينخفض إنتاج العراق من الخام -حاليًا- بواقع 60 ألف برميل عن حصته المحددة بوساطة أوبك+؛ ما يعكس رغبة بغداد في الامتثال لحصص التحالف، وسط تقلبات في أسعار النفط وتوقعات الطلب.
ولطالما واجهت حصص أوبك+، بعد تطبيق التخفيضات الرسمية والطوعية، معضلةً مع العراق وقازاخستان؛ لتجاوزهما الحصص الإنتاجية المقررة؛ ما يخالف اتجاه التحالف لخفض الإنتاج وضبط المعروض في السوق العالمية.
وأظهرت بيانات -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضمّنت رصدًا لتجاوزات الإنتاج خلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري (2024)- أن متوسط الإنتاج الزائد لبغداد قد تخطى 1.4 مليون برميل يوميًا، علمًا بأن حصة العراق الإنتاجية تُقدّر بقرابة 4 ملايين برميل يوميًا.
رغبة قوية
انخفض إنتاج العراق من النفط عن حصة أوبك+ في شهر سبتمبر/أيلول (2024)، في وقت تسعى فيه بغداد للامتثال لجهود التحالف الرامية إلى إحداث توازن في أسواق الخام العالمية عبر دعم الأسعار، وفق ما نشرته بلومبرغ.
وقال رئيس قسم أبحاث السوق في شركة تسويق النفط العراقية الحكومية “سومو” محمد النجار، إن إنتاج العراق من النفط قد تراجع بواقع 260 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 3.94 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (2024).
وأضاف النجار أن إنتاج العراق من النفط -حاليًا- يقل بواقع 60 ألف برميل عن حصته المحددة بوساطة أوبك+، مشيرًا إلى أن إنتاج النفط في منطقة كردستان العراق قد هوى بواقع 140 ألف برميل يوميًا، في حين هبط إنتاج الخام في جنوب البلاد بما يعادل 120 ألف برميل.
ويضغط تحالف أوبك+ على بعض الدول الأعضاء، أمثال قازاخستان وروسيا، لتنفيذ جولات خفض إنتاج كاملة، تعهدت بها في بداية العام الحالي (2024)، وتنفيذ تخفيضات إضافية تعويضًا عن الزيادة في الإنتاج.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط خلال أكتوبر/تشرين الأول الحالي، على خلفية مخاوف من تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، تظل أسعار العقود الآجلة أقل بنسبة 10% عن مستوياتها المرتفعة المسجلة في يوليو/تموز (2024)؛ إذ يهدّد تباطؤ نمو الطلب وتزايد الإمدادات الأميركية بإحداث تخمة في المعروض.
خام برنت
حام مزيج خام برنت القياسي بالقرب من 79 دولارًا للبرميل في جلسة تعاملات الـ10 من أكتوبر/تشرين الأول الحالي؛ ما يُعدّ مستوى منخفضًا بالنسبة إلى بعض الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”، لتغطية الإنفاق الحكومي.
وقال رئيس قسم أبحاث السوق في شركة تسويق النفط العراقية الحكومية “سومو”، محمد النجار، إن إنتاج العراق من النفط في الحقول الحكومية الواقعة في محافظة البصرة مجتمعة، بما في ذلك حقل مجنون، قد انخفض بمعدل 100 ألف برميل يوميًا، بدءًا من 27 أغسطس/آب الماضي، بالإضافة إلى خفض قدره 20 ألف برميل يوميًا في حقل الناصرية.
وخلال الأسبوع الماضي قال وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي، محمد صالح، إنهم قد خفّضوا إنتاج الخام في الإقليم بنسبة 50% ليصل إلى 140 ألف برميل يوميًا في بداية شهر سبتمبر/أيلول (2024)، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي أرقام شركة سومو لشهر سبتمبر/أيلول (2024) أقل من التقديرات التي جمعتها بلومبرغ، والتي تتضمّن بيانات من شركتي أبحاث السوق ريستاد إنرجي وتحليل البيانات كبلر، وتضع إنتاج العراق من النفط عند 4.25 مليون برميل يوميًا خلال سبتمبر/أيلول الحالي.
وستنشر الأمانة العامة لمنظمة أوبك، ومقرها العاصمة النمساوية فيينا، تقديراتها الخاصة خلال الأسبوع المقبل، التي جمعتها من 7 مصادر خارجية أو ثانوية، بما في ذلك أرقام من منصة ستاندرد آند بورز غلوبال التي قيمت إنتاج العراق من النفط عند 4.2 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول الفائت.
ويستعمل أوبك+ متوسط البيانات من المصادر الـ7 لقياس مدى مطابقة إنتاج الخام العراقي مع الحصص المقررة بوساطة التحالف.
ويوضّح الجدول أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توزيع حصص أوبك+ حتى ديسمبر/كانون الأول 2025:
تخفيضات متأخرة
تُعد التخفيضات المتأخرة التي قررها العراق جزءًا من سلسلة من التخفيضات الطوعية التي ينفذها أوبك+ الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا منذ أواخر عام 2022، في محاولة لتجنّب الفائض في المعروض ودعم أسعار النفط الخام.
ويسعى أوبك+ -الآن- إلى استعادة قرابة 2.2 مليون برميل يوميًا من الإنتاج المتوقف تدريجيًا، غير أنه اضطر إلى تأخير استئناف الإنتاج نظرًا إلى معنويات السوق التي ما تزال هشة.
وينوي أوبك+ تطبيق أول زيادة شهرية في إنتاج الخام في ديسمبر/كانون الأول (2024)، وما يزال أمامه أسابيع عدة لتقييم خُططه.
ووفق شركة آر بي سي كابيتال (RBC Capital)، قد تسرّع السعودية وتيرة استئناف الإنتاج المقرر إذا لم ينفذ الأعضاء الآخرون في تحالف أوبك+ التخفيضات التي تعهدوا بها، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُشير الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إلى مستويات إنتاج دول التحالف المتبنية للخفض الطوعي حتى نهاية العام المقبل (2025):
تخفيضات أوبك+
تنقسم تخفيضات أوبك+ إلى 3 أنواع؛ يشمل النوع الأول جميع الدول الأعضاء بنحو مليوني برميل يوميًا، بدأ تطبيقه من أكتوبر/تشرين الأول 2022 ويستمر حتى نهاية العام المقبل (2025)، وفق قرارات التحالف الصادرة في يونيو/حزيران الماضي.
والنوع الثاني هو تخفيض طوعي تعهدت به دول أعضاء في التحالف، يدور في نطاق 1.65 مليون برميل يوميًا، بدأ في مايو/أيار العام الماضي، ومن المقرر أن ينتهي تزامنًا مع الخفض الإلزامي نهاية عام 2025، بعدما مددت هذه الدول العمل به.
أما النوع الثالث فيشمل خفضًا طوعيًا إضافيًا أقرته بعض الدول منذ مطلع العام الجاري بواقع 2.2 مليون برميل يوميًا، يسري العمل به حتى نهاية الربع الثالث من العام (في سبتمبر/أيلول)، ومن أكتوبر/تشرين الأول يبدأ الضخ التدريجي للكميات لمدة عام.
موضوعات متعلقة..
- العراق يتعهد لأوبك+ بتعويض 1.4 مليون برميل نفط زيادة إنتاجية
- لماذا لا يلتزم العراق بتخفيضات أوبك+؟ شحنات مهربة تكشف السر
- خطة لزيادة إنتاج النفط القازاخستاني بحلول عام 2028
اقرأ أيضًا..
- واردات آسيا من النفط الخام عند ذروة 8 شهور في يناير 2024
- 6 خبراء يكشفون لـ”الطاقة” دوافع أرامكو السعودية لوقف زيادة الإنتاج
- إنتاج ليبيا من النفط يترقّب طفرة.. والسوق العالمية تتنفس الصعداء
إقرأ: إنتاج العراق من النفط ينخفض عن حصة أوبك+ في سبتمبر.. بغداد على خطى التحالف على منصة الطاقة