السفن العاملة بالغاز المسال قد تشكل 6% من أسطول الشحن البحري (دراسة)
يتسارع الطلب على استعمال السفن العاملة بالغاز المسال في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت تشكّل حصة لا بأس بها من أسطول النقل البحري العالمي؛ رغبةً من الشركات في خفض بصمتها الكربونية وتقليل تكاليف الوقود وزيادة الربح.
لكن استعمال الغاز الطبيعي المسال وقودًا للسفن ما زال بحاجة إلى معدّات متخصصة وتدريب، مع إمكان إطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي.
وبحسب بيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تستحوذ انبعاثات غازات الدفيئة من أنشطة الشحن البحري على نصيب الأسد في قطاع نقل البضائع عمومًا، إذ تُنقَل 90% من البضائع عالميًا بحرًا.
ويَنتُج عن استعمال الغاز الطبيعي المسال بصفته وقودًا للسفن، خفض انبعاثات الكبريت بنسبة تتراوح بين 99% و100%، والحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين بنسبة تقارب 25% و90% على الترتيب.
تحوّل كبير
تشهد صناعة النقل البحري تحولًا كبيرًا نحو استعمال وقود الغاز الطبيعي المسال؛ إذ باتت السفن العاملة بالغاز المسال تشكّل -الآن- أكثر من 2% من أسطول الشحن العالمي، وفق دراسة بحثية حديثة صادرة عن اتحاد سي إي إيه- إل إن جي (SEA-LNG) الصناعي متعدد القطاعات.
ويُتوقع أن ترتفع تلك النسبة إلى 4% من حيث عدد السفن العاملة بالغاز المسال، أو إلى 6% من حيث وزن الحمولة الميتة دي دبليو تي (DWT)، عند النظر إلى دفاتر الطلبات الحالية.
ويُقصَد بالحمولة الميتة وزن المواد والمعدات والمكونات الثابتة على مرّ الزمن.
وتتسارع وتيرة النمو في السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال، مسجلةً ارتفاعًا من 21 سفينة فقط في عام 2020، لتصل إلى 590 سفينة عاملة عالميًا في الوقت الراهن.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد السفن العاملة بالغاز المسال بواقع 1.154 وحدة بحلول نهاية عام 2028، وذلك مع دخول 564 سفينة إضافية إلى الخدمة في الأسطول العالمي.
وعند تضمين ناقلات الغاز الطبيعي المسال، فإن ما يزيد على 2000 من أكبر 60 ألف سفينة في العالم، يعمل -حاليًا- بالغاز الطبيعي المسال.
مسار وقود واقعي
قال رئيس اتحاد “سي إي إيه-إل إن جي إن” بيتر كيللر: “الغاز الطبيعي المسال هو مسار الوقود البديل الواقعي والعملي الوحيد المتاح -الآن- حتى بالنسبة لملّاك السفن الذين ربما يبحثون عن مسارات أخرى مماثلة”.
وأضاف كيللر أن مسار الغاز المسال الذي يشتمل على استعمال الميثان الحيوي المسال، وأخيرًا الميثان الاصطناعي القائم على الهيدروجين، “يتيح -حاليًا- الخيار المجدي الوحيد لتحقيق التقدم حتى عام 2050، بدءًا بإزالة الكربون”.
إلى جانب ذلك، يُتوقع أن يؤدي استعمال الميثان الحيوي المسال وقودًا بحريًا إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 80%، مقارنة بالديزل البحري، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعند إنتاجه من عملية الهضم اللاهوائي للنفايات، مثل السماد، يُلتقَط الميثان الذي كان من الممكن إطلاقه في الغلاف الجوي؛ ما يؤدي إلى تقليل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 190% مقارنة بالديزل.
وتتعدّد المزايا البيئية المقترنة باستعمال الغاز الطبيعي المسال، مع انبعاثات شبه معدومة من أكاسيد الكبريت والجسيمات، وانخفاض انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 95%، إلى جانب تراجع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 23%.
انبعاثات الميثان
وفق اتحاد “سي إي إيه-إل إن جي”، فإنه من خلال استمرار الجهود التعاونية عبر سلسلة القيمة، يمكن القضاء على انطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي لجميع تقنيات المحركات خلال العقد المقبل.
كما تشكل محركات الديزل ثنائية الأشواط ما يقرب من 75% من دفتر طلبات السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال -الآن- وفقًا للائتلاف.
والمحرك ثنائي الأشواط أو محرك الشوطين هو محرك احتراق داخلي يعمل بشوطين اثنين للمكبس، وليس بالأشواط الـ4 المعتادة.
وقد نجحت هذه المحركات بالقضاء على عمليات إطلاق غاز الميثان في الغلاف الجوي، وبالنسبة لتقنيات المحركات منخفضة الضغط، حيث ما يزال تسرب الميثان في الغلاف الجوي يشكّل تحديًا، نجح المصنّعون في خفض مستويات هذا التسرب من المحركات منخفضة الضغط رباعية الأشواط بأكثر من 85% على مدى السنوات الـ25 الماضية.
سفن التزويد بالغاز المسال
دعمًا لهذا التحوّل، شهدت البنية التحتية للتزويد بوقود الغاز الطبيعي المسال نموًا كبيرًا، وأصبحت سفن التزويد بوقود الغاز الطبيعي المسال متاحة -الآن- في 185 ميناء، ومن المتوقّع أن تضاف إليها 50 سفينة أخرى العام المقبل (2025).
ونما أسطول سفن التزويد بالوقود من سفينة واحدة في عام 2010 إلى 60 سفينة عاملة -حاليًا-، مع وجود 13 سفينة أخرى قيد الطلب.
وتُظهِر البيانات الحديثة الصادرة عن منصة إيه إف آي (AFI) التابعة لجمعية دي إن في (DNV) الدولية المعتمدة للتصنيف -ومقرّها الرئيس في مدينة هوفيك النرويجية- استمرار الزخم في دفتر الطلبات الخاص بالوقود البديل.
ففي سبتمبر/أيلول (2024) قُدِّم 17 طلبًا جديدًا بشأن السفن التي تعمل بالوقود البديل، وكان الغاز الطبيعي المسال يمثّل 9 من تلك الطلبات، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويأتي هذا الرقم في أعقاب أداء قوي في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب (2024)، حيث كان الغاز المسال الوقود الرئيس المفضل.
وقال مدير عمليات إزالة الكربون العالمية في شركة دي إن في للنقل البحري ياسون ستيفانتوس: إن “الغاز الطبيعي المسال هو القصة الرئيسة منذ الصيف؛ إذ يمثّل نحو 60% من جميع الطلبات الجديدة بشأن الوقود البديل خلال الربع الثالث من هذا العام، ويُعزى هذا إلى الزيادة القوية في قطاع الحاويات”.
ومع استمرار الصناعة البحرية في البحث عن طرق لتقليل آثارها البيئية، فإن النمو في السفن العاملة بالغاز الطبيعي المسال والبنية التحتية الداعمة ذات الصلة يجعل الوقود منخفض الكربون لاعبًا مهمًا في جهود إزالة الكربون البحري على المدى الطويل.
موضوعات متعلقة..
- الطلب على السفن العاملة بالغاز المسال يواصل الارتفاع في 2022
- الغاز الطبيعي المسال يدعم جهود إزالة الكربون لأكبر شركة رحلات بحرية في العالم
- ما السفن السياحية العاملة بالغاز المسال؟.. تقرير يجيب عن 5 تساؤلات
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تهدد إمدادات 5 دول
- حقل جبل علي للغاز.. 80 تريليون قدم مكعبة تدعم اكتفاء الإمارات ذاتيًا
- الهيدروجين الأخضر في مصر يتلقى دعمًا أوروبيًا بـ 33 مليون دولار
إقرأ: السفن العاملة بالغاز المسال قد تشكل 6% من أسطول الشحن البحري (دراسة) على منصة الطاقة