عالم الطاقة

شركة عالمية تجمد مشروعات الهيدروجين في إسبانيا

علّقت واحدة من شركات الطاقة العالمية أعمالها بمشروعات الهيدروجين في إسبانيا، في خطوة مفاجئة وصادمة لهذا القطاع الناشئ.

والشركة هي “ريبسول” الإسبانية، التي حذّرت مرارًا في وقت سابق من التشريعات التي تخنق بيئة الاستثمار في هذه المشروعات، وفق تصريحات لمسؤول في الشركة، اليوم الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتعطي خطوة تعليق عمل مشروعات الهيدروجين في إسبانيا من قِبل “ريبسول” إشارات سلبية في الدولة الأوروبية، التي تشهد نشاطًا كبيرًا في مجال الطاقة المتجددة بصورة عامة، حيث باتت تمثّل 50% من مزيج الطاقة في البلاد.

وتشهد مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في إسبانيا نشاطًا متزايدًا، مستفيدة من خطط تحول الطاقة على مستوى أوروبا، ومدفوعة بتطلعات مدريد لأن تصبح مركزًا إقليميًا لتصدير الوقود الأخضر.

وكان تقرير حديث لشركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، صادر في سبتمبر/أيلول 2024، قد توقّع ارتفاع قدرة التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إسبانيا إلى 5 غيغاواط بحلول عام 2030، بدعم من موارد الطاقة المتجددة الهائلة والظروف المناخية الملائمة لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح.

قدرة مشروعات الهيدروجين في إسبانيا المعلقة

تبلغ قدرة مشروعات الهيدروجين في إسبانيا، التي قررت ريبسول تعليق العمل فيها، 350 ميغاواط، وفق متحدث رسمي باسم الشركة لوكالة رويترز، اليوم الإثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وحذّرت الشركة في وقت سابق من عدم وضوح التشريعات المنظمة لنشاط إنتاج الهيدروجين في إسبانيا وكل نشاط الأعمال بصورة عامة.

ومن بين ما حذّرت منه: عدم وضوح التشريعات بشأن احتمال إعادة تصميم ضريبة الأرباح غير المتوقعة (المفاجئة) على شركات إنتاج الطاقة والمصارف، لتصبح دائمة، ما قد يؤثّر سلبًا باستثمارات تلك الصناعة الناشئة.

ومن بين المشروعات المُعلَّق نشاطها، محطة بقدرة 12 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، كان من المفترض أن تبدأ الإنتاج في نهاية العقد الحالي (2030).

كما تضم مشروعًا آخر ضخمًا بقدرة 100 ميغاواط في منطقة قرطاجنة، تبلغ استثماراته أكثر من 200 مليون يورو (217 مليون دولارًا أميركيًا).

وكانت ضريبة الأرباح غير المتوقعة من القرارات التي لاقت نقدًا واسع النطاق من قبل شركات النفط؛ شاملة ريبسول وسبسا وشركة المرافق “إنديسا”.

خلال العام الماضي (2023)، حذّرت جماعة ضغط تمثّل كبريات شركات النفط في إسبانيا، من أن تمديد ضريبة الأرباح غير المتوقعة يهدد استثمارات تحول الطاقة، التي تبلغ قيمتها 16.5 مليار يورو (17.82 مليار دولار أميركي).

اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا.

ورغم أن الهيدروجين الأخضر، الذي يعتمد إنتاجه على كهرباء الطاقة المتجددة، يُعدّ عنصرًا أساسيًا في أوروبا لتحقيق الحياد الكربوني الأوروبي بحلول 2050، فإن تكلفته ما تزال مرتفعة وغير تنافسية.

مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين في إسبانيا

خطوة ذات آثار سلبية

تُعدّ خطوة تعليق العمل بمشروعات الهيدروجين في إسبانيا، التابعة لشركة ريبسول، والتي كشفتها لأول مرة صحيفة “إلموندو”، بمثابة مؤشر سلبي، قد يكون لها آثار أوسع نطاقًا على الصناعة النشطة في مدريد.

ويأتي ذلك رغم برامج الدعم الحكومي السخي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في إسبانيا، وتدفّق التمويلات والاستثمارات، مثل قرار شركة النفط البريطانية بي بي، مؤخرًا، للمرحلة الأولى من مشروع الهيدروجين بمصفاة كاستليون بقدرة 25 ميغاواط.

وكانت إسبانيا قد رفعت مستهدفات خطّتها لزيادة قدرة التحليل الكهربائي المرتقبة بحلول عام 2030، لتصل إلى 11 غيغاواط، مقارنة بنحو 4 غيغاواط في الخطة السابقة، في يوليو/تموز الماضي، وفق تقرير طالعته وحدة أبحاث الطاقة.

وهذه أعلى قدرة مستهدفة بين دول الاتحاد الأوروبي، تليها ألمانيا بنحو 10 غيغاواط بحلول عام 2030، حسب شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي، التي ترى أن مدريد المرشحة الأولى لأن تصبح مشروعات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين فيها منخفضة التكلفة أكثر من أيّ منطقة أخرى في القارة العجوز.

وتواجه عمليات التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين مشكلات اقتصادية متعلقة بارتفاع تكاليف المحللات الكهربائية، المكون الرئيس في المحطات، إضافة إلى تكلفة الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: شركة عالمية تجمد مشروعات الهيدروجين في إسبانيا على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى