سياراتطاقةعاجل

تقنية ثورية لبطاريات السيارات الكهربائية.. تقطع مسافات أطول

 

من المتوقع أن تشهد بطاريات السيارات الكهربائية طفرة جديدة، في ظل السعي المستمر لتحسين أداء البطاريات وإطالة عمرها.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، كشفت شركة ديوغام الكورية الجنوبية (DEOGAM) تقنية بطاريه  ثورية يُمكن أن تعيد تشكيل مشهد توليد الكهرباء.

وتستعمل البطارية الجديدة من “ديوغام” تقنية “حصاد الطاقة”، وهي عملية تلتقط الطاقة المحيطة، وتحوّلها إلى كهرباء قابلة للاستعمال.

ومن ثم، تتمكن الأجهزة من توليد الكهرباء ذاتيًا من مصادر مثل الضوء أو الحرارة أو الحركة.

تقنية ثورية

بدأت شركة “ديوغام” الكورية الجنوبية، التي تقف وراء بطارية “حصاد الطاقة”، بالبحث عن طريقة أسرع لشحن الحافلات الكهربائية؛ وكان حلّها هو التقاط الطاقة التي تُفقد عادةً خلال السفر وإعادة استعمالها.

في جوهرها، تُعدّ بطارية “ديوغام” نظام إعادة تدوير للطاقة الكهربائية.

ووفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، تستعمل البطارية مواد متقدمة وهندسة ذكية لالتقاط الطاقة من محيطها، من خلال الخلايا الكهروضوئية والمولدات الحرارية الكهربائية والعناصر الكهروضغطية، على الرغم من أن بعض التفاصيل لم تُكشَف بعد.

وبالتعاون مع صناعة السيارات في البلاد، تختبر شركة “ديوغام” بطاريتها الجديدة في 500 سيارة أجرة من طراز هيونداي أيونيك 5 في جيجو بكوريا الجنوبية.

وفي حالة نجاحها، تخطط الشركة لتقديم هذه التقنية في السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي بحلول أبريل/نيسان المقبل، بحسب ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

استعمالات أخرى

تتمتع تقنية شركة “ديوغام” الكورية الجنوبية بإمكان إحداث ثورة في أكثر من مجرد السيارات الكهربائية ؛ إذ يبدو من المرجّح أن تحقق نجاحًا في تطبيقات بالأجهزة القابلة للارتداء والهواتف الذكية وأجهزة إنترنت الأشياء.

على سبيل المثال، يُمكنها تمكين الساعات الذكية وأجهزة تتبّع اللياقة البدنية من توليد الكهرباء من حرارة الجسم والحركة، وفي الهواتف الذكية يُمكن أن تعمل الشاشات بوصفها ألواحًا شمسية؛ ما يطيل عمر البطارية طوال اليوم.

وعلاوةً على ذلك، يُمكن أن تصبح أجهزة إنترنت الأشياء وأدوات المنزل الذكية مكتفية ذاتيًا؛ ما يقلل من الحاجة إلى استبدال البطاريات بشكل متكرر.

وأثبتت الشركة -بنجاح- نماذجها الأولية، وهي تركّز الآن على توسيع الإنتاج وإقامة شراكات مع مصنّعي الأجهزة.

ووفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تخطط “ديوغام” لدمج بطاريات حصاد الطاقة بالمنتجات الاستهلاكية في غضون العامين المقبلين.

بطاريات السيارات الكهربائية

تقنية بطاريات السيارات الكهربائية

إن إنجازات حصاد الطاقة، مثل إنجازات “ديوغام”، هي جزء من موجة أوسع من الإبداعات في تقنية بطاريات السيارات الكهربائية.

مؤخرًا، اكتشف باحثون نمساويون أنّ تتبُّع أيونات الليثيوم يمكن أن يفتح المجال لـ25% من الطاقة المخفية في بطاريات السيارات الكهربائية.

وسواء في سيارة كهربائية أو بطاريات تخزين الكهرباء، تُعرف بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم بأسعارها المعقولة وعمرها الطويل.

ومع ذلك، فإن كثافة الطاقة لديها أقل مقارنة ببطاريات النيكل والمنغنيز والكوبالت.

واكتشف الباحثون سبب تقديم بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم باستمرار طاقة أقل بنسبة 25% من المتوقع، وهو إنجاز يمكن أن يفتح المجال لطاقة مخفية كبيرة من خلال تتبُّع أيونات الليثيوم.

وفي الأساس، اكتشف الباحثون أن بعض أيونات الليثيوم ظلّ محاصرًا في الشبكة البلورية للكاثود، حتى عندما كانت البطارية مشحونة بالكامل، وهو ما يفسّر السعة المنخفضة.

ضعف الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية

في سياقٍ آخر، يواجه الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية انتكاسة كبرى، قد تستمر لعدّة سنوات، مع تراجع مبيعات هذه المركبات حول العالم، وضعف توقعات نموها في الأمد القريب.

ويتوقع تحليل حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- استمرار ضعف البطاريات الكهربائيه عالميًا لمدة 4 سنوات مقبلة على الأقل.

ويأتي خفض توقعات الطلب على بطاريات السيارات الكهربائية مدفوعًا بضعف الطلب في أسواق رئيسة، مثل ألمانيا والولايات المتحدة وإيطاليا.

وتواجه شركات صناعة البطاريات انتكاسة في نتائج أعمالها منذ مطلع عام 2024، مع إعلان أكبر الشركات الكورية المصنّعة -مثل إل جي إنرجي سوليوشنز (LG Energy Solutions)، وسامسونغ إس دي آي (Samsung SDI)- انخفاض الإيرادات والأرباح الفصلية.

كما أعلنت كاتل (CATL) الصينية (أكبر شركة مصنّعة للبطاريات عالميًا) أول انخفاض في أرباحها الفصلية في وقت سابق من هذا العام، بينما أخفق قسم البطاريات في شركة باناسونيك اليابانية (Panasonic) في تحقيق أهدافه -أيضًا-.

ويرجع السبب في ضعف نتائج شركات صناعة البطاريات إلى تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية؛ ما أدى إلى انخفاض أحجام مبيعات البطاريات أكثر من المتوقع، واضطرار الشركات للدخول في منافسات سعرية للدفاع عن حصتها السوقية، بحسب تحليل لشركة أبحاث الطاقة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

وما زالت سوق السيارات الكهربائية، أكبر مصدر للطلب على البطاريات، تليها سوق وحدات تخزين الكهرباء الثابتة، التي ازدهرت بصورة ملحوظة خلال العامين الماضيين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى