عالم الطاقة

استهلاك الكهرباء في الصين يقفز 8.5%.. والوقود الأحفوري يكتسب زخمًا

شهد استهلاك الكهرباء في الصين ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر سبتمبر/أيلول (2024)، حيث تأثر بعوامل تتجاوز مجرد النمو الاقتصادي.

فرغم التطور الحاصل في قطاع الطاقة المتجددة، وخاصة الاستثمارات الضخمة في طاقتي الشمس والرياح، ما يزال الاعتماد على الفحم والغاز يؤدي دورًا حاسمًا في تلبية الاحتياجات العاجلة من الكهرباء.

وبحسب بيانات اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، ارتفع استهلاك الكهرباء في الصين بنسبة 8.5% خلال سبتمبر/أيلول 2024، كما نما إجمالي توليد الكهرباء بنسبة 11%، مع تركيز البلاد على الفحم والغاز وطاقتي الشمس والرياح لتلبية احتياجاتها؛ نظرًا للتقلبات التي تشهدها الطاقة الكهرومائية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تشكّل الصين وحدها 34%، أو ما يعادل 9.88 ألف تيراواط/ساعة من حجم الطلب العالمي على الكهرباء (29.09 ألف تيراواط/ساعة) خلال العام الجاري.

وأشارت إلى أن استهلاك الكهرباء في الصين ارتفع على أساس سنوي بنسبة 6.5% خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري، مع توقعات ببقاء نسبة النمو دون تغيير للعام الحالي بأكمله، بعدما شهد ارتفاعًا بلغ 7% خلال 2023.

استهلاك الكهرباء في الصين خلال سبتمبر 2024

تشير بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف إلى أنه رغم التزام الصين بتعزيز الطاقة المتجددة، فإن تحديات موازنة مصادر توليد الكهرباء التقليدية، مثل الفحم، مع البدائل، ما تزال قائمة.

وخلال سبتمبر/أيلول، كان هناك تحول ملحوظ بمصادر استهلاك الكهرباء في الصين، حيث شهدت البلاد زيادة كبيرة في توليد الكهرباء بالفحم والغاز، بنسبة 8.8% و20.9% على التوالي.

وترجع هذه الزيادة الحادة إلى ارتفاع الطلب على الكهرباء والانخفاض الملحوظ بنسبة 13.2% في توليد الطاقة الكهرومائية بسبب الجفاف.

وكان نمو استهلاك الكهرباء في الصين ملموسًا في القطاع السكني، الذي شهد ارتفاعًا 27%، وهي قفزة كبيرة مقارنة بالزيادة المتواضعة في الاستهلاك الصناعي للكهرباء، بنحو 3.6%.

ويُعزى الارتفاع الملحوظ في استهلاك القطاع السكني -إلى حدّ كبير- لزيادة امتلاك وحدات تكييف الهواء واستعمالها، وليس العوامل المرتبطة بدرجات الحرارة.

محطة لتوليد الكهرباء
محطة لتوليد الكهرباء – الصورة من موقع آي إس بي آي

نمو الطاقة المتجددة

رغم الاعتماد على الفحم والغاز لتلبية ارتفاع استهلاك الكهرباء في الصين، واصلت البلاد توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.

وارتفع توليد الكهرباء من طاقة الرياح بنسبة 56.1%، وتبعتها الطاقة الشمسية بنسبة 49.5%، في حين شهدت الطاقة النووية زيادة متواضعة بلغت 2.2%، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي سبتمبر/أيلول، أضافت البلاد 20.6 غيغاواط من الطاقة الشمسية، ويمثّل ذلك زيادة بنسبة 31% مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق.

ومن يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، أضافت الصين ما مجموعه 161 غيغاواط من قدرة الطاقة الشمسية، بزيادة 25% عن المدة نفسها من العام الماضي.

كما شهدت قدرة توليد الكهرباء من طاقة الرياح ارتفاعًا ملموسًا، حيث أضافت البلاد 5.5 غيغاواط خلال سبتمبر/أيلول، بزيادة 14% على أساس سنوي، ليصل الإجمالي إلى 39.12 غيغاواط في 2024 حتى الآن.

بينما أضافت البلاد 1.9 غيغاواط من سعة الطاقة الكهرومائية في سبتمبر/أيلول، ليصل الإجمالي إلى 7.97 غيغاواط خلال الأشهر الـ9 الأولى من العام الجاري، بزيادة 1% فقط على أساس سنوي.

أمّا الطاقة النووية، فلم تضف البلاد أيّ سعة جديدة خلال سبتمبر/أيلول، ويظل الإجمالي لهذا العام دون تغيير عند 1.2 غيغاواط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، أضافت الصين 4.2 غيغاواط من قدرة الطاقة الحرارية في سبتمبر/أيلول الماضي، بانخفاض 37% على أساس سنوي.

محطة طاقة شمسية عائمة
محطة طاقة شمسية عائمة – الصورة من تشاينا ديلي

التفاوت بين المناطق

يبرز النمو السريع للطاقة المتجددة في الارتفاع الحادّ لقدرات الكهرباء المركبة عبر مختلف المقاطعات الصينية.

وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول، قادت تشينغهاي الطريق لتعزيز قدرات الكهرباء المركبة من الطاقة الكهرومائية، تلتها شينجيانغ وفوجيان، في حين ظهرت قوانغشي بصفتها المساهم الوحيد بمنشآت الطاقة النووية.

وفيما يتعلق بالطاقة الشمسية، تصدرت مقاطعة جيانغسو القائمة، تلتها شينجيانغ وقوانغدونغ، أمّا منغوليا الداخلية فقد هيمنت على منشآت طاقة الرياح، مع مساهمة ملحوظة من مقاطعتي جيانغسو وقانسو.

وبالنسبة لمنشآت الطاقة الحرارية، فقد كانت مقاطعة قوانغدونغ هي الرائدة، تلتها مقاطعات مثل منغوليا الداخلية وتشجيانغ وشانشي، ما يدل على الاختلافات المحلية في استثمارات الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: استهلاك الكهرباء في الصين يقفز 8.5%.. والوقود الأحفوري يكتسب زخمًا على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى