عالم الطاقة

نقص المعادن الأرضية النادرة يهدد مشروعات الطاقة النظيفة (تقرير)

يتطلّب نشر تقنيات الانبعاثات المنخفضة زيادة كبيرة في استخراج المعادن الأرضية النادرة وتكريرها؛ بهدف تلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والبطاريات بأنواعها.

وأفاد الجزء الأول من تقرير شركة الاستشارات وأبحاث الطاقة العالمية ماكينزي بأن قطاع التعدين يواجه نقصًا طويل الأمد في إمدادات المعادن الأرضية النادرة نتيجة لارتفاع الطلب على المواد الخام لتغذية محرك الطاقة النظيفة.

وأكد التقرير، الذي طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن). أن تحول الطاقة لا يزال في مراحله المبكرة، وسط تحقيق ما يقدر بنحو 10% فقط من النشر المطلوب لتقنيات الانبعاثات المنخفضة بحلول عام 2050 في معظم المناطق.

تجدر الإشارة إلى أن المعادن الأساسية تُعد ضرورية لإنتاج البطاريات وتوربينات الرياح والمحركات الكهربائية وأجهزة التحليل الكهربائي، وأنها عامل حيوي لإزالة الكربون عبر القطاعات المختلفة.

تصنيف المعادن الأرضية النادرة

صنّف تقرير شركة الاستشارات وأبحاث الطاقة العالمية ماكينزي للطاقة النظيفة المعادن الأرضية النادرة إلى 4 مجموعات تطبيقية لتحول الطاقة:

أولًا: معادن البطاريات، بما في ذلك الكوبالت والغرافيت والليثيوم والنيكل، تعمل على تشغيل السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الشبكة.

ثانيًا: المواد المغناطيسية الدائمة، التي تتألف من معادن أرضية نادرة، تمكن المحركات الكهربائية وتوربينات الرياح.

ثالثًا: معادن البنية التحتية؛ بما في ذلك النحاس والألومنيوم، تشكّل شبكات كهربائية.

رابعًا: المعادن المتخصصة، تدعم إنتاج الهيدروجين وتوليد الطاقة الشمسية.

وترى ماكينزي أن إمدادات المعادن الحالية تلبي ما بين 10 و35% من متطلبات عام 2050 المتوقعة، وفقًا لموقع ماينينغ ديجيتال (Mining Digital)، الذي يغطي أخبار التقنية والأتمتة والذكاء الاصطناعي والاستدامة وسلاسل التوريد والعمليات.

ويأتي هذا التقييم في إطار سيناريو الالتزامات المحققة للشركة الاستشارية، الذي يحاكي البلدان التي تفي بتعهداتها المناخية المعلنة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مجموعة من بطاريات الليثيوم أيون في بلدة لا جولا بولاية كاليفورنيا
مجموعة من بطاريات الليثيوم أيون في بلدة لا جولا بولاية كاليفورنيا – الصورة من وكالة فرانس برس

أزمة العرض

كشفت شركة ماكينزي عن أن الطلب على 7 معادن أرضية نادرة قد يتضاعف قبل عام 2030.

وتشمل هذه المعادن الليثيوم والكوبالت والنيكل والديسبروسيوم والتربيوم والنيوديميوم والبراسيوديميوم. كل منها يخدم وظائف محددة في تطبيقات الطاقة النظيفة.

وتتوقّع الشركة الاستشارية أن يزيد الطلب على النيكل بنسبة 100%، وقد تتوسع متطلبات الديسبروسيوم والتربيوم بنسبة 400%، ويواجه الطلب على الليثيوم زيادة محتملة بنسبة 700%.

وتضيف شركة ماكينزي أن التقنيات منخفضة الانبعاثات ستقود أكثر من 50% من الطلب على المعادن النادرة بحلول عام 2030.

وبالنسبة لليثيوم والمعادن الأرضية النادرة، يمكن أن تشكل التقنية النظيفة 90% من الطلب.

في المقابل، يكشف تقرير الشركة عن أن نمو الطلب الأقصى سيحدث قبل عام 2030؛ ويتماشى هذا التوقيت مع النشر السريع لتقنيات الطاقة النظيفة الجديدة في ظل سيناريوهات الحياد الكربوني، ويستمر نمو الطلب بعد عام 2030 بمعدلات منخفضة.

وتشير توقعات العرض من خلال منصة تحليلات صناعة التعدين التابعة لشركة ماكينزي ماينسبانز MineSpans إلى وجود عجز كبير.

وتتوقع المنصة وجود فجوات في العرض والطلب عبر العديد من المعادن بحلول عام 2030.

وقد ينخفض ​​إعرض الديسبروسيوم والتربيوم بنسبة 75% عن متطلبات الطلب.

من جهة ثانية، قد يفشل إنتاج الليثيوم في تحقيق أهداف الطلب بنسبة 40%؛ إذ تواجه 4 من المعادن الـ8 التي فُحِصَت عجزًا في العرض حتى مع تضمين المشروعات المعلنة.

إمدادات المعادن العالمية تؤثر في قطاع التعدين

تتوقّع وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة للحكومات بشأن سياسة الطاقة، اختلال التوازن بين العرض والطلب، وتشاركها لجنة تحولات الطاقة، التي تمثل قادة قطاع الطاقة، هذه المخاوف.

وتتوقّع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، التي تنسق تطوير الطاقة المتجددة العالمية، عجزًا مماثلًا.

ويُظهر تحليل ماكينزي أن الموارد المعدنية النادرة لا تزال كافية تحت الأرض، وتستمر احتياطيات النحاس والليثيوم والنيكل في التوسع من خلال الاستكشاف.

من جهتها، تحسب وكالة الطاقة الدولية الجداول الزمنية المتوسطة للمشروع بـ17 عامًا من الاكتشاف إلى الإنتاج.

وتتطلب تطويرات النحاس والنيكل من 13 إلى 19 عامًا، وتحقق مشروعات الليثيوم إنجازًا أسرع في 5 سنوات.

منجم الليثيوم غرين بوشز بولاية أستراليا الغربية
منجم الليثيوم غرين بوشز بولاية أستراليا الغربية – الصورة من شبكة تريليز

الطلب على المعادن النادرة يشهد نقصًا في مهارات التعدين

تسلّط معدلات الشواغر في القطاع الضوء على أزمة المهارات؛ إذ تضاعفت فرص العمل في التعدين الأسترالي منذ عام 2020.

وفي الوقت نفسه، انخفض عدد خريجي هندسة التعدين في أستراليا بنسبة 60% منذ عام 2014، وتراجعت عمليات إكمال هندسة التعدين في الولايات المتحدة بنسبة 40% منذ عام 2016.

وتطرح قدرة المعالجة تحديات إضافية، حيث يتوسع تكرير الكوبالت والليثيوم في غضون عامين حيث توجد الخبرة.

ويقول مؤلفو التقرير إن التركيز الجغرافي يؤثر في مرونة سلسلة التوريد؛ على سبيل المثال، تنتج جمهورية الكونغو الديمقراطية 75% من الكوبالت، في حين تعالج الصين 60% من جميع المعادن الأرضية النادرة.

اقرأ أيضًا..

إقرأ: نقص المعادن الأرضية النادرة يهدد مشروعات الطاقة النظيفة (تقرير) على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى