عالم الطاقة

بورصة شنغهاي للطاقة تلامس أكبر تعاملات على نفط 3 دول عربية

سجلت التعاملات على النفط داخل بورصة شنغهاي للطاقة (INE) في الصين صعودًا كبيرًا لحصّة إمدادات درجات الخام العربية.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تُعدّ البورصة الدولية منصة تداول للنفط والغاز الطبيعي وغاز النفط المسال، وبدأت عملياتها في 26 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016، وهي جزء من منطقة التجارة الحرة في شنغهاي.

وخلال فعاليات القمة الصينية الخليجية في (2022)، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ قادة دول الخليج العربي إلى الاستفادة من بورصة شنغهاي للطاقة لتسوية صفقات النفط والغاز بالعملة الصينية “اليوان”.

يأتي ذلك في وقت سجلت فيه العقود الآجلة تسليم شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2024) في بورصة شنغهاي ارتفاعًا بزيادة 3 دولارات عن خام برنت المرجعي.

وخلال تعاملات اليوم الثلاثاء (5 نوفمبر/تشرين الثاني)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير/كانون الثاني المقبل إلى 75.05 دولارًا للبرميل.

تعاملات بورصة شنغهاي للطاقة

من المتوقع أن تسلّم شركات تجارة بورصة شنغهاي للطاقة قرابة 5 ملايين برميل من النفط الخام من دول الشرق الأوسط خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري (2024).

وستستحوذ شركة فيتول (أكبر تاجر نفط مستقل في العالم) على معظم الإمدادات، إذ ستوفر نحو 3 ملايين برميل.

وتفصيليًا، ستأتي بـ840 ألف برميل من خام مربان الإماراتي، ومليوني برميل من خام البصرة المتوسط العراقي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

كما باعت مصفاة “شنغهونغ” التابعة للقطاع الخاص (Shenghong) قرابة مليون برميل من الخام البحري القطري، وشركة “تشنهوا أويل” الحكومية (Zhenhua Oil) مليون برميل من خام البصرة المتوسط.

مصفاة شنغهونغ
مصفاة شنغهونغ- الصورة من وكالة رويترز

يُشار هنا إلى أن بورصة شنغهاي للطاقة أضافت خام مربان إلى سلّتها لتسليمات العقود الآجلة بدءًا من يونيو/حزيران (2021)، التي تضم أيضًا خامات دبي وعُمان والبصرة الخفيف والبصرة الثقيل وزاكوم العلوي والبحري القطري، وفق منصة “إس آند بي غلوبال” (spglobal).

وفي مارس/آذار (2018)، أطلقت الصين عقودها الآجلة للنفط ببورصة شنغهاي للطاقة أمام تعاملات المستثمرين الأجانب؛ إذ تسعى لأن تكون أحد كبار محددي أسعار السلع الأولية في العالم.

فارق سعري

يشير مطّلعون على تعاملات بورصة شنغهاي للطاقة إلى أن تسليمات نوفمبر/تشرين الثاني من خامات الدول العربية أكبر من المعتاد، ومن المحتمل أن تكون هي الأكبر على الإطلاق خلال العام الجاري (2024).

وبعد خفوت حركة التجارة خلال معظم العام، أُبرمت بعض العقود خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول السابق (2024) عندما ارتفعت العقود الآجلة لبورصة شنغهاي للطاقة عن العقود الآجلة لخام برنت؛ حيث وصلت العلاوة إلى 3 دولارات.

وبدعم من تلك العلاوة، سنحت فرصة المراجحة أمام شركات تجارة النفط لتسليم النفط من الشرق الأوسط إلى بورصة شنغهاي للطاقة للاستفادة من ارتفاع الأسعار.

ويُقصد بالمراجحة (arbitrage) شراء أصل ما، ثم بيعه في سوق أخرى، بهدف الاستفادة من الفارق السعري المؤقت بينهما، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

مناورة نفطية

يقول تجّار، إن تسليمات نوفمبر/تشرين الثاني إلى بورصة شنغهاي خفضت حجم الإمدادات لدى شركات التجارة الوسيطة، بما يسمح لهم بإجراء مشتريات مستقبلية بأسعار منخفضة.

ومن المتوقع أن تغيّر الإمدادات القادمة من الشرق الأوسط ديناميكيات التداول في بورصة شنغهاي للطاقة، بالنظر إلى الزيادة الملحوظة في أسعار العقود الآجلة تسليم نوفمبر/تشرين الثاني عن خام برنت.

ومن شأن تلك التحركات الإستراتيجية أن تمنح شركات التجارة مثل فيتول ميزة تكتيكية، ما سيسمح لها بالاستفادة من التراجع المستقبلي في أسعار النفط، وفق تحليل لمنصة “فيمينايز” (finimize).

وإذ وصفَ وصول تلك الشحنات الضخمة إلى البورصة بـ”المناورة الإستراتيجية”، قال التقرير، إنها ستعود على شركات التجارة بالنفع في صورة استقرار للمخزون وحماية من تقلبات السوق.

وعمومًا، يؤكد الوضع تطور مشهد تجارة النفط العالمية، حيث تهدد التوترات الجيوسياسية والمرتبطة بالمناخ بتغيير دفة شحنات النفط وأسعاره، كما يعزز مكانة منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لسوق الطاقة الأسيوية وسط الشكوك العالمية.

كان مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، قد تطرَّق إلى علاقة بورصة شنغهاي للطاقة وتسعير النفط بالدولار في إحدى حلقات برنامجه “أنسيات الطاقة” المذاع عبر منصة “إكس” (تويتر).

وقال الدكتور أنس الحجي، إن النفط العالمي يُسعَّر بالدولار، وليس هناك أيّ تسعير آخر، مبيّنًا الفرق بين التسعير والحصول على إيرادات بيع النفط بعملة أخرى.

الدكتور أنس الحجي متحدثًا عن تغير المناخ

وتابع الحجي، “قد يقول بعضهم، إن هناك تسعيرًا باليوان في بورصة شنغهاي، وهذا الكلام صحيح، ولكن كل التحليلات الإحصائية التي عملت عليها تُبيّن أن ما يحصل في بورصة شنغهاي هو مرآة لما يحصل لتجارة النفط بالدولار في سوق دبي، مع فارق المسافة والنوعية”.

وبناءً على ذلك، لا يُعدّ ما تقوم بورصة شنغهاي تسعيرًا، لأن التسعير ما زال بالدولار، لأنها تحوّل قيمة الدولار إلى اليوان دون إحداث أيّ تغيير، إذ يجب أن تكون هناك فروقات في التسعير ليكون اليوان مستقلًا، ولكن ما يحدث أنهم يبدّلون عملة بعملة، في حين يكون التسعير العالمي بالدولار، ولا بديل عن ذلك، وفق الحجي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: بورصة شنغهاي للطاقة تلامس أكبر تعاملات على نفط 3 دول عربية على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى