عالم الطاقة

أول تعليق من الأردن بعد اكتشاف الغاز الضخم.. وهل يصدّر للخارج؟

صعد الإعلان عن احتمالية اكتشاف غاز ضخم في الأردن بحقل الريشة بسقف التوقعات وإمكان تحول المملكة إلى التصدير؛ إذ تشير دراسات غير نهائية إلى وجود احتياطيات تُقدَّر بنحو 10 تريليونات قدم مكعبة.

وتجري وزارة الطاقة والثروة المعدنية، وفقًا لبيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعمال استكشاف عن النفط والغاز في العديد من مناطق المملكة؛ منها حقل الريشة الغازي، المملوك لشركة البترول الوطنية.

وقالت الناطقة الإعلامية باسم وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية ليندا النعيمات، إنه من غير الممكن الحديث عن قدرات تصديرية في الوقت الحالي؛ إذ إن تطوير حقول الغاز يحتاج إلى مزيد من الوقت وسنوات من العمل.

وأضافت، في بيان صحفي، اليوم الجمعة، أن كميات الغاز المنتجة من حقل الريشة الغازي ربما تكون لسد جزء من الاحتياجات المحلية فقط، وتسهم في مزيج الطاقة الكلي.

وأسهم الغاز الطبيعي خلال العام الماضي بنسبة 61.1% من إجمالي إنتاج الكهرباء بالمملكة، متراجعًا من نحو 68% في 2022، وبلغت كميات الغاز المستهلكة في محطات الكهرباء خلال 2023 نحو 315 مليون قدم مكعبة يوميًا، بتراجع من 340 مليون قدم مكعبة يوميًا في 2022.

حقل الريشة في الأردن

أشارت النعيمات إلى أن كميات الغاز المكتشفة بحقل الريشة في الأردن تدعم قطاع الصناعة المحلي، في إطار دعم الصناعات المحلية التي بدأت وزارة الطاقة في تزويدها بالغاز، موضحة أن استعمال الغاز الطبيعي بالقطاع الصناعي يقلل التكاليف التشغيلية، ويدعم المنافسة بالأسواق الإقليمية والعالمية، والتوسع في فرص العمل.

وأطلقت الحكومة الأردنية، ممثلةً في وزارة الطاقة، مؤخرًا، برنامجًا وطنيًا لتوصيل الغاز الطبيعي إلى المدن الصناعية في كل التجمعات والمناطق بالمملكة، بدءًا من منطقة القويرة لتشمل مدن الروضة والموقر والمفرق والقسطل والهاشمية، وذلك من أجل خفض فاتورة الطاقة التي تُشكِّل عبئًا وتحديًا للعديد من القطاعات المختلفة.

وأكدت الناطقة الإعلامية لوزارة الطاقة ضرورة النظر لواقع قطاع الغاز في المملكة بشمولية وبنظرة إستراتيجية، والتعامل بعقلانية مع سقف التوقعات في هذا الشأن الاقتصادي الحساس؛ نظرًا إلى تدني تكلفة استعماله بنسبة 30% مقارنة بالوقود الثقيل، و55% مقارنة بغاز النفط المسال، و60% مقارنة بالديزل.

مقر وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية
مقر وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية – الصورة من وكالة “بترا”

يشكل الغاز المنتج من حقل الريشة واحدًا من 4 مصادر يعتمد عليها الأردن للتزود بالغاز الطبيعي؛ تشمل أيضًا الغاز الطبيعي المصري عبر الأنابيب، وغاز الشمال عبر الأنابيب، والغاز الطبيعي المسال من باخرة الغاز المسال العائمة في العقبة.

حقل الريشة الغازي هو حقل طبيعي يقع شمال شرق الأردن على بُعد 370 كيلومترًا من العاصمة عمّان، اكتُشِف عام 1985، وبدأ الإنتاج عام 1989، وتشغّله حاليًا شركة البترول الوطنية بموجب اتفاقية امتياز مع الحكومة.

إنتاج حقل الريشة

يُعَد حقل الريشة في الأردن الحقل الوحيد المنتج في المملكة، ويُعوّل عليه كثيرًا في تأمين جزء كبير من الاحتياجات المحلية، بالتزامن مع زيادة أسعار الطاقة عالميًا.

وفي العام الماضي (2023)، بلغ معدل إنتاج حقل الريشة نحو 40 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا، وتخطط المملكة لتطوير احتياطيات الحقل من خلال حفر 18 بئرًا جديدة على مدار العامين المقبلين.

وينفّذ الأردن برنامجًا لحفر 8 آبار خلال عام 2024؛ منها 4 بوساطة الشركة الكويتية للحفر، و4 بوساطة شركة البترول الوطنية، وحفر 10 آبار أخرى خلال عام 2025؛ منها 6 بوساطة الشركة الكويتية للحفر، و4 بوساطة شركة البترول الوطنية.

وتعمل شركة البترول الوطنية على رفع قدرتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي من حقل الريشة الغازي إلى 200 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال المدة من 2024 إلى 2030، من أجل نقل الغاز إلى وسط البلاد، وزيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي، ورفع إسهام مصادر الطاقة المحلية في مزيج الطاقة الكلي.

فرص تصدير الغاز

جاء الحديث عن فرص تصدير الغاز من حقل الريشة، بعد أن كشف بيان رسمي صادر من وزارة الطاقة والثروة المعدنية عن محادثات بين الأردن ومصر لتوصيل حقل الريشة بخط الغاز العربي، من خلال خط طوله 300 كيلومتر، وهي خطوة قد تدعم التصدير من الحقل في الاتجاه العكسي إلى مصر، في حال تأكيد أحجام اكتشافات الغاز.

وحتى يمكن استعمال الغاز المستخرج من حقل الريشة تجاريًا، هناك حاجة إلى إنشاء أنبوب لنقله من الحقل إلى العاصمة عمّان أو الزرقاء، بالإضافة إلى ربطه بخطّ الغاز العربي.

حقل الريشة الغازي
حقل الريشة الغازي – أرشيفية

ومؤخرًا، وقّعت شركة غاز مصر مع شركة تطوير العقبة اتفاقية لتنفيذ مشروع تزويد مدينة القويرة الصناعية في العقبة بالغاز الطبيعي، تضمّنت إنشاء شبكة أنابيب الغاز الطبيعي والبنى التحتية اللازمة ومبنى للتحكم والتشغيل وأنظمة سلامة عامة، وفقًا لأعلى المعايير المُنظِّمة لقطاع الغاز.

وعلى هامش “أدبيك 2024″، بحث وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، الأربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي، موضوع خط الغاز العربي ومستقبل الغاز في المملكة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: أول تعليق من الأردن بعد اكتشاف الغاز الضخم.. وهل يصدّر للخارج؟ على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى