عالم الطاقة

مسؤول: واردات الهند من النفط الروسي تنقذ أسعار الخام العالمية

دافع مسؤول كبير عن واردات الهند من النفط الروسي كونها حالت دون ارتفاع أسعار النفط وحققت معادلة صعبة داخليًا.

ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، تعد الهند ثالث أكبر مستهلك ومستورد للنفط الخام في العالم، وتعتمد على الواردات لتلبية أكثر من 85% من الطلب المحلي.

كما أن الدولة الآسيوية أكبر الدول المستوردة للنفط الروسي المنقول بحرًا، وفي سبتمبر/أيلول المنصرم (2024)، استوردت من موسكو ما إجماليه 1.9 مليون برميل يوميًا.

واستغلت الهند صاحبة أكبر تعداد سكاني في العالم فرصة الخصومات التي قدمتها موسكو بعد العقوبات الغربية بسبب حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط (2022)، وهو ما ساعد في توفير 10.5 مليار دولار على الأقل حتى مايو/أيار (2024).

أسعار النفط

مجددًا، أكد وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري، أن أسعار النفط هي من يحدد الدولة التي تشتري منها بلاده، وذلك في إشارة إلى روسيا، كما قال إنه لولا واردات الهند من النفط الروسي لارتفعت الأسعار إلى أقصى حد، بحسب تدوينة نشرها على حسابه الرسمي في منصة إكس (تويتر سابقًا).

وفي 18 سبتمبر/أيلول من العام الماضي (2024)، قال الوزير إن بلاده ستشتري من الشركات غير الخاضعة للعقوبات والمسموح لها بالتصدير ما دامت أسعارها رخيصة، مشيرًا إلى أن بلاده ليست الوحيدة التي تستورد النفط الروسي؛ فهناك اليابان ودول أوروبية أيضًا.

وفي السياق نفسه، قال ممثل وزارة النفط أمام البرلمان خلال ديسمبر/كانون الأول (2023) إن أسعار النفط كانت سترتفع، وتُصيب الفوضى السوق العالمية لو لم ترفع الهند حجم وارداتها من النفط الروسي في أعقاب الحرب، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وزير النفط الهندي سينغ بوري
وزير النفط الهندي سينغ بوري – الصورة من منصة أبستريم أونلاين

وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، كان النفط الروسي يشكّل نحو 2% فقط من إجمالي واردات الهند بسبب ارتفاع تكاليف الشحن مقارنة بنظيره القادم من العراق والسعودية.

إلّا أن الخصومات التي قدمتها موسكو أغرت نيودلهي بشراء المزيد رغم عدم قدرة مصافيها سابقًا على تكرير درجاته، ثم تحولت إلى بيع المشتقات النفطية عالميًا.

وبفضل واردات الهند من النفط الروسي، تمكّنت المصافي المحلية من توفير ما لا يقل عن 10.5 مليار دولار على مدار المدة بين أبريل/نيسان (2022) ومايو/أيار (2024).

وقال وزير النفط سينغ بوري: “ما لا يبدو أن كثيرين حول العالم يدركونه هو أن أسعار النفط العالمية كانت سترتفع إلى حد كبير إذا لم تشترِ الهند النفط من روسيا”.

كما يرى أن الشراء من روسيا يحل معادلة التوافر والاستدامة وانخفاض التكاليف؛ وهي معضلة عسيرة تكافح الكثير من الدول لحلها.

وفي الوقت الذي تعاني فيه دول عديدة شح إمدادات وارتفاع الأسعار، تمكّنت الهند من تلبية احتياجات 1.4 مليار نسمة دون تحميل الأعباء لمواطنيها، وهو إنجاز بفضل القيادة القوية والإستراتيجية لرئيس الحكومة ناريندرا مودي، بحسب بوري.

وإذ لفت إلى أن الشركات الهندية ستشتري النفط من أي مكان يعرض الشحنات بأفضل الأسعار، قال إنه من حق الشعب على الحكومة.

ويعيد ذلك إلى الأذهان قول وزير الشؤون الخارجية سوبرامانيام جايشانكار في أغسطس/آب (2022) عندما قال إنه من واجب الحكومة الأخلاقي توفير نفط أرخص لمواطنيها”، واصفًا النفط الروسي بكونه الصفقة الأفضل.

واردات الهند من النفط الروسي

حلّت روسيا في المركز الأول على قائمة كبار موردي النفط إلى الهند في شهر سبتمبر/أيلول المنصرم (2024)، لتشكّل نحو خُمسي الواردات الإجمالية، بحسب آخر البيانات الرسمية.

ومن بين إجمالي 4.7 مليون برميل يوميًا هي قيمة واردات الهند من النفط في الشهر التاسع، ارتفع حجم الشحنات الروسية بنسبة 11.7% إلى 1.9 مليون برميل يوميًا، وفق تقرير منفصل لوكالة رويترز الذي رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

صهريج وأنابيب نفط تابعة لشركة إنديان أويل
صهريج وأنابيب نفط تابعة لشركة إنديان أويل – الصورة من موقعها الإلكتروني

كما يرتفع حجم واردات الهند من النفط الروسي خلال المدة بين أبريل/نيسان (بداية العام المالي الهندي) حتى سبتمبر/أيلول بنسبة 9.1% إلى 1.9 مليون برميل يوميًا.

وعمومًا، ترتفع واردات الهند من النفط في سبتمبر/أيلول بنسبة 8.5% على أساس سنوي، كما أنها تزيد على الواردات في أغسطس/آب السابق له.

وتفصيليًا، شكّلت الواردات من كومنولث الدول المستقلة التي تضم روسيا وقازاخستان وأذربيجان 43% من إجمالي الواردات بزيادة 38.5% عن الشهر الثامن.

وكانت حصة روسيا في واردات الشهر التاسع ضعف العراق التي سجّلت 867 ألف برميل يوميًا وجاءت في المركز الثاني على قائمة كبار الموردين.

النفط العراقي

كشفت شركة هندوستان بتروليوم التابعة للحكومة (Hindustan Petroleum) عن تطلعها لزيادة واردات النفط العراقي إلى 100 ألف برميل يوميًا خلال العام المقبل (2025).

وبزيادة قدرها 43% على أساس سنوي، يتجاوز الرقم 70 ألف برميل تستوردها الشركة من العراق خلال العام الجاري بموجب اتفاق سنوي.

يأتي ذلك خلال وقت تسعى فيه الشركة إلى توسعة مصفاة فيزاج إلى 300 ألف برميل يوميًا وتشغيل مرافق لمعالجة المخلفات، كما ستبدأ تشغيل مصفاة بارمر بقدرة 180 ألف برميل يوميًا بنهاية ديسمبر/كانون الأول أو مطلع العام المقبل، وتدير أيضًا مصفاة مومباي بقدرة 190 ألف برميل يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إقرأ: مسؤول: واردات الهند من النفط الروسي تنقذ أسعار الخام العالمية على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى