عالم الطاقة

مصافي النفط في الشرق الأوسط تتنافس في 2025 بقيادة دولتين

تستعد مصافي النفط في الشرق الأوسط لمنافسة شرسة في عام 2025، مع إضافة قدرات إنتاجية جديدة مرتقبة، وفق تحديثات قطاع التكرير لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ومن المتوقع أن تسجل عمليات تشغيل مصافي النفط بالشرق الأوسط أعلى مستوياتها على الإطلاق، إذ قد يحصل الشرق الأوسط على الأفضلية نتيجة إغلاق المصافي خارج المنطقة.

ويمتلك الشرق الأوسط مصفاة الزور التي تبلغ طاقتها 615 ألف برميل يوميًا في الكويت، ومصفاة الدقم بطاقة 230 ألف برميل يوميًا في سلطنة عُمان، ومصفاة كربلاء العراقية التي تبلغ طاقتها 140 ألف برميل يوميًا.

ومن المقرر أن يبدأ توسُّع مصفاة بابكو في البحرين إلى القدرة الإنتاجية 380 ألف برميل يوميًا من 267 ألف برميل يوميًا، قبل التشغيل في الأشهر الـ3 الأولى من عام 2025.

هوامش التكرير في 2025

أوضح كبير محللي النفط في الشرق الأوسط لدى إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس (S&P Global Commodity Insights)، دونغ وانغ، أن الجانب الإيجابي لهوامش التكرير في عام 2025 هو احتمال تأخير المشروعات، كما يتضح من مصفاة دانغوتي النيجيرية ومصفاة أولميكا المكسيكية.

وقال: “تشير التحديات التي تواجه مصفاتي دانغوتي وأولميكا إلى مخاطر محتملة، ما يشير إلى أن إضافات الطاقة هذه قد تستغرق وقتًا أطول حتى تكتمل، وهو ما قد يوفر بدوره الدعم لهوامش التكرير”.

وفي الوقت نفسه، من المرجّح أن يبدأ تشغيل مصفاة أولميكا المكسيكية التي تبلغ طاقتها 340 ألف برميل يوميًا في الربع الثاني من عام 2025، “مع زيادة تدريجية على مدى مدة طويلة”، وفقًا لمحللي كوموديتي إنسايتس في تقرير صدرَ مؤخرًا.

وقال المحللون، إن مصفاة دانغوتي النيجيرية التي تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا تعمل بنحو 50% من طاقتها منذ بدء تشغيل وحدة الخام في الربع الأول من عام 2024، ولا يُتوقع التشغيل التجاري الكامل حتى النصف الأول من 2025.

وأشاروا إلى أن مصفاة الزور الكويتية التي تبلغ طاقتها 615 ألف برميل يوميًا تعمل بنحو 75% من طاقتها بسبب “تخصيصات الخام المحدودة” من شركتها الأم، مؤسسة البترول الكويتية.

مصافي النفط في الشرق الأوسط

وفق المعلومات لدى منصة الطاقة، بشأن مصافي النفط في الشرق الأوسط، من المتوقع أن يؤثّر توسُّع مصفاة بابكو بصادرات المنتجات المكررة في البلاد بحلول الربع الثالث من العام، عندما يُتوقع ارتفاع إنتاجها من الديزل الأحمر/الديزل بنسبة 20% عن العام السابق.

ويتوقع محلل قطاع التكرير في الشرق الأوسط لدى شركة الاستشارات إف جي إي (FGE) بالاش جين، أن تعمل مصفاة الدقم العمانية بنحو 10% فوق طاقتها الاسمية بحلول أواخر عام 2025.

كما من المقرر أن تستكمل مصفاة سيراف الإيرانية تشغيل توسعة وحدة تكسير المكثفات التي تبلغ طاقتها 60 ألف برميل يوميًا في النصف الثاني من العام، وفقًا لما ذكره جين.

وقال المحلل دونغ وانغ، إنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فمن المتوقع أن تكون هوامش التكرير في عام 2025 أضعف مما كانت عليه في عام 2024، بسبب “توازن العرض والطلب الضعيف”.

وأضاف أن إضافة مصافٍ جديدة من المتوقع أن تزيد من إجمالي عمليات تشغيل مصافي النفط في الشرق الأوسط بمقدار 300 ألف برميل يوميًا في عام 2025، لتصل إلى متوسط قياسي يبلغ 9.7 مليون برميل يوميًا.

مصافي النفط في الشرق الأوسط

صادرات المنتجات النفطية

بشأن صادرات المنتجات النفطية، صعدت الولايات المتحدة في التصنيف، حيث وصلت إلى واحدة من أكبر 4 وجهات لصادرات زيت الوقود في الشرق الأوسط حتى الآن هذا العام، مقارنةً بما يقرب من لا شيء في عام 2021، في حين تظل الإمارات أكبر وجهة في المنطقة لصادرات زيت الوقود.

ووفقًا لبيانات إس آند بي غلوبال كوموديتيز آت سي (S&P Global Commodities at Sea)، أصبحت الإمارات في طريقها لتصبح أكبر وجهة للمنتجات النفطية المكررة الأخرى في عام 2024، بعد أن حلّت محلّ كوريا الجنوبية العام الماضي (2023).

وشدد المحلل بالاش جين على أن إغلاق المصافي من خارج المنطقة قد يتطلب إمدادات جديدة من الشرق الأوسط.

وقال: “ما يزال البرميل الهامشي بحاجة إلى القدوم من شرق السويس العام المقبل، أكثر من العام الجاري، بسبب إغلاق المزيد من المصافي”.

وأضاف أنه مع خفض الإعفاء الضريبي على صادرات المنتجات النفطية المكررة في الصين العام المقبل (2025)، فقد يحدّ ذلك من الإمدادات المكررة من الصين.

وقال: “هناك بعض المجال لمصافي شرق آسيا والهند للاحتفاظ ببضعة براميل أخرى في الشرق، ما يسمح لمصافي الشرق الأوسط بزيادة الصادرات إلى أوروبا العام المقبل”.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يظل الشرق الأوسط “مصدرًا رئيسًا” لوقود الطائرات/الكيروسين للأسواق العالمية في العام المقبل.

أزمات مصافي النفط في الشرق الأوسط

يأتي هذا في ظل بعض الأزمات التي تواجهها مصافي النفط في الشرق الأوسط؛ إذ وقع حريق مروع بمصفاة الزاوية في ليبيا، عقب اشتباكات عنيفة دارت في محيطها، قبل أيام.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2024، حالة القوة القاهرة والطوارئ من الدرجة الثالثة القصوى، بعد تعرُّض عدد من خزانات المصفاة لحرائق خطيرة.

ووفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، شبَّ حريق مصفاة الزاوية، خلال الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، ما تسبَّب في أضرار جسيمة أدت إلى نشوب حرائق خطيرة، نتيجة إصابتها بأعيرة نارية، جراء الاشتباكات الدائرة بين مجموعات مسلحة في محيطها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

مصفاة الزاوية الليبية
جانب من الحريق في مصفاة الزاوية الليبية – الصورة من “المؤسسة الوطنية للنفط”

وفي أعقاب اندلاع حريق مصفاة الزاوية، أكدت مؤسسة النفط الليبية أن مجلس إدارتها سيظل في حالة انعقاد دائم مع كل الإدارات والمراكز التابعة له المعنية، لمتابعة تطورات الأحداث في المنطقة، واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة حيالها.

ويؤدي تكرار توقُّف مصفاة الزاوية في ليبيا إلى أزمات كبيرة تضرب قطاع النفط الليبي عمومًا؛ إذ إن المصفاة سبق أن تعرضت إلى أزمة أدت إلى توقُّفها في يوليو/تموز الماضي، بسبب نقص إمدادات النفط، قبل أن تتوقف مجددًا في أواخر سبتمبر/أيلول.

وتنتج المصفاة العملاقة ما يصل إلى 120 ألف برميل يوميًا، وهو ما يسهم في دعم قطاع الوقود داخل ليبيا، كما يؤدي توقّفها إلى تفاقم أزمة الوقود في البلاد، وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة لقطاع التكرير الليبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. قدرات مصافي النفط في الشرق الأوسط من منصة “إس آند بي غلوبال”.
  2. حريق مصفاة الزاوية في ليبيا من منصة الطاقة المتخصصة.

إقرأ: مصافي النفط في الشرق الأوسط تتنافس في 2025 بقيادة دولتين على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى