خبير: الهيدروجين الأخضر يحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية
يتوقع الخبراء أن يؤدي الهيدروجين الأخضر دورًا محوريًا في مستقبل الطاقة خلال العقود القليلة المقبلة، إلّا أنّ التوسع في المشروعات ما يزال يواجه عقبات كبرى، ولا سيما في تأسيس البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين.
ويرى عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية لطاقة الهيدروجين وممثلها في مصر أستاذ الطاقة الجديدة وتكنولوجيا المياه في المركز القومي للبحوث الدكتور حسام الناظر، أن التوسع في قطاع الهيدروجين ما يزال مرهونًا بالتغلب على عدد من التحديات.
ولفت الناظر -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- إلى أنه على الرغم من التقدم التقني، ما تزال تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر مرتفعة مقارنة بالوقود الأحفوري.
وأشار إلى أن الهيدروجين يتطلّب تقنيات تخزين ونقل آمنة لتجنب المخاطر؛ نظرًا إلى كونه غازًا قابلًا للاشتعال.
تبنّي تقنيات مبتكرة
كان مجلس إدارة الجمعية الدولية لطاقة الهيدروجين (IAHE) قد اختار الدكتور حسام الناظر، خلال الأسبوع الماضي، لتمثيله في مصر، في خطوة تعكس الريادة المصرية في قطاع الطاقة المتجددة.
وتًعد الجمعية الدولية لطاقة الهيدروجين (IAHE) إحدى أبرز المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الطاقة النظيفة، وتضم نخبة من العلماء والباحثين والمختصين من مختلف أنحاء العالم بهدف تبادل المعرفة، ودفع عجلة الابتكار في هذا القطاع المهم.
وتشرف الجمعية على إصدار مجلة International Journal of Hydrogen Energy، التي تُعد واحدة من أكثر المجلات تأثيرًا في مجال أبحاث الهيدروجين والطاقة النظيفة، إذ تسلط الضوء على أحدث التطورات والابتكارات في تقنية الهيدروجين.
وأكد الناظر أن الجمعية الدولية لطاقة الهيدروجين (IAHE) تؤدي دورًا مهمًا في تشجيع البحث العلمي، ودعم الأبحاث الأساسية والتطبيقية حول تقنيات إنتاج واستعمال الهيدروجين.
كما تعمل مع الحكومات والمنظمات الدولية من أجل تطوير سياسات وإستراتيجيات تعزز استعمال الهيدروجين، وتُسهم في نشر الوعي بأهمية الهيدروجين الأخضر بصفته مصدرًا للطاقة المستدامة من خلال تنظيم ورشات عمل وبرامج تدريبية.
كما أن الجمعية تُسهم في بناء الشراكات لتسهيل التعاون بين الباحثين، والصناعيين، والمستثمرين لتسريع تبني تقنيات الهيدروجين، ودعم تطوير خلايا الوقود الهيدروجينية منخفضة التكلفة وتحسين كفاءتها، بالإضافة إلى دراسة طرق مبتكرة لإنتاج الهيدروجين باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
ولفت الناظر إلى أن الجمعية توفر -كذلك- منحًا دراسية ودورات تدريبية لطلاب الجامعات والباحثين الشباب، وتنظم مؤتمرات -مثل (World Hydrogen Energy Conference (WHEC- لمناقشة أحدث التطورات في هذا القطاع المهم.
تخزين الطاقة
أكد الدكتور حسام الناظر أن الهيدروجين يُسهم بصفة كبيرة في تعزيز أجندة تحول الطاقة من خلال تخزين الطاقة المُنتجة من الرياح والشمس لاستعمالها عند الحاجة إلى التغلب على عدم موثوقية هذه المصادر النظيفة، فضلًا عن دوره في خفض الانبعاثات الكربونية في القطاعات التي يصعب فيها استهلاك الطاقة النظيفة مثل الصناعات الثقيلة والطيران.
وأوضح -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن الهيدروجين يمكنه أن يكون وقودًا مثاليًا للشاحنات الثقيلة، والقطارات، والسفن؛ نظرًا إلى كونه يوفّر طاقة عالية في وقت إعادة تعبئة قصير مقارنة بالبطاريات.
وأشار إلى أن الهيدروجين يتميّز عن غيره من مصادر الطاقة المتجددة بعدة مميزات، أبرزها القدرة على تخزينه لفترات طويلة دون فقدان للطاقة، على عكس البطاريات التي تفقد كفاءتها بمرور الوقت.
كما يتسم الهيدروجين بالمرونة، إذ يمكن استعماله وقودًا وكذلك في إنتاج الكهرباء، كما يُعد مدخلًا في الصناعات الكيماوية، فضلًا عن سهولة نقله عبر خطوط الأنابيب أو في صورة غاز مضغوط أو سائل؛ ما يسهل توزيعه على نطاق واسع.
أبرز التحديات
سلّط الناظر الضوء على أبرز التحديات التي تواجه انتشار استعمال الهيدروجين بوصفه وقودًا عالميًا، موضحًا أن ارتفاع تكلفة الإنتاج يُعد أبرز العقبات التي تواجه المشروعات في الوقت الحالي رغم التقدم التقني الكبير في هذا القطاع.
وأوضح الناظر أن الدول ما تزال في حاجة إلى ضخ استثمارات ضخمة في البنية التحتية من أجل إنشاء شبكات توزيع وخزانات للهيدروجين.
ودعا الحكومات إلى نشر التوعية لدى الجمهور حول فوائد الهيدروجين، حتى يحظى بمزيد من سياسات الدعم، وتقديم مزيد من الحوافز المالية والإعفاءات الضريبية لتعزيز التنافسية في هذا القطاع.
وتوقع الناظر انخفاض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 بفضل التقدم الفني، وزيادة استعمال تقنيات التحليل الكهربائي، وتراجع تكاليف الطاقة المتجددة.
دول رائدة
قال الناظر -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إن الاتحاد الأوروبي يقود الجهود العالمية في هذا القطاع من خلال خطط طموحة مثل إستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي خُصصت لها ميزانية ضخمة.
وأضاف أن اليابان وكوريا الجنوبية تضخان استثمارات هائلة في إنتاج خلايا الوقود والسيارات التي تعمل بالهيدروجين، كما تبنت أمريكا الشمالية برامج مثل Hydrogen Shot التي تهدف إلى خفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة 80%.
وتابع أن هناك دولًا عربية -مثل الإمارات والسعودية– تخطط لأن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره من خلال تطوير مشروعات ضخمة، مثل مشروع نيوم في السعودية.
واستطرد قائلًا إن ألمانيا تمتلك أكبر شبكة للهيدروجين الأخضر في أوروبا، وتستثمر ذلك في شراكات دولية، في حين تركز أستراليا على تصدير الهيدروجين المُنتج من الطاقة الشمسية والرياح إلى آسيا.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر ينتعش باستثمارات ضخمة
- مصر تعزّز إسهامات الهيدروجين الأخضر في صناعة الأسمدة بـ3 اتفاقيات جديدة
- تطورات مشروعات الهيدروجين الأخضر في مصر (خاص)
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي تتجاوز مليار قدم مكعبة يوميًا
- أسعار شحن السيارات الكهربائية.. مقارنة بين 3 دول عربية (تقرير)
- أغلى 5 دول عربية في أسعار البنزين.. فلسطين تتصدر (مسح)
- حقل زلطن.. كنز ليبي احتياطياته 2.5 مليار برميل نفط
إقرأ: خبير: الهيدروجين الأخضر يحتاج إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية على منصة الطاقة