محطة كهرباء هجينة في السعودية لتشغيل مشروع تكرير.. مزيج فريد
تُطور السعودية محطة كهرباء هجينة تمثّل نموذجًا للمرافق في إدارة عملية انتقال وتحول الطاقة وخفض الانبعاثات، دون إهدار للموارد.
ويعتمد عمل المحطة على دمج تقنيات مختلفة في عمل واحد، بضمّ توربينات الدورة المركبة مع مولدات معدّة للعمل بالغاز الطبيعي والهيدروجين معًا.
ووفق تحديثات محطات الكهرباء وتقنياتها لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستصل قدرة المحطة الهجينة إلى 475 ميغاواط.
وتعوّل المملكة على المحطة لتزويد مشروع تكرير وبتروكيماويات مشترك بالكهرباء النظيفة، ما يعكس إستراتيجية تنويع الموارد التي تنتهجها السعودية لضمان أمن الطاقة.
محطة كهرباء هجينة
يؤدي المشروع الجديد للتوصل إلى محطة كهرباء هجينة تنتج إمدادات منخفضة الانبعاثات الكربونية، إذ كانت توربينات الدورة المركبة تعمل -عادةً- بشكل منفصل عن استعمالات مزيج الغاز الطبيعي والهيدروجين.
واختلف الأمر في المشروع الجاري، إذ يُدمَج توربين ثقيل من إنتاج شركة ميتسوبيشي باور اليابانية -القادر على المزج بين وقودي الهيدروجين والغاز- في محطة صناعية تنتج الكهرباء والبخار.
ويشارك في تطوير المحطة الهجينة شركات عدّة، من بينها: ائتلاف شركات بقيادة طاقة الإماراتية يملك حصة 51%، وجيرا اليابانية بحصّة 49%.
وأطلقت الشركة اليابانية على توربينها اسم “إم 510 جاك”، ومن المقرر تجميعه في الجبيل بالمنطقة الشرقية للمملكة، في سابقة هي الأولى من نوعها لشركة ميتسوبيشي باور.
ويمتد مركز التجميع التابع لشركة ميتسوبيشي باور على مساحة 17.200 متر مربع، بما يتوافق مع مبادئ رؤية 2030 التي تتبنّاها السعودية، سواء فيما يتعلق بتوطين الصناعات، أو الاستفادة من المهارات الوظيفية في المملكة.
توربين ميتسوبيشي باور
يبلغ معدل كفاءة توربين ميتسوبيشي باور 64%، وتدفع موثوقيته باتجاه تصنيفه ضمن أحد التوربينات الرائد عالميًا، لقدرته على مزج الهيدروجين بالغاز الطبيعي.
وعزّز ائتلاف شركة طاقة الإماراتية، وجيرا اليابانية -المشغّلَين للمحطة الهجينة- موثوقية عمل التوربين واستدامته، بتوقيع اتفاق خدمات طويل الأجل مع ميتسوبيشي باور.
وبموجب الاتفاق، توفر ميتسوبيشي باور قطع الغيار اللازمة وخدمات الإصلاح والصيانة اللازمة للتوربين، وفق بيان للشركة اليابانية في أغسطس/آب 2024.
واختُبر التوربين بمزيج بنسبة 30% للهيدروجين و70% غاز طبيعي، ما يجعله خيارًا مثاليًا للتغلب على تحديات دمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة السعودي، ومخاوف انقطاعات الطاقة الشمسية والرياح.
ويضمن دمج الهيدروجين والغاز في توربين واحد حالة من الاستقرار للشبكة، وتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصناعية.
ومن جانب آخر، يُتيح إدخال الهيدروجين منخفض الكربون تدريجيًا في تشغيل توربينات محطات الكهرباء تخفيفَ عبء الطلب على الغاز الطبيعي، لإتاحة دمجه في صناعات أخرى.
دور أرامكو السعودية
هناك صلة تربط شركة أرامكو السعودية بمشروع محطة الكهرباء الهجينة، إذ من المقرر تزويد المحطة مشروعًا مشتركًا بين أرامكو وشركة توتال إنرجي الفرنسية للتكرير والبتروكيماويات بالكهرباء.
ويخطَّط أن يضم مجمع التكرير -الذي أطلقت عليه الشركتان المشغّلتان اسم “ساتورب“- واحدة من أكبر وحدات التكسير بالبخار في دول الخليج.
وبذلك، تلبي أرامكو اتجاه المملكة للتوسعة الصناعية بتقنيات منخفضة الكربون، عبر ضمان إمدادات كهرباء مستقرة وموثوقة تُقلّص الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وكانت عملاقة النفط السعودي قد عززت أنشطة احتجاز الكربون وتخزينه، عبر الاستحواذ على حصة 50% من شركة بلو هيدروجين للغازات الصناعية التابعة لشركة “إير برودكتس قدرة”، في يوليو/تموز الماضي، وفق ما نقلته مجلة “ميس” المتخصصة في أخبار النفط والغاز الصادرة من قبرص.
إستراتيجية الطاقة في السعودية
تهدف إستراتيجية الطاقة في السعودية إلى وضع حدّ لاستعمال النفط في توليد الكهرباء.
ويعود ذلك بالمنافع في أكثر من اتجاه؛ مثل: تجنُّب البيئة تداعيات حرق ما يزيد على مليون برميل نفط سنويًا في توليد الكهرباء، بالإضافة إلى العوائد الاقتصادية من توفير هذه البراميل، لاستعمالها في أغراض التكرير أو التصدير وجني عوائد أكبر.
وتعوّل المملكة على محطات الطاقة الحرارية العاملة بالغاز لتوليد ما يصل إلى 50% من الكهرباء، بحلول عام 2030، إذ قُدِّرت قدرة هذه المحطات بنحو 88 غيغاواط بنهاية عام 2023، وتستهدف المملكة زيادتها إلى 110 غيغاواط بحلول نهاية العقد.
ورغم أن مشروع محطة كهرباء هجينة ليس بالأمر الجديد على قطاع الكهرباء العالمي، فإنه يعكس تطورات إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق في السعودية، تحت مظلة سياسات التخلص من الكربون وتقليص استعمالات النفط في القطاع.
وتخطط المملكة لتصدير الهيدروجين الأخضر من مشروع نيوم في صورة أمونيا، بمعدل 1.2 مليون طن سنويًا، بدءًا من نهاية العام المقبل 2026، بالتوازي مع تطوير الهيدروجين والأمونيا الزرقاء.
وبالإضافة لذلك، تنعكس استعمالات الهيدروجين في السوق السعودية المحلية بهدف التخلص من الكربون، ودمجه في صناعات الصلب والألومنيوم.
موضوعات متعلقة..
- صفقة لتمويل محطة إنتاج البخار والكهرباء في السعودية
- من يهيمن على سوق توربينات الغاز في العالم؟.. شركة سعودية بقائمة الكبار (تقرير)
- توتال إنرجي تحتفل بقصة نجاح عمرها 50 عامًا في السعودية.. ما دور أرامكو؟
اقرأ أيضًا..
- شركة عربية قد تقتنص تطوير احتياطيات بـ14 مليار برميل مكافئ
- أهم 5 مشروعات طاقة في الجزائر ستكون مرتقبة خلال 2025
- سفن الكهرباء تقترب من سواحل سوريا.. دعم من دولتين
المصادر:
- تفاصيل مشروع محطة كهرباء هجينة في السعودية، من شركة ميتسوبيشي باور.
- علاقة المشروع بإستراتيجية الطاقة في السعودية، من مجلة ميس الصادرة من قبرص.
إقرأ: محطة كهرباء هجينة في السعودية لتشغيل مشروع تكرير.. مزيج فريد على منصة الطاقة