5 اتجاهات تقود صناعة طاقة الرياح في 2025 (تقرير)
تستعد صناعة طاقة الرياح في 2025 لنمو غير مسبوق، مدفوعًا بالتقدم التقني والسياسات وزيادة في المشروعات الرائدة.
فخلال عام 2024، نمَت إضافات طاقة الرياح إلى 126.1 غيغاواط، واستحوذت الرياح البرية على 105.4 غيغاواط، في حين سجّلت الرياح البحرية 20.7 غيغاواط، بحسب ما جاء في ملف الحصاد السنوي الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومن المتوقع أن تتفوّق طاقة الرياح على الطاقة النووية في توليد الكهرباء خلال عام 2025، لتصبح بذلك إحدى الركائز الأساسية في مزيج الكهرباء العالمي.
كما أن الصناعة تسير على الطريق الصحيح لمضاعفة قدرتها وتجاوز 700 غيغاواط بحلول عام 2028، مقارنة بمستويات عام 2022.
وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، سيشكّل مستقبل طاقة الرياح في 2025 العديد من الاتجاهات الرئيسة، وهذه أهمها:
- طاقة الرياح البحرية في أميركا الجنوبية.
- السياسات الوطنية.
- تسريع نمو طاقة الرياح العائمة.
- طموحات الرياح البحرية في الهند.
- تكامل الشبكة.
أميركا الجنوبية تقود ثورة الرياح البحرية
أصبحت أميركا الجنوبية لاعبًا رئيسًا في سوق طاقة الرياح البحرية العالمية، إذ تقود دول -مثل البرازيل وكولومبيا وأوروغواي- هذه الطفرة.
إمكانات البرازيل:
- تتمتع البرازيل بإمكانات ضخمة في قطاع طاقة الرياح البحرية تزيد على 1200 غيغاواط.
- يمكن للبرازيل تثبيت 96 غيغاواط بحلول 2050، بحسب تقديرات البنك الدولي.
- في أكتوبر/تشرين الأول 2024، وقعت شركة “إلتروبراس” اتفاقية مع “أوشن ويندز” لتطوير مزارع رياح بحرية.
- في ديسمبر/كانون الأول 2024، وافق مجلس الشيوخ البرازيلي على إطار تنظيمي لطاقة الرياح البحرية.
تقدُّم كولومبيا:
- أطلقت كولومبيا أول مزاد لطاقة الرياح البحرية في أميركا اللاتينية خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023 لسعة تتراوح بين 1000 و3 آلاف غيغاواط.
- بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2024، أبدت 9 شركات اهتمامها.
- من المتوقع تقديم العطاءات الرسمية بحلول منتصف 2025.
مبادرات أوروغواي:
- تمتلك أوروغواي إمكانات لتطوير طاقة الرياح البحرية بسعة تصل إلى 250 غيغاواط.
- تستكشف بعض المشروعات لدعم مبادرات الهيدروجين الأخضر.
- تزايد اهتمام الحكومة بالاستفادة من هذه القدرة من أجل التنمية المستدامة.
دور السياسات الوطنية في نمو طاقة الرياح البحرية
أصبحت السياسات الوطنية محركًا رئيسًا لنمو طاقة الرياح في 2025، خاصة الرياح البحرية.
ففي أوروبا، تؤدي خطة “ريباور إي يو” دورًا مهمًا في تحويل القارة بعيدًا عن الوقود الأحفوري وتبسيط تصاريح طاقة الرياح البحرية.
بينما التزمت المملكة المتحدة بمضاعفة قدرة طاقة الرياح البحرية 4 مرات بحلول عام 2030، باستثمارات تصل إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.38 مليار دولار) ورفع الحظر المفروض على طاقة الرياح البرية.
وبالمثل، حدّدت خطة التنمية الألمانية المواقع البحرية المحتملة في بحر الشمال وبحر البلطيق لتطوير مزارع الرياح البحرية، فضلًا عن جداول العطاءات وإجراءات التشغيل.
بالإضافة إلى ذلك، خصّصت النرويج 3 مليارات يورو (3.12 مليار دولار) لمزاد طاقة الرياح البحرية العائمة “أوتسيرا نورد”، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
كما قطعت الولايات المتحدة خطوات كبيرة من خلال قانون البنية التحتية وقانون خفض التضخم، وكلاهما يدعم تطوير الرياح البحرية.
وفي أميركا الجنوبية، أقرت البرازيل تشريعات الرياح البحرية، في حين تمضي تشيلي قدمًا في خطة عملها، حيث أعرب تحالف بريطاني تشيلي عن اهتمامه ببناء مزرعة رياح بحرية في البلاد.
تطورات مهمة في قطاع طاقة الرياح العائمة
تمتلك صناعة طاقة الرياح العائمة إمكانات هائلة تصل إلى 13 تيراواط، لكنها ما زالت في مراحلها الأولية، إذ لم يتجاوز إجمالي القدرة التشغيلية الفعلية لها 270 ميغاواط حتى عام 2023.
ومع ذلك، يُظهر حجم المشروعات المستقبلية لطاقة الرياح العائمة، البالغ 244 غيغاواط، اهتمامًا كبيرًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبناءً على هذا التوجه، يُتوقع أن تشهد مشروعات الرياح العائمة نموًا ملحوظًا في عام 2025، على أن تُشكل 15% من إجمالي طاقة الرياح البحرية، وتُسهم بنحو 264 غيغاواط بحلول عام 2050.
وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، هذه أبرز اتجاهات طاقة الرياح العائمة:
- من المتوقع أن تنخفض التكلفة المستوية للكهرباء الخاصة بمزارع الرياح العائمة إلى 100 دولار لكل ميغاواط/ساعة بحلول عام 2025، ثم إلى 67 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة بحلول عام 2050.
وتُعرف التكلفة المستوية للكهرباء بأنها إجمالي التكاليف التشغيلية طوال عمر تقنيات توليد الكهرباء، مقسومة على الكمية الإجمالية للكهرباء المنتجة.
- من المتوقع أن تحقق الاستغلال التجاري الكامل دون إعانات بحلول عام 2035.
- تُعد أوروبا (النرويج والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال) وآسيا (اليابان والصين وكوريا الجنوبية) والولايات المتحدة مناطق رائدة في تطوير الرياح العائمة.
- على الرغم من أنه ليس أولوية حالية، فإن المشروعات التجريبية تستكشف التكامل المحتمل بين طاقة الرياح العائمة والهيدروجين.
طموحات الرياح البحرية في الهند
تحتل الهند -حاليًا- المرتبة الرابعة عالميًا في طاقة الرياح بأكثر من 45 غيغاواط من القدرة المركبة.
وتسعى البلاد إلى زيادة القدرات بنحو 140 غيغاواط بحلول عام 2030، مع تركيز كبير على تطوير طاقة الرياح البحرية؛ إذ تستهدف تطوير 30 غيغاواط بحلول العام نفسه، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومن أبرز تطورات طاقة الرياح البحرية خلال 2024:
- الموافقة على أول مشروعات بحرية في البلاد بقدرة 1 غيغاواط في منطقتي تاميل نادو وغوغارات.
- إدخال مخطط “تمويل فجوات الجدوى الاقتصادية” وتعديلات على لوائح تأجير طاقة الرياح البحرية من قبل وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة.
- طرح عطاءات لطاقة الرياح بقدرة 1.2 غيغاواط، منها 500 ميغاواط للمشروعات البحرية.
تحسين تكامل الشبكة
تظلّ العقبة الأساسية أمام توسيع نطاق الطاقة المتجددة محدودية الوصول إلى الشبكة؛ ما يؤكد الحاجة إلى تحسين تكامليتها لتعزيز إمكانات طاقة الرياح في 2025.
وتشهد مشروعات طاقة الرياح في مختلف أنحاء أوروبا تأخيرات كبيرة، إذ تنتظر أكثر من 500 غيغاواط من القدرة الإنتاجية الربط بالشبكة في دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، تفرض التكاليف المرتفعة لتوسيع الشبكة وتعزيزها أعباءً كبيرة على المطورين.
ويمكن التصدي للتحديات التي تواجه طاقة الرياح في 2025 عبر الآتي:
- الجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية يساعد على تحسين استعمال الشبكة، ويقلل من مخاطر تقليص الإنتاج، ولكن يجب تحسين الأطر التنظيمية.
- سياسات التعويضات المتوافقة واتفاقيات ربط الشبكة المرنة يمكن أن تخفف من المخاوف المالية للمطورين.
- من المتوقع أن تعمل الحلول الرقمية الجديدة، مثل البنية التحتية المتقدمة للعدادات والذكاء الاصطناعي، على تعزيز إدارة الشبكة وتمكين التنبؤ بعمليات الصيانة.
الخلاصة..
تتجه صناعة طاقة الرياح في 2025 نحو تحقيق نمو غير مسبوق، مع تسارع تطوير الرياح البحرية في أميركا الجنوبية والهند، ودعم السياسات الوطنية لتحفيز الابتكار وتحقيق التكامل الفعال للشبكات.
موضوعات متعلقة..
- طاقة الرياح البحرية.. الكهربة تسهم في تطوير سوق سفن الخدمات (تقرير)
- شركات طاقة الرياح تخسر مليارات الدولارات بعد فوز ترمب برئاسة أميركا
- طاقة الرياح العالمية تواجه عدة تحديات.. اختناق الإمدادات وارتفاع التكاليف الأبرز
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: نجاح أوبك+ أهم أحداث أسواق النفط في 2024.. و3 أهداف تحققت
- أكبر استطلاع لتوقعات أسواق النفط والأسعار في 2025.. 10 خبراء يتحدثون
- أسعار النفط في 2024.. تقلبات محدودة وسط تباطؤ الطلب وتخفيضات أوبك+
المصادر:
إقرأ: 5 اتجاهات تقود صناعة طاقة الرياح في 2025 (تقرير) على منصة الطاقة