السيارات الكهربائية الصينية تقود ثورة القيادة الذاتية عالميًا
تشهد السيارات الكهربائية الصينية تقدمًا كبيرًا في مجال القيادة الذاتية خلال العام الجاري (2025)؛ إذ تشتد المنافسة بين الشركات المحلية على تقديم تقنيات مبتكرة.
ويُرسّخ هذا التوجه، المدفوع بمنافسة شرسة بين الشركات المصنعة، مكانة الصين بصفتها أحد المركز العالمية للابتكار في مجال صناعة السيارات الكهربائية المتطورة.
ووفقًا لتقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يرى رئيس أبحاث السيارات الصينية في مصرف الاستثمار السويسري “يو بي إس” بول غونغ، أن 2025 سيكون عامًا محوريًا لقطاع السيارات في الصين، مع تحول القيادة الذاتية من ميزة نخبوية إلى تقنية شائعة متاحة على نطاق واسع.
وتعتمد الشركات الصينية على بنية تحتية متقدمة تشمل سلسلة توريد متكاملة تدعم الابتكار، ومن شأن هذا التطور جعل السيارات الكهربائية ليست فقط وسيلة نقل نظيفة، بل أيضًا نموذجًا متطورًا للذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت الذي تنتظر فيه شركة تيسلا الأميركية الموافقات الرسمية لتفعيل أنظمتها الذاتية بالكامل في الصين، تسارع الشركات المحلية إلى إطلاق مزاياها الجديدة.
منظومة القيادة الذاتية
تعتمد السيارات الكهربائية الصينية على أنظمة القيادة الذاتية باعتبارها العصب الرئيس للجيل الجديد من المركبات.
وبفضل التكامل بين الشركات المتخصصة في الأجهزة والبرمجيات، باتت هذه الأنظمة أكثر تطورًا من أي وقت مضى.
من المتوقع أن تسهم الصين في “دمقرطة” تقنيات القيادة الذاتية من خلال تقديمها في الطرازات العادية، وليس فقط الفاخرة، ما يعكس تحولًا كبيرًا في السوق.
وقال غونغ إن انتشار أنظمة القيادة الذاتية في الصين سيحدث بفضل منظومة سلسلة التوريد في البلاد؛ إذ تتخصص بعض الشركات في الأجهزة، في حين توفر شركات أخرى البرمجيات، مضيفًا أن أنظمة القيادة الذاتية تمثل عقل العديد من السيارات الكهربائية.
وأشار إلى أن الصين تطورت بسرعة من سوق لصانعي السيارات المحليين والأجانب إلى “مركز ابتكاري” عالمي للتقنيات الجديدة مثل الكهربة والذكاء؛ ما يساعد في تسريع اعتماد القيادة الذاتية.
كما يرى غونغ أن بإمكان الصين أن تكون مركز البحث والتطوير لصانعي السيارات العالميين، متابعًا: “لديك أحدث التقنيات من سلسلة توريد السيارات الكهربائية، من أنواع البطاريات إلى البرمجيات إلى القيادة الذاتية إلى تقنية تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر “الليدار”.
تحديات المنافسة
في ظل وجود نحو 50 شركة لصناعة السيارات الكهربائية الصينية، تحتدم المنافسة لجذب العملاء من خلال تقديم خصومات كبيرة وميزات متطورة. ومع ذلك لا تحقق سوى 3 شركات أرباحًا كبيرة، وهي بي واي دي (BYD)، ولي أوتو (Li Auto)، وسيرس (Seres) المدعومة من “هواوي”.
هذه المنافسة تدفع الشركات الصغيرة إلى الابتكار رغم الصعوبات؛ ما يمنح المستهلكين خيارات أوسع ويسرع التحول نحو الطاقة النظيفة.
وأشار رئيس وحدة أبحاث السيارات الصينية لدى مصرف الاستثمار السويسري متعدد الجنسيات “يو بي إس” بول غونغ، إلى أن “التحرك نحو السيارات العاملة بالطاقة الجديدة في الصين “هو في الأساس طريق واحد لا رجعة عنه”.
وعلى الرغم من أن الارتفاع السريع في إنتاج السيارات الكهربائية بالصين أثار المخاوف بشأن السعة الفائضة، فقد قال غونغ إن المنافسة الشديدة تحفز الابتكار، وتسمح بمزيد من الاختيار للمستهلكين، وتسهل التحول بشكل أسرع إلى الطاقة النظيفة، موضحًا أن الصورة أكثر تعقيدًا من مجرد منافسة بسيطة على السعة الفائضة.
الدعم الحكومي
لتحفيز الطلب على السيارات الكهربائية الصينية، أطلقت الحكومة خطة دعم جديدة تمنح المشترين مكافآت مالية تصل إلى 20 ألف يوان (2728 دولارًا أميركيًا)، ما يعكس التزام بكين بتعزيز استدامة قطاع النقل، رغم ضعف الاستهلاك المحلي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا)
ومع تركيزها على الابتكار ودعم الحكومة، تمثل السيارات الكهربائية الصينية نقلة نوعية في مجال النقل الذكي والمستدام، وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الصين ستظل قوة دافعة للتقنيات المستقبلية في قطاع السيارات.
موضوعات متعلقة..
- حرب تكسير عظام بين شركات السيارات الكهربائية الصينية.. ولا عزاء للصغار
- جمارك أوروبا تحاصر السيارات الكهربائية الصينية
- شركات السيارات الكهربائية الصينية تتعطّل في أوروبا.. هل تهرب من “كمين” الجمارك؟
اقرأ أيضًا..
- سياسات الحياد الكربوني المتعصبة.. كيف تأتي بنتائج كارثية للعالم؟ (تقرير)
- الخطط الخضراء في بريطانيا.. تحول الطاقة يحتاج إلى الغاز المسال القطري والأميركي (تقرير)
- توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا يعمّق أزمة الطاقة (مقال)
المصدر..
إقرأ: السيارات الكهربائية الصينية تقود ثورة القيادة الذاتية عالميًا على منصة الطاقة