الكهرباء والطاقة

احمد لطفى يكتب ..”حين تصبح المؤسسات رهائن الماضي: هل نستطيع التحرر؟!!

في إحدى اللحظات الفارقة في تاريخ مصر، اختار الرئيس الراحل أنور السادات تقديم الشكر للخبراء الروس، وفتح الباب أمام جيل جديد ليقود المستقبل. قرار جرئ نقل الجيش المصري من حالة الجمود إلى الإبداع، ومن الاتكال إلى الاعتماد على الشباب. كان الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي رمزًا لهذه المرحلة، بقيادته هيئة أركان الجيش بكفاءة وابتكار، ليحقق مع رفاقه نصر أكتوبر التاريخي.

لكن اليوم، يبدو أن بعض مؤسساتنا ترفض الاستفادة من هذا الدرس. مجالس الإدارة أصبحت رهائن لأسماء لا تتغير: مستشار “ألف”، مستشار “باء”، ومستشار “جيم”، وكأن الكرة الأرضية لن تدور دون توقيعاتهم أو مداخلاتهم عبر الفيديو كونفرانس. أعمارهم تتجاوز الستين والسبعين والثمانين، ورغم أمراضهم التي تمنعهم أحيانًا من الحضور الفعلي، يصرون على البقاء، يلتفون حول الطاولة، بينما الشباب يراقبون من بعيد، محاصرين بإجراءات معقدة تخمد أي فرصة للإبداع.

في المقابل، العالم يتقدم. الذكاء الاصطناعي أصبح قادرًا على تحليل البيانات، إعداد الموازنات، واتخاذ القرارات بفعالية تفوق المجالس التقليدية، وبتكلفة أقل بكثير. ولكن، من سيترك مقعده للتكنولوجيا؟

من سيعترف بأن زمنه قد انتهى؟

إن استمرار هذا الفكر لا يعني فقط تهميش الشباب، بل يعني أننا نصبح أسرى لجيل يعتقد أن بقاءه ضرورة لا غنى عنها. ولكن الحقيقة الواضحة هي أن المؤسسات التي لا تتحرر من قيود الماضي ستجد نفسها عاجزة عن مواجهة المستقبل.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل لدينا الجرأة لكسر هذه الحلقة؟ أم أن مستشار “ألف” ورفاقه سيظلون يقودوننا نحو مستنقع الفشل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى