عالم الطاقة

حقل جحار للغاز.. اكتشاف سوري أنتج 3 ملايين متر مكعب يوميًا قبل الحرب

يمثّل حقل جحار للغاز الطبيعي حلقة مهمة ضمن سلسلة إنتاج الغاز الطبيعي في سوريا، التي تعدّ دولة غنية بالموارد الطبيعية والمخزونات الهيدروكربونية، إلّا أن الحرب التي دارت هناك لسنوات، وانتهت برحيل نظام الأسد، حالت دون الاستغلال الأمثل له.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي العملاق يتميز بكونه واحدًا من أهم حقول النفط والغاز في سوريا، إذ اعتمدت عليه الدولة لسنوات طويلة في دعم خزينتها بالإيرادات.

وإلى جانب دوره الاقتصادي، قدّم حقل جحار إسهامات ضخمة في تلبية احتياجات سوريا من الغاز الطبيعي، سواء للاستعمالات المحلية في توليد الكهرباء والتدفئة المنزلية، أو لدعم قطاع الصناعات الذي يقوم على استعمال الغاز.

بالإضافة إلى ذلك، يعدّ الموقع الإستراتيجي لحقل جحار للغاز الطبيعي في سوريا صمام أمان للبلاد لوصول إنتاجه من الطاقة -بعد نقله ومعالجته- إلى مختلف مقاصده، وذلك بفضل البنية التحتية التي أصاب جزءًا منها الضرر بسبب معارك استمرت 13 عامًا.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل جحار

تشير المعلومات عن حقل جحار، إلى أنه اكتُشِفَ للمرة الأولى في أوائل القرن الـ21، وتحديدًا في عام 2001، إذ تُوصِّل إليه نتيجة جهود الحكومة السورية السابقة لاستكشاف مصادر جديدة للنفط والغاز في البلاد.

وكانت عمليات التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة التي تضم الحقل الغازي المهم، قد بدأت بجزء من خطة شاملة استهدفت زيادة احتياطيات البلاد من الغاز الطبيعي، وأسفرت عن إعلان الحكومة -رسميًا- اكتشاف الحقل بعد اختبارات عديدة أثبتت وجود احتياطيات غازيّة كبيرة.

ويقع حقل جحار للغاز الطبيعي في منطقة البادية السورية، الواقعة غرب مدينة تدمر بمحافظة حمص، وهو ما يجعله يتميز بموقع قريب من شبكة خطوط الغاز الوطنية، مما يسهّل عمليات النقل والتوزيع إلى مختلف مناطق البلاد.

حقل جحار
حقل جحار- أرشيفية

بالإضافة إلى ذلك، يمثّل موقع الحقل الغازي السوري أهمية كبيرة من الناحية الإستراتيجية، إذ يتيح هذا الموقع تغذية محطات توليد الكهرباء والمصانع الواقعة في وسط وجنوب سوريا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وشملَ إسهام حقل جحار في الاقتصاد السوري، توفيرَ الغاز لمحطات توليد الكهرباء، مما خفّف من أزمة الطاقة في مرحلة ما قبل الحرب، بالإضافة إلى خفض فاتورة استيراد الغاز من الخارج، ومن ثم توفير العملة الصعبة.

بجانب ذلك، أسهم الحقل في دعم القطاعات الصناعية التي تعتمد على الغاز مصدرًا للطاقة، إضافةً إلى أنه أسهم في توفير العديد من فرص العمل في مجالات حفر الآبار والتشغيل، والصيانة، وهو ما يعدّ إسهامًا اقتصاديًا مهمًا لسكان المنطقة.

معارك في حقل جحار

في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، احتدمت المعارك في حقل جحار بين مسلحين ينضمون إلى تنظيم داعش من جهة، والجيش الوطني السوري من جهة أخرى، لتنتهي بإعلان التنظيم أنه تمكّن من بسط هيمنته بالكامل على الحقل الغازي.

وعلى مدى عامين، ظل الحقل تحت سيطرة التنظيم، قبل أن تدور معارك جديدة في محاولة لتحريره، ولكنها باءت بالفشل، واستمر الوضع على ما هو عليه لنحو 5 سنوات أخرى، قبل أن تعلن القوات الروسية في عام 2021 أنها تمكنت من تحرير الحقل.

ومع عودة حقل جحار إلى السيادة السورية، تولّت وزارة النفط في حكومة الإدارة السابقة عملية تطويره، إذ أعلنت خلال العام الماضي 2024 أنها تمكنت من تشغيل الحقل الغازي من جديد، وبدأت البئر “جحار 7” إنتاج 100 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا.

احتياطيات حقل جحار

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل جحار من الغاز الطبيعي تصل إلى نحو 30 مليار متر مكعب، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أن حجم الاحتياطيات يقلّ عن ذلك بنحو 5 مليارات متر مكعب من الغاز.

وعلى الرغم من عدم دقة الأرقام المتوفرة، فإن الحقل -بفضل هذه الاحتياطيات- يعدّ من أكبر الحقول المكتشفة في سوريا، لا سيما أن احتياطياته تُستَعمَل لتلبية الطلب المتزايد على الغاز في ظل التحديات الاقتصادية والضغط على مصادر الطاقة التقليدية.

حقول النفط والغاز في سوريا

وقبل اندلاع الحرب في سوريا، أي قبل عام 2011، كان حجم إنتاج حقل جحار يبلغ 3 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا، بالإضافة إلى نحو 50 طنًا من المكثفات، وفق بيانات الإنتاج والاحتياطيات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهم إنتاج الحقل بشكل كبير في تأمين جزء مهم من احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي، لا سيما فيما يتعلق بتشغيل محطات توليد الكهرباء، إذ مع تطور التقنيات المستعملة في الحقل، ارتفع مستوى الإنتاج تدريجيًا مع مرور الوقت، قبل أن تأتي الحرب بأزماتها العديدة.

جهود تطوير حقل جحار

مرّت جهود تطوير حقل جحار، التي بدأت قبل اكتشافه للمرة الأولى في عام 2001، بعدّة مراحل، إذ تضمنت المرحلة الأولى -وهي مرحلة الاستكشاف- عمليات المسح الجيولوجي والزلزالي، بالإضافة إلى إجراء الدراسات المكثفة لتحديد مواقع الغاز.

أمّا المرحلة الثانية من تطوير الحقل، فقد حُفِرَت خلالها الآبار التجريبية للتحقق من جدوى الإنتاج، بينما كانت المرحلة الثالثة هي مرحلة التوسع وإضافة آبار جديدة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية للحقل، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وكانت المرحلة الرابعة هي مرحلة الإنتاج التجاري، إذ بدأت الحقول بالإنتاج الفعلي لتلبية الطلب المحلي، بينما دخل الحقل مرحلة التطوير الخامسة، وهي مرحلة التحديث، من خلال إدخال تقنيات حديثة لتحسين الكفاءة وزيادة الإنتاج.

وقد شهدت عمليات تطوير حقل جحار مشاركة عدد من الشركات المحلية والعالمية، بما في ذلك شركات تابعة لوزارة النفط السورية وشركات أجنبية متخصصة في استكشاف الغاز وإنتاجه، بينما عُقِدت شراكات تقنية أسهمت في إدخال معدّات حديثة لرفع كفاءة الإنتاج واستدامته.

وعلى الرغم من التحديات العسكرية والأمنية والجيوسياسية التي شهدها حقل جحار، فإنه يظل مثالًا على الإمكانات الكبيرة التي تملكها سوريا في مجال الطاقة، كما يظل تطويره واستثماره ضرورة لتعزيز الاقتصاد السوري وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة.

نرشح لكم..

المصادر..

إقرأ: حقل جحار للغاز.. اكتشاف سوري أنتج 3 ملايين متر مكعب يوميًا قبل الحرب على منصة الطاقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى