الرأى

الكاتب الصحفي الكبير شريف العبد يكتب : رب ضارة نافعة

 


حقا رب ضارة نافعه حزنت حينما تقرر الاستغناء عن قدامي الصحفيين بالاهرام عام 2011 بدعوي إفساح فرصه للشباب قلت ياه يعني بعد العمر المهني دا كله اودع القلم يعني مش حكتب تاني معرفش اشتغل شغلانه تانيه وبعدين مش واخد علي قعدة البيت المهنه دي علمتنا الحركه ودائما نفقد اي احساس بالوقت الساعات تمضي سريعا دون أن نشعر بها عشان كده دا جه علي حساب أداء الصلوات بصراحه لم أكن منتظم علي الاطلاق اوقات اكتفي بصلاة الجمعه فقط وهو أمر مؤسف كنت احدث نفسي واقول حصلي أمتي مفيش وقت دا وقتي كله بين البرلمان والاهرام وحتي بعد أن تركت رئاسة القسم البرلماني وانتقلت الدسك المركزي كانت طبيعة العمل لا تفسح وقتا للمواظبه والانتظام إلا أن البدايه التي أسعدتني واعانتني علي مواجع الرحيل من الاهرام هو الصلاه في مواقيتها وشيئا فشيئا وعلي مر السنوات أصبح الأمر ميسرا وبعد أن كان شاغلي الذهاب للاهرام لممارسة مهنه اعشقها أصبح الجامع هو الشاغل الاعظم الذي حل مكان المؤسسه الصحفيه كنا نحن معشر الصحفيين نحقق ذاتنا بممارسة هذه المهنه ومع مرور الزمن أصبحت الصلاه تشرح صدري وما جدوي تحقيق الذات دون رضا عن النفس لم أكن أتصور أن يجيئ يوما احرص علي اداء الصلاه واداوم عليها بهذا الحد انتقلت بالفعل من حال الي حال  والأمر بات سهلا للغايه كانت صلاة الفجر تمثل سابقا أمرا صعبا للغايه خاصة شتاءا فإذا بي أجدها سهله للغايه ولاغني عنها اقول بدون مبالغه كنت غائبا ومغيبا كيف كنت اهرول وراء السبق الصحفي واترك فرائض خالقي  سمعت في أحد البرامج الدينيه إذا أراد المرء أن يعرف مدي حب ربه له يعرفه من أن تصبح صلاته ميسره له ورغبته تتعاظم في ادائها سألت أحد الائمه فاتني صلوات متراكمه فهل اكون ملزما بأدائها أجاب حينما يكون عليك دينا للبنك الا تكون ملزما بسداده قلت ولكني بذلك ربما احتاج أن أعيش أكثر من مائة عام قال ابدأ واترك الأمر لخالقك ويكفي أن نيتك تتجه لأداء ما فاتك اقول تانية رب ضارة نافعه وكم أرحب بهذا الاستغناء المهني من مؤسستي وأسعد به لولاه ما كنت أفقت من غفلتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى